"شهد للحق والثمن اضطهاده والتغاضي عن أي اعتداء هو جريمة": هل تواصل المطران طربيه مع الكاردينال بيل خلال سجنه؟

Vatican Cardinal Pell

Cardinal George Pell answers' a journalists question during an interview with the Associated Press inside his residence near the Vatican in Rome, Monday, Nov. 30, 2020. The pope’s former treasurer, who was convicted and then acquitted of sexual abuse in his native Australia, said Monday he feels a dismayed sense of vindication as the financial mismanagement he tried to uncover in the Holy See is now being exposed in a spiraling Vatican corruption investigation. (AP Photo/Gregorio Borgia) Source: AP / Gregorio Borgia/AP

قسّم رحيل الكاردينال جورج بيل الرأي العام وهو أعلى رجل دين كاثوليكي مرتبة في أستراليا. ابن الواحد والثمانين عامًا الذي خدم الكنيسة طوال 55 سنة، كان المدافع الشرس عن الحق بالحياة وقدسيتها من الرحم حتى الرمق الأخير، هو الذي وقف متهمًا بثقل سنّه ومسيرته امام المحكمة، بادعاءات الانتهاكات الجنسية على الأطفال وتم إلغاء إدانته بعد أكثر من عام. هل دفع بيل ثمنًا سياسيًا نتيجة تمسكه بمواقفه المحافظة وما الذي يقوله معاصره وصديقه المطران طربيه في وداعه الأخير؟


النقاط الرئيسية:
  • توفي الكاردينال جورج بيل، أعلى رجل دين كاثوليكي مرتبة في أستراليا، في روما عن عمر يناهز 81 عامًا بعد خضوعه لعملية جراحية في القلب
  • سُجن الكاردينال بيل، الذي كان مسؤولاً عن الشؤون المالية للفاتيكان بين عامي 2014 و 2019 في أستراليا بتهمة الاعتداء الجنسي على الأطفال في عام 2019، لكنه تمسك ببراءته وتم إلغاء إدانته بعد أكثر من عام
  • تحدث المطران طربيه عن شهادة بيل للحق التي وضعته في اضطهاد ونوه بأن خطأه كان بالتغاضي عن الاعتداءات الجنسية التي تعكس ثقافة عصره بالتعاطي مع هذا الأمر
حوكم، أدين، سجن، وبُرئ، ولكن البراءة لم تمح جرح الإدانة وكأن جرح ضحايا الاعتداء الجنسي، في العالم وليس فقط في الكنيسة، ينزف مع كل إدانة.

رحل رجل الدين والفلسفة والفكر الذي وصل الى أرفع المراكز الروحية في حاضرة الفاتيكان بدءًا من البابا القديس يوحنا بولس الثاني وصولًا الى البابا فرنسيس الذي عيّنه في منصب رئيس أمانة الفاتيكان للاقتصاد ويعد هذا المنصب ثالث أهم مركز في الفاتيكان.

أدين الكاردينال بيل، الذي كان مسؤولاً عن الشؤون المالية للفاتيكان بين عامي 2014 و2019، في أواخر العام 2018، بتهمة الاعتداء الجنسي على الأطفال وحكم عليه بالسجن في عام 2019، وكان أعلى مسؤول كاثوليكي يسجن بسبب مثل هذه التهم.

كان بيل متمسكًا ببراءته ويعلم أن الحقيقة ستظهر وهذا ما جعله متماسكًا حتى صدور قرار المحكمة العليا وقد أمضى 404 أيام في السجن قبل أن تُلغي هذه المحكمة الإدانات في عام 2020. وصف زعيم المعارضة، بيتر داتون، بيل بأنه شخصية فكرية عملاقة ورجل يتمتع بمعرفة وإيمان هائلين استُهدف باضطهاد سياسي في العصر الحديث قائلًا: "لقد فقدت أمتنا شخصية فكرية مهمة وحضورًا بارزًا في المجتمع الكاثوليكي. لم يرتفع أي أسترالي آخر إلى منصب أعلى في الكنيسة الكاثوليكية. حقيقة أنه أمضى عامًا في السجن بسبب إدانته ومن ثم الغاء المحكمة العليا الأسترالية الإدانات، توفر سببًا للتفكير في الحكومة العمالية في فيكتوريا ومؤسساتها التي قادت هذا الاضطهاد السياسي في العصر الحديث".

