في انتخابات لا مثيل لها، يصوت اليوم سكان العاصمة الفيدرالية كانبرا لاختيار الحكومة التي ستقود المقاطعة خلال السنوات الأربعة القادمة.
وصوت حوالي 60 في المائة من سكان المقاطعة بالفعل قبل يوم التصويت الرسمي بما في ذلك التصويت الإلكتروني لأول مرة في أي انتخابات أسترالية كبيرة.
وتم إتاحة التصويت الإلكتروني في كل مراكز الاقتراع المبكر على مدار ثلاثة أسابيع مع وجود تعليمات بكيفية استخدام النظام الجديد ب12 لغة.
الانتخابات الحالية تشهد مواجهة محتدمة بين حزب العمال الذي يحكم المقاطعة منذ 19 عاما والمعارضة الأحرارية التي تأمل أن يكون الوقت قد حان للتغيير.
من هم اللاعبين الرئيسيين؟
الوزير الأول في المقاطعة أندرو بار سعى لتقديم نفسه إلى الناخبين كأحد عوامل استقرار الحكم والإدارة في المقاطعة. وقدم بار خطة الاستجابة التي طبقتها حكومته خلال أزمة تفشي كورونا وحرائق الغابات الصيف الماضي كدليل على قدرات حزبه على إدارة الأمور.
وقال بار لأس بي أس "الخبرة في الحكومة مهمة، ولكن أيضا من المهم وجود خطط لما يحمله المستقبل." وأضاف "نحن نسعى للحصول على دعم المجتمع من أجل استمرار القيادة المخضرمة والتقدمية في كانبرا."
وكانت مقاطعة العاصمة هي أول منطقة أستراليا تصبح خالية من حالات كورونا في أبريل نيسان الماضي، ولا يوجد بها في الوقت الحالي أي حالات نشطة.
Chief Minister of the Australian Capital Territory (ACT) Andrew Barr. Source: AAP
في المقابل فإن زعيم حزب الأحرار في المقاطعة ألياستر كوي دعا الناخبين إلى اختيار طريق جديد للمضي قدما، خاصة أن تحديات التعافي من تفشي كورونا تتطلب رؤية جديدة للإدارة. وقاد كوي الحملة الانتخابية تحت شعار رئيسي وهو "تقليل تكاليف العيش" لسكان كانبرا.
وقال كوي "من المهم للغاية أن ندعم العائلات والجاليات المختلفة ولهذا نحن ملتزمون بتقليل الضرائب وتقديم خدمات أفضل." وأضاف "نريد أن نقلل تكاليف العيش ونريد أن نتأكد أن الجميع بإمكانهم تحسين أوضاعهم في هذه المدينة."
وشهدت حملته عدد من الحملات الدعائية والتي شملت ارتداء قفازات ملاكمة مكتوب عليها شعار الحملة "ضرائب أقل وخدمات أفضل، بالإضافة إلى هدم حائط بما يرمز إلى "تحطيم" تكاليف المعيشة.
رهبر حزب لیبرال در قلمرو مرکزی آسترالیا الستیر کو. Source: AAP
وتنقسم مقاطعة العاصمة كانبرا إلى خمس دوائر انتخابية فقط، كل منهم يمثلها خمسة أعضاء في المجلس التشريعي. ويتم حساب الأصوات في الانتخابات من خلال نظام Hare-Clarke الانتخابي ما يعني أن انتخابات المقاطعة تشهد دائما منافسة متقاربة للغاية.
وكان المجلس التشريعي مكونا من 12 نائبا عن العمال و11 نائبا عن الأحرار واثنين من نواب حزب الخضر ما يعني أن العمال كان يحكم ضمن حكومة أقلية لأنه لا يمتلك نسبة تتجاوز 50 في المائة رغم امتلاكه أكبر عدد من المقاعد.
ويعيش نحو 430 ألف شخص في المقاطعة منهم أكثر من 300,000 يملكون حق التصويت ضمن نظام التصويت الإلزامي.
التغير المناخي والوعود البيئية
مقاطعة العاصمة والمعروفة بسياساتها التقدمية شهدت العام الماضي تحقيق العمال لتعهداته بجعلها تعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة مائة في المائة.
ويتفق كل من العمال والأحرار على الوصول إلى هدف القضاء على الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2045، ولكن كل حزب قام بوعود مختلفة مرتبطة بهذا الهدف خلال الانتخابات الحالية.
وتعهد العمال ببناء شبكة بتكلفة 100 مليون دولار في جميع أنحاء كانبرا لبطاريات الطاقة المتجددة حال انتخابه، وستكون تلك الشبكة ذات سعة أكبر من مشروع تسلا للبطاريات في جنوب أستراليا.
لكن الأحرار عرضوا مسارا مختلفا، حيث تعهد زعيم الحزب باتخاذ "خطوات عملية" مثل زراعة مليون شجرة خلال عشر سنوات وما أطلقوا عليه "ضمان المساحات الخضراء."
وقال كوي "نحن متعهدون أن نجعل كانبرا أفضل مدينة للعيش لأننا نريد أن يكون هذا المكان أفضل مكان للعيش والعمل وانشاء أسرة."
أما حزب الخضر تحت قيادة شاين راتبيري، فإنهم يطالبون بسياسات أكثر صرامة لإنهاء الاعتماد على الغاز بحلول 2040.
ما هي المواضيع الرئيسية الأخرى؟
في ظل الأزمة الاقتصادية التي نتجت عن تفشي وباء كورونا فإن حزب الأحرار تعهدوا بتجميد معدلات الإيجار السكني لمدة أربعة سنوات والإيجار التجاري لمدة سنتين على الأقل وتقليل رسوم تسجيل السيارة.
هذه التعهدات تحت الحملة الرئيسية للأحرار والتي تحمل شعار "ضرائب اقل وخدمات أكثر" والتي واجهت الكثير من الأسئلة من الخصوم السياسيين بشأن التعارض الواضح بين الوعدين.
ومع توقعات بوصول الديون والعجز في موازنة المقاطعة إلى مستويات قياسية، فإن السيد بار قال إن وعود الأحرار من شأنها تقليل جودة الخدمات. وقدم بار رؤية مختلفة للتعافي الاقتصادي حيث قال إن الوظائف هي الأولوية الأولى للعمال.
وقال "الناس يبحثون عن سياسات ذكية ومتكاملة من شأنها أن تؤدي، ليس فقط إلى تقليل الضغط على معيشة الناء ولكن أيضا خلق الوظائف ومساعدة البيئة."
وشكلت مواضيع التعليم والصحة والمواصلات تركيزا أساسيا للأحزاب المتنافسة في الانتخابات.
وتعهد العمال ب500 مليون دولار لتحديث شبكة مستشفيات كانبرا والتركيز على توظيف وتدريب عمال القطاع الطبي. بينما تعهد الأحرار بتقليل أوقات الانتظار في أقسام الطوارئ والخضوع للجراحات غير الطارئة، وكذلك تحديث المستشفيات، وهي سياسة وصفها العمال أنها غير واقعية.
في الوقت نفسه ركز حزب الخضر على دعم الصحة العقلية وخدمات المخدرات وإدمان الكحول وتقليل معدلات احتجاز السكان الأصليين باعتبارها أهم الموضوعات التي يجب التركيز عليها.
