Key Points
- أطلقت أس بي أس سلسلة من التقارير الاستقصائية بحثت من خلالها على قصص أوائل المهاجرين في عدد من الجاليات الاثنية من بينها اللبنانية.
- في هذه الحلقة، سنروي قصة السيد مسعود فخري الذي يعتبر أب الهجرة اللبنانية ومعه سبعة مهاجرين أوائل عرفوا بإسم " The Magnificent Seven
- الجالية اللبنانية في أستراليا من بلدة كفرصغاب هي الأكبر في أستراليا وينتشر معظمها على الساحل الشرقي
أطلقت أس بي أس سلسلة من التقارير الاستقصائية بحثت من خلالها على قصص أوائل المهاجرين في عدد من الجاليات الاثنية من بينها اللبنانية.
وفي هذه الحلقة، سنروي قصة السيد مسعود فخري الذي يعتبر أب الهجرة اللبنانية ومعه سبعة مهاجرين أوائل عرفوا بإسم " The Magnificent Seven".
مدينة أديلايد، وليس سيدني كما هو شائع، هي أول ميناء دخول للعديد من المهاجرين الأوائل إلى أستراليا.
وهذا هو المكان الذي وصل إليه في العام 1854، رجل من قرية شمالية لبنانية يعتقد أنها بشري، يدعى مسعود فخري.
وفي لقاء مع الباحث في الجامعة الأسترالية الكاثوليكية الدكتور يوسف طوق، قال إنه لم يكن لدى أي شخص في لبنان في القرن التاسع عشر أية فكرة عن وجود أستراليا.
وهو يرى أن مسعود فخري كان يحاول الوصول إلى أمريكا، حيث كان الكثير من اللبنانيين قد هاجروا بالفعل في ذلك الوقت، ولكنه أتى بالصدفة أو عن طريق الخطأ إلى أستراليا التي لم تكن وجهة معروفة عند اللبنانيين.
ففي تلك الأيام، كانت معظم السفن تنطلق من لبنان إلى بور سعيد في مصر حيث على المسافر أن يستقل سفينة أخرى أكبر تأخذه إلى وجهته.
ويفترض الدكتور طوق أن مسعود فخري استقل السفينة الخطأ وانتهى به الأمر في البلد الخطأ.
وأضاف الدكتور طوق أنه وعلى الرغم من أن الجالية اللبنانية في أستراليا كبيرة، لكنها أيضًا واحدة من الجاليات التي يصعب تحديد من هو مهاجرها الأول.
فيقول أن الأمر أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش. وقد حاول الدكتور طوق البحث في سجلات نيوساوث ويلز على أمل العثور على معلومات عن مسعود فخري والسفينة التي وصل عليها دون جدوى. لذلك كان من المستحيل عليه توثيق قصته.
ووفقًا لمعظم المعطيات، فقد أدرك مسعود فخري أنه لم يكن في أمريكا عندما لم يجد أي أثر لمجتمع المهاجرين الذي كان يتوقع أن يلتقي به.
ويضيف الدكتور طوق أن مسعود فخري قد القتى عند وصوله كاهناً إيرلندياً أخبره أنه في بلد يدعى أستراليا.
وتهافت المهاجرون الايرلنديون آنذاك لشراء بضاعة مسعود فخري الدينية كصور القديسين ومسابح الصلاة.

Credit: Wikipedia/Public Domain
وبعدها شجع الكاهن أبناء قرية كفرصغاب المجاورة لبشري بالمجيء إلى أستراليا، وهذه كانت بداية الهجرة القديمة من لبنان.
فتحدث مايكروفون أس بي أس مع الباحثة جينيفر حنا المتحدرة من كفرصغاب والتي كانت تحقق مع جمعية كفرصغاب الأسترالية عن أول الأشخاص الذين يعتقد أنهم ينحدرون من هذه القرية بالتحديد.
فتقول حنا بأن الأمر بدأ مع مجموعة من سبعة رجال كانوا يعملون لدى رجل في قرية بشري المجاورة، والذي من المفترض أن يكون الكاهن. فأخبرهم عن فرص العمل المتاحة في استراليا. وأخذوا وعداً منه بأن يقوم أبناءه في أستراليا بمساعدتهم عند وصولهم.
وأطلقوا على هؤلاء الرواد السبعة إسم: the Magnificent Seven لأنهم أول من بدأ بالفعل شيئًا مميزًا جدًا لقرية صغيرة تدعى كفرصغاب منذ العام 1887.
وروت لنا جينيفر حنا رحلة الرجال السبعة إلى أستراليا. فبعد أن تركوا قريتهم كفرصغاب توجهوا إلى ميناء طرابلس، ومنها إلى مصر.
واستغرقت الرحلة بضعة أشهر للوصول إلى أستراليا. وعند وصولهم استقبلهم أبناء الكاهن واستقروا في البداية في منطقة بروكن هيل الريفية.
إذاً وجد الرجال السبعة أنفسهم في المناطق النائية في أستراليا. وعملوا كباقي المهاجرين، باعة متجولين يتنقلون من مدينة إلى أخرى ويبيعون السلع وهذا ما كان يعرف بال Hawker.

Hawkers Credit: Bettmann Archive/Getty Images
وكانوا يعملون أكثر في البلدات الريفية حيث لا يتمكن الناس من الذهاب إلى المدينة بسهولة.
وأضافت جينيفر حنا أن الرجال السبعة لم يستقروا في أستراليا بل عادوا إلى لبنان بعد أن كسبوا بعض المال.
لكنهم جميعًا أعادوا بعد ذلك واحدًا أو أكثر من أولادهم إلى أستراليا. وهذا الجيل التالي هو الذي بقي بشكل أساسي وتزوج وأنجب عائلاته هنا واستقروا في أستراليا ليشكل الجيل الأول من الهجرة اللبنانية .
إذاً هذا هو الجواب على سؤالنا: من هم أول لبنانيين استقروا في أستراليا؟
اتضح أنهم كانوا أبناء عائلات الرجال السبعة من كفرصغاب الذين وصلوا إلى أستراليا بفضل أبناء الكاهن من بشري، الذي بدوره وصل إلى أستراليا عن طريق مسعود فخري، الرجل الذي اكتشف أستراليا بالخطأ.
وكما يقول يوسف طوق، فإن الرجال السبعة جعلوا أستراليا مشهورة في لبنان. وأصبحت وجهة مهاجرين آخرين.
وتعتقد جينيفير حنا أن الجالية اللبنانية في أستراليا من بلدة كفرصغاب هي الأكبر في أستراليا وينتشر معظمها على الساحل الشرقي.
إذاً باختصار زيارة خاطئة قام بها رجل متجه إلى أميركا وضعت أستراليا على خرائط اللبنانيين.
واليوم، لا تزال ذكرى مسعود فخري والرجال السبعة حية في أذهان اللبنانيين الأستراليين.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على