تحدث ضمن برنامج "Good Morning Australia" عن مسيرة الكاردينال جورج بيل. طربيه الذي عاصره وافتخر بصداقته، وقف بوقار امام مسيرة بيل في لحظة الموت قائلًا:
اتخذ بيل كلمات السيد المسيح "لا تخافوا" شعار حياته الكهنوتية وعاش هذا الشعار في حياته منذ سيامته كاهنًا الى آخر حياته في خدمة الكنيسة
وصف طربيه بيل بأنه رجل الكنيسة بامتياز، له إسهامات كبرى رعويًا وتربويًا وروحيًا كما وهو رجل عمل ومدافع كبير عن الايمان الكاثوليكي والثبات في التعليم مما خلق له اعداء.

علق طربيه حول تصريحات زعيم المعارضة، بيتر داتون الذي وجه إصبع الاتهام الى الحكومة العمالية في فيكتوريا ومؤسساتها التي قادت هذا الاضطهاد السياسي في العصر الحديث قائلًا: "الشهادة للحق في عالمنا امر صعب وغير مرغوب فيه، والسيد المسيح قال سوف يضهدونكم كما اضطهدوني".

وأردف قائلًا:
بيل شهد للحق بشجاعة المؤمن في الدفاع عن كرامة الحياة وهذه الشهادة وضعته موضع اضطهاد وقد تكون الحكومة في فكتوريا قد ساهمت في ذلك
رحيل بيل خلق جدلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض لمواقفه، ولكن طربيه أسف على التعليقات التي تحمل كراهية، لا سيما وأنها خدشت حرمة الموت.

"في لحظة الموت نخشع ويعود الإنسان إلى ذاته وأحزن لرؤية هذه الانتقادات في هذه اللحظة"، "هذا الموت المفاجئ هو نتيجة للآلام النفسية التي عاشها في أكثر من 400 يوم في السجن".

الكنيسة اعتذرت بجرأة وبتواضع أكثر من مرة وبشكل علني عن الاعتداءات الجنسية بحق الأطفال، إلا أن الاعتذار لا يشفي جرح من سلبت طفولته بلمسة غير لائقة، وتقف الكنيسة حازمة دون أي شكل من اشكال التسامح مع هذا الانتهاك.

ورغم تبرئة بيل، إلا أن البعض يرى أنه غض الطرف عن الانتهاكات الجنسية على الأطفال.

لذا نوه طربيه بسعي الكنيسة للتعاطي بشفافية حاسمة لتجنب أي انتهاك ولخلق مساحة آمنة للتبليغ قائلًا:
الاعتداء الجنسي جريمة وأمر مرفوض اطلاقًا وانا اتألم وأفكر بضحايا الاعتداء ونسعى ككنيسة لخلق سياسة شفافة في هذا المجال
وعما اذا ما كان بيل قد أخطأ في التغاضي عن هذه الانتهاكات قال طربيه: "ثقافة العصر الذي عاش فيه بيل مختلفة وكل تغاضٍ هو جريمة ولربما أخطأ بيل في هذا السياق".
أثنى طربيه على مساهمة بيل الفعالة والرائدة في استقبال استراليا للأيام العالمية للشبيبة وزيارة البابا الراحل بينيدكتوس السادس واحتضان الشبيبة من كل انحاء العالم عام 2008.

وعن بيل الصديق الثابت بصداقته قال طربيه: "تواصلت معه للمرة الأولى عام 2002، أما المرة الأخيرة فكانت عام 2022 أثناء وجودي في روما، إنه صديق وفيّ وصداقته ثابتة وقلبه طيب رغم وقار مظهره وكان يحمل هم الفقراء بالخفاء".

وختم قائلًا:
خبرة السجن 404 ايام جعلت منه أكثر تواضعًا، لطفًا ومسامحة وهو الذي سامح من اتهمه
هل تواصل طربيه مع صديقه بيل خلال السنة التي أمضاها في السجن؟
لمعرفة المزيد، استمعوا الى المقابلة كاملة في الملف الصوتي أعلاه.

شارك