النقاط الرئيسية
- توفي الكاردينال جورج بيل عن عمر يناهز 81 عاماً في مدينة الفاتيكان
- أُدين الكاردينال بيل بجرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال في عام 2018 عندما كان رئيس أساقفة ملبورن
- تم إلغاء إدانته لاحقاً من قبل المحكمة العليا في عام 2020
تحتوي هذه المقالة على إشارات إلى الاستغلال الجنسي للأطفال.
توفي رئيس أساقفة ملبورن الكاثوليكي السابق ورئيس أساقفة سيدني مساء الثلاثاء متأثراً بمضاعفات في القلب بعد جراحة في الفخذ، حسبما قال رئيس أساقفة ملبورن بيتر كومينسولي.
وكان الكاردينال بيل وزير المالية الأعلى للفاتيكان قبل مغادرته منصبه عام 2017 ليواجه المحاكمة في أستراليا بتهمة الاعتداء على الأطفال.
وقبل وفاته بقليل، كان الكاردينال بيل من بين الذين حضروا جنازة البابا الأسبق بنديكت يوم الخميس الماضي.
وأُدين الكاردينال بيل في عام 2018 بالتحرش بفتى بجوقة للمراهقين داخل كاتدرائية القديس باتريك بينما كان رئيس أساقفة ملبورن في عام 1996.
وظل بيل متمسكاً ببراءته وتم إلغاء إدانته في قرار اتخذ بالإجماع من قبل المحكمة العليا في عام 2020.

Cardinal George Pell has died at the age of 81. Source: AAP / Gregorio Borgia
وقال في منشور على فيسبوك يوم الأربعاء "صلواتنا تتجه إلى يسوع المسيح الذي آمن به الكاردينال بيل وتبعه بكل إخلاص، ليجد السكينة في الحياة الأبدية".
مزاعم باعتداءات جنسية
كان الكاردينال بيل أكثر رجال الكنيسة الأستراليين نفوذاً وإثارة للجدل في عصره وأكبر شخصية تعرضت لمزاعم الاعتداء الجنسي التي هزت الكنيسة الكاثوليكية.
وأدين الكاردينال بيل، رغم نفيه جميع التهم الموجهة إليه، من قبل هيئة محلفين في محكمة مقاطعة فيكتوريا في عام 2018 بتهمة الاعتداء الجنسي على طفل دون سن 16 عاماً وأربع تهم بارتكاب عمل غير لائق تجاه طفل يقل عمره عن 16 عاماً في التسعينيات عندما كان رئيس أساقفة ملبورن. وحكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات.
ورُفض طلب الاستئناف الذي تقدم به بأغلبية اثنين إلى واحد في محكمة الاستئناف وتقدم بطلب للحصول على إذن خاص للاستئناف أمام أعلى محكمة في البلاد.
في 9 نيسان/أبريل 2020، وبعد أكثر من 400 يوم خلف القضبان، وافقت المحكمة العليا على طلب الكاردينال بيل وألغت جميع التهم على أساس عدم كفاية الأدلة.

Cardinal George Pell was the Vatican's top finance minister before he left in 2017 to stand trial in Australia for child abuse offences. Source: AP / Andy Brownbill
ولم تكن المحاكمة استفتاء على الكنيسة الكاثوليكية أو تعاملها مع الاعتداءات الجنسية على الأطفال في أستراليا، ولكن حول ما إذا كان قد أساء لاثنين من أفراد جوقة التراتيل يبلغان من العمر 13 عاماً في كاتدرائية القديس باتريك في ملبورن عام 1996.
وقال الكاردينال بيل يومها: "أنا لم أفعل ذلك".
حياة غنية وإرث مثير للجدل
وُلد الكاردينال بيل في بالارات في 8 حزيران/يونيو 1941، وهو الابن الأكبر لجورج، بطل ملاكمة إنجيلي، ومارغريت، كاثوليكية متدينة.
رُسم كاهناً في كاتدرائية القديس بطرس عام 1966 وعاد إلى مسقط رأسه بالارات في عام 1973 ليعمل مديراً لحرم الأكويني الجامعي في المدينة.
خلف السير فرانك ليتل في منصب رئيس أساقفة ملبورن في عام 1996 ثم انتقل إلى سيدني ليكون رئيس الأساقفة هناك بعد خمس سنوات.
في ذلك الوقت، ادعى رجل أن الكاردينال بيل اعتدى عليه جنسياً في عام 1962 عندما كان يخدم في الكنيسة. نفى الكاردينال بيل التهمة وفي عام 2003 أصبح كاردينالًا في الفاتيكان.

