العلاج النفسي ليس عيباً وبعض انطباعات الجالية العربية "خطيرة للغاية"

Speaking with a therapist early on could prevent worsening of mental health problems.

Speaking with a therapist early on could prevent worsening of mental health problems. Source: E+

أكد الطبيب النفسي الدكتور سمير إبراهيم في يوم ""R U OK? أن جائحة الكورونا "زادت الطين بلة" من حيث الضغوطات الحياتية التي لها الأثر البالغ على الصحة النفسية.


حملة "هل انت على ما يرام؟" أو "هل انت بخير" R U OK? تتمثل في يوم يتجدد كل عام ليشجع الأستراليين جميعاً على طرح هذا السؤال على أنفسهم وعلى من حولهم.

لأن الانتحار قاتلٌ صامت في المجتمع، نشر الوعي عن اهمية الصحة النفسية ومراعاة الحالة الشعورية لمن حولنا هدفٌ رئيسي.

فقد يبدو الشخص سعيداً مبتسماً في وجه زملائه وأصدقائه وعائلته وحتى أقرب الأقربين له وهو (أو هي) يعيش أزمة نفسية مستعصية لا يمكنه مواجهتها بوحده.
فعادات المجتمع فرضت مجموعة من المعتقدات الخاطئة عن المعاناة النفسية، تمنع المعرضين لها أحياناً من طلب المساعدة أو التعامل معها بشكلٍ صحيح.

ومن أبرز الأخطاء الشائعة أن المرض نفسي يساوي ضعف الشخصية. أو أن الاضطراب النفسي خطأ الضحية ويستحق ما يجري له. أو أنك محصن ضد هذه المعاناة لأنك متدين أو غني أو بصحة جيدة وغيرها من الأسباب التي ليس لها صلة بالاضطرابات النفسية.

وتبقى الحقيقة، أن الاضطرابات النفسية قد تصيب أي شخص مهما كانت طبيعة شخصيته. إذا توفرت الظروف المناسبة قد يقع ضحيتها أي منا.

الاضطرابات النفسية مرضٌ عادي ليس به ما يعيب الشخص في شيء، ومعاناته تجربة قاسية وموجعة ومن شأنها أن تشعر أي شخص بالوحدة والانعزال.

 الامر الذي قد يتطلب مجهوداً جباراً لإخراج المصاب من معاناته التي تدور بصمت في داخله، وإعادة وصله بالمجتمع من حوله.

ولهذا السبب يدعى الجميع إلى سؤال من حولهم  R U Ok؟ ولكن ماذا تقول إذا جائتك الإجابة "لا لست على ما يرام"؟

استعانت الأس بي أس عربي24 بالطبيب النفسي الدكتور سمير إبراهيم لتوضيح بعض الغموض المحيط بالاضطرابات النفسية وتسليط الضوء على أسبابها وأهمية الوقاية منها.

الجانب الإيجابي للجائحة على الصحة النفسية

أكد إبراهيم أن جائحة الكورونا "زادت الطين بلة" من حيث الضغوطات الحياتية التي لها الأثر البالغ على الصحة النفسية.

وعلى النقيض، لم يتجاهل الدكتور سمير الآثار الإيجابية -الغير متوقعة- على الصحة النفسية، أيضاً بسبب الكورونا. فبحسب رأيه، أصبحت العديد من العائلات تقضي معظم ساعات اليوم مع أفراد العائلة مكتملين. الأمر الذي بات نادراً في حياتنا قبل الكورونا. كما قال أن الأهالي استطاعوا مساعدة أولادهم في حل الواجبات المنزلية والدراسة بشكلٍ أفضل من ذي قبل.
كما أوضح أن البعض اكتشف فوائد الاستقرار والهدوء النفسي والعصبي الذي يأتي مع الجلوس في المنزل. وآخرون اكتشفوا مواهب خفية مثل تعلم آلة موسيقية أو الرسم، ما كلنوا ليكتشفوها إن لم تفرض عليهم الظروف الوضع الحالي.

متى أطلب المساعدة؟

وينصح الدكتور إبراهيم إن الخوف الشديد والتوتر وفقدان القدرة على النوم والكئابة الشديدة والخوف الشديد من الموت وفقدان القدرة على التركيز، من الأعراض التي تستدعي طلب المساعدة.
زيادة الوعي هو الحل لمعرفة ما هو الطب النفسي وما هي الأعراض النفسية وما هو العلاج النفسي وما هي العقاقير المستخدمة اللتي نخاف منها
وأكد على أن طلب المساعدة مبكراً، يضمن أفضل الفرص في إحراز نتائج إيجابية وتفادي تفاقم المشاكل التي تتطور وتعقد مع مرور الوقت.

ويقول إبراهيم إن الطب النفسي لا يزال محاط بالكثير من الأخطاء الشائعة التي ليس لها أساس من الصحة. فتحول انصائح الخاطئة بين الصحة تالنفسية والحصول على المساعدة.
"ابتعد عن الطب النفسي" و"ستصبح مدمناً على مضادات الاكتئاب" نصائح فير دقيقية وغير علمية.

العلاج النفسي ليس عيباً

أكد إبراهيم أن الطبيب النفسي لا يصف الأدوية المضادة للاكتئاب فوراً وقد لا يصفها بتاتاً، إذ أن  كل حالة مختلفة وكل شخص يتطلب طريقة خاصة للتعامل معه لحل المشكلة.

فأحياناً قد لا يستدعي الأمر أكثر من بضع كلمات يتفوه بها الطبيب ليهدّئ من روع المريض ولا ولا يحتاج بذلك إلى أي دواء أو حتى جلسات علاجية. وغالباً ما تكن الحلول بسيطة في بدايات الأمور.

ولكن كلما استغرق المصاب وقتاً أطول حتى زيارة الطبيب، كلما احتاج إلى تدخلات أعمق وأكثر استنزافاً.

ووصف إبراهيم الطبيب العام بـ"خط الدفاع الأول" ونصح بزيارتهم أولاً لأن النظام الطبي الأسترالي لا يسمح بزيارة الأخصائيين مباشرةً. ومن اختصاص الطبيب العام أن يشخص طبيعة المرض بناءاً على الأراض التي يعاني منها المصاب، ويحدد إذا كان الشخص يحتاج إل زيارة أخصائي نفسي.

الجالية عربية لها تحدياتها الخاصة

يقول الدكتور إبراهيم إنه يجب أن تكون هناك دراسة تقيم مستوى الوعي في أمور الصحة النفسية لدى الجاليات العربية في أستراليا، لاستكشاف انطباعتهم عن الطب النفسى والإقدام على العلاج.

ولكن من واقع تجربته العملية كطبيب نفسي يزوره العديد من أبتاء الجالية، يرى الدكتور غبراهيم أن الطابع العام لدى الجالية، هو رفض لفكرة المرض النفسي لأنه "عيب" و"غلط" أو "إدمان". ويقول إن الجاليات العربية لا تأخذ موضوع الصحة النفسية بجدية والبعض ينظره بنوع من الاستخفاف.
وهي آراء خطيرة للغاية وتؤدى إلى تفاقم المرض
وأكد أن الأمراض النفسية الغير معالجة، تؤدي إلى معاناة إن الإنسان في عذاب يناله ومن حوله. كما أنها تؤدي إلى انتقال المرض من الآباء إلى الأبناء لتتوارثه الأجيال عبر التربية. ولذلك فيجب على المريض أن يأخذ صحة وشعور عائلته في عين الاعتبار أثناء اتخاذ قرار عدم زيارة الطبيب أو طلب المساعدة.

وعلق قائلاً أن مضادات الاكتئاب "من أنظف الادوية اللتي صنعت على مستوى تاريخ البشر " وليس هناك ما يثبت الإدمان. ويعود السبب في ذلك إلى اللغط بينها وبين المهدئات العصبية مثل Valium و Xanax والتي لا يخافها أفراد الجالية بالرغم من أنها تحمل النسبة الأعلى من خطورة الاعتماد عليها والإدمان.

إذا كنت تعاني من أعراض البرد أو الأنفلونزا، ابق في المنزل ورتب موعدا للفحص عن طريق الاتصال بطبيبك أو الاتصال بالخدمة الوطنية للمعلومات الصحية عن فيروس كورونا على الخط الساخن 1800 020 080.


شارك