أصبح بمقدور مصففي الشعر معاودة العمل وستفتح ملاعب التنس والمسابح أبوابها فيما يمثل بارقة أمل لسكان المدينة القابعة في القيود منذ أكثر من 100 يوم.
حالة الترقب التي يعيشها سكان ملبورن مع كل طلة لأندروز، ألقت بظلال ثقيلة على الوضع النفسي للكبير والصغير وبات المؤتمر الصحفي اليومي لرئيس الحكومة موعداً مع مشاعر مختلطة يجتمع فيها الترقب مع الغضب وخيبة الأمل في كثير من الأحيان.
حالة عدم اليقين وعدم القدرة على التخطيط للمستقبل القريب سواء على صعيد العمل او الترتيبات العائلية والدراسية وغيرها، تتطلب منا فهماً دقيقاً للكيفية التي تتفاعل بها النفس البشرية مع هذا ظروف استثنائية والسبل الأمثل للحفاظ على ثباتنا النفسي في خضم هذا الجائحة.
وكنتيجة للخسائر الاقتصادية والقيود الاجتماعية، ارتفع الطلب بشكل كبير على خدمات الدعم النفسي حسبما قاله أخصائي العلاج الوظيفي واعادة التأهيل الدكتور ياسر محمد. وأشار المحاضر في جامعة غرب سيدني إلى أن المشكلة الأكبر تكمن في العنف الأسري: "تواجد كل أفراد العائلة في نفس المكان لفترات طويلة وعدم اعتيادهم على ذلك يولد الكثير من المشاحنات. أصعب شعور هو شعور الانتظار حيث يبقى الانسان في حالة قلق وترقب وهو غير قادر على التنبؤ بما قد يحدث".

Coronavirus inspired art is seen attached to a tree near Albert Park in Melbourne Source: AAP
وفي ندوة الكترونية بالتعاون مع منظمة تابعة للأمم المتحدة، ركز د. ياسر على تثقيف العائلات بأثر كوفيد-١٩ حول التعايش مع القيود والتعامل معها بايجابية: "هناك الكثير من الأنشطة التي بإمكاننا مشاركتها مع العائلة. تعليم الأولاد مهارة الطبخ مثلاً أو الزراعة في الحديقة الخلفية".
وأوضح الدكتور ياسر أن جائحة كورونا رغم آثارها القاسية على عالمنا، تحمل في طياتها أمراً ايجابياً يتلخص في التواصل بين الأجيال بحيث يتمكن أفراد العائلة من مراحل عمرية مختلفة تبادل الخبرات والتجارب.
وبما أن الأزمة لن تنتهي إلا بالعثور على لقاح فعال، شجع د. ياسر على ممارسة "تمارين الحضور الذهني" التي تساعد الأشخاص على عدم المبالغة في التفكير: "لا تفكر بالمسقتبل كثيراً ولا تندم على ما حدث في الماضي. حتى في تفاصيل الحياة البسيطة كشرب القهوة، استشعر سخونتها وطعمها".
استمعوا إلى المقابلة مع الدكتور ياسر محمد في الملف الصوتي أعلاه.