Cardinal George Pell at the Easter Vigil Mass in St. Peter's Basilica in Vatican City, Rome, in April. Source: Getty / Franco Origlia
في العام التالي، عيّنه البابا فرانسيس محافظا كاردينالاً لأمانة سر الاقتصاد، مما جعله ثالث أقوى رجل في الفاتيكان.
وقال محامو شاين، الذين يمثلون والد الصبي الذي زعم أنه تعرض لسوء المعاملة من قبل الكاردينال بيل، إن الدعوى القانونية ضد الكنيسة وممتلكات الكاردينال ستستمر.
ويسعى الأب للحصول على تعويضات، مدعياً أنه أصيب بصدمة عصبية بعد إبلاغه بالادعاءات.
أنتوني ألبانيزي يعتبر خبر وفاة بيل "صدمة للكثيرين"
قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي إن خبر وفاة الكاردينال بيل "كانت بمثابة صدمة للكثيرين"، وأنه تواصل مع رئيس أساقفة سيدني أنتوني فيشر لنقل تعازي الحكومة.
وقال: "إنني أيضاً أعبر عن تعازيّ لجميع الذين سيحزنون اليوم".
وكشف ألبانيزي أن وزارة الشؤون الخارجية والتجارة كانت تقدم المساعدة للكاردينال بيل للعودة إلى وطنه.
وأكد أن القداس سيقام في كاتدرائية سانت ماري في سيدني "في وقت ما في المستقبل"
وقال رئيس الوزراء السابق توني أبوت إن أستراليا فقدت ابناً عظيماً وبأن الكنيسة فقدت زعيماً روحياً كبيراً.
وقال أبوت في بيان يوم الأربعاء: "كان الكاردينال مدافعاً ملتزماً عن العقيدة الكاثوليكية ومدافعاً قوياً عن فضائل الحضارة الغربية".
"بصفته محافظاً كنسياً وثقافياً، حصد المديح واللوم من جميع الجهات".
أضاف أبوت، "في الواقع، كان كاهناً رعوياً جداً يفهم جيداً وكان قادراً على التعاطف مع الخطأة مع تقديم المشورة حول كيفية مجابهة الخطيئة".
وقال أبوت إن سجن الكاردينال بيل بعد إدانته، والذي تم إبطاله في المحكمة العليا، كان "شكلاً حديثاً للصلب".
يوم صعب لضحايا الاعتداء الجنسي على الأطفال"
قال الوزير في حكومة فيكتوريا ستيف ديموبولوس إنه سيكون يوماً صعباً للغاية بالنسبة لعائلة الكاردينال بيل وأحبائه.
وصرّح ديموبولوس للصحفيين يوم الأربعاء، "ولكنه أيضاً يوم صعب للغاية بالنسبة للناجين وضحايا الاعتداء الجنسي على الأطفال وأسرهم، وأفكاري معهم".
عندما سئل في مقابلة مع بي بي سي في أيار/مايو 2021 عن شعوره بشأن ادعاءات الاعتداء الجنسي على الأطفال التي يتم تذكرها عند وفاته، قال الكاردينال بيل إن الإرث الذي تركه كان "إرثاً جيداً".
"وقال "شاغلي الوحيد هو نشر الحقيقة. لا يهم في المخطط الكبير للأشياء ما يعتقده الناس عني. لكنني حريص على عدم الحكم على الكنيسة بشكل غير عادل".
"أنا أنتمي لمدرسة قديمة بعض الشيء. لا أعتقد أنه من الأفضل دائماً أن تظهر مشاعرك. ولكن ما هو أهم من الكلمات هو ما تفعله لمساعدة الناس".
وكان الكاردينال الراحل بيل قد عاد إلى الفاتيكان بعد ستة أشهر من نجاح طلب الاستئناف الذي قدمه في أيلول/سبتمبر 2020.