انطلقت في أستراليا في الاسابيع الأخيرة تظاهرات مناخية في عدة مدن منها سيدني وملبورن وبيرث. وجاء ذلك بالتزامن مع تحرك عالمي في أجزاء مختلفة من العالم من تنظيم مجموعة Extinction Rebellion بهدف الضغط على الحكومات لسن القوانين وبذل الجهود لمجابهة التغير المناخي والحد من آثاره المدمرة.
وشارك في التظاهرات عشرات الآلاف من فئات عمرية مختلفة، وبدا طاغياً حضور طلاب المدارس المتحمسين للقضايا البيئية، علماً بأن الناشطة البيئية ابنة الستة عشر عاماً غريتا ثانبيرغ كانت من أبرز الوجوه التي ارتبطت بهذه التظاهرات انطلاقاً من مسقط رأسها في السويد. ولكن ماذا عن أبناء الجاليات العربية في أستراليا؟ هل شاركوا في هذه التحركات؟
أجاب الصحفي يوسف الموسوي والذي غطى التظاهرات في وسط مدينة ملبورن على هذا السؤال بالقول إنه من الصعب إحصاء عدد الأستراليين من أصول عربية الذين شاركوا في التظاهرة، ولكن من ملاحظته الشخصية من المكان الذي تواجد به على مقربة من المتظاهرين، رجّح الموسوي مشاركة متواضعة لأبناء الجاليات العربية: "أظن أن عددهم لم يتجاوز أصابع اليد (..) مجموعة بسيطة شاركت بالفعل في التظاهرة التي طالب المشاركون فيها الحكومة بتغيير سياساتها بخصوص توليد الطاقة والاعتماد على المصادر النظيفة."

Source: Getty Images Europe
ولوّح وزير الشؤون الداخلية بيتر داتون للمتظاهرين وأيدته وزيرة التوظيف ميكاييلا كاش التي اعتبرت إنه يتعين على المتظاهرين العاطلين عن عمل البحث عن وظيفة عوضاً عن تضييع وقتهم في التظاهر. وقامت عناصر الشرطة في ولايات عدة باعتقال متظاهرين خالفوا القانون ممن تعمدوا تعطيل حركة السير في أوقات الذروة عبر تقييد أنفسهم بخزانات المياه والاستلقاء في الشوارع مانعين السيارات من المرور.
وقال الموسوي إن تعطيل السير حدث بالفعل أثناء التظاهرة أمام المكتبة المركزية في وسط ملبورن ولكن التظاهرة كانت منظمة: " توقفت الاحتجاجات بعد حوالي ساعة أو ساعة ونصف من انطلاقها والشرطة لم تتعامل بقسوة مع أي من المحتجين وضبط عناصرها أنفسهم في الوقت الذي عمد فيه بعد المتظاهرين إلى رفع أصواتهم حيث كانوا متحمسين أكثر من اللازم."
وفي الوقت الذي أبدى فيه الكثير من سكان المدن الرئيسية امتعاضهم من تظاهرات المناخ التي شلت في أوقات الذروة الحركة المرورية بشكل أعاق وصول أشخاص إلى عملهم، تعاطف كثيرون مع المتظاهرين وأكدوا على دعمهم وحتى انضمامهم إلى التظاهرات نظراً لأهمية الرسالة التي يرغبون بإيصالها للحكومة.

Activists with the Extinction Rebellion movement demonstrate Source: Getty images
وقال الموسوي إن الآراء تباينت في صفوف الحاضرين في الشوارع أثناء التظاهرة فمنهم من التقط هاتفه ليصور ما يحدث بينما اكتفى آخرون بالمشاهدة دون التفاعل مع ما يحدث: " شاهدت ناشطين اعلاميين التقوا مع الناس وسألوا عن مطالبهم وتابعوا التفاصيل باهتمام كبير وآخرين اكتفوا بالمشاهدة من بعيد بينا اختار البعض الانضمام إلى التظاهرات والهتاف."
استمعوا إلى المقابلة مع الصحفي يوسف الموسوي في التدوين الصوتي.