يبدو أن حزب العمال قد ربح مقعد Eden-Monaro في الانتخابات الفرعية حامية الوطيس التي جرت بالأمس على المقعد. وقال كبير محللي شبكة ABC للانتخابات أنتوني غرين إن مرشحة العمال كريستي ماكباين قد ضمنت المقعد بعد منافسة قوية مع مرشحة حزب الأحرار فيونا كوتفوجس.
المقعد الذي كان يشغله النائب العمالي مايك كيلي، تم طرحه للانتخابات بعد تقاعد كيلي لأسباب صحية.
وقال محلل ABC أنتوني غرين، إنه على الرغم من أن الأصوات المباشرة لأي من المرشحتين لم تحسم المعركة، إلا أن الأصوات الثانوية منحت الأفضلية لحزب العمال.
ويغطي هذا المقعد مساحة كبيرة من جنوب نيو ساوث ويلز، وهي المنطقة التي تضررت كثيرا من حرائق الغابات خلال موسم الحرائق الصيف الماضي. وتقليديا من يربح هذا المقعد هو الذي يربح الانتخابات الفيدرالية، فإنه يطلق عليه في الانتخابات الأسترالية bellwether seat.
وبيل ويزر هي تسمية أنجليزية قديمة تطلق على الكبش غير القادر على التزواج، والذي يتم وضع جرس في عنقه لتتبعه باقي الخراف. ويستخدم كمصطلح للتعبير عن الشيء الذي يقود الآخرين، وإطلاق هذه التسمية على مقعد إيدن مونارو تعني أن الفوز به، تقليديا، يتبعه الفوز في الانتخابات.
وخلال 17 انتخابات متعاقبة، فإن الحزب الذي ربح هذا المقعد، أكمل طريقه ليربح الانتخابات الفيدرالية ويشكل الحكومة. ولكن منذ أن انتزع كيلي المقعد في انتخابات عام 2016 لصالح حزب العمال، أصبح المقعد متأرجحا بين الحزبين.
وبعيدا عن الأهمية التاريخية لهذا المقعد، فإن تلك الانتخابات هي الأولى منذ ظهور وباء كورونا، كما ستكون أيضا اختبارا لشعبية قيادة كل من الأحرار والعمال.

Leader of the Opposition Anthony Albanese (L) and Labor candidate for Eden-Monaro Kirsty McBain. Source: AAP
أنتوني ألبانيزي
هذا المقعد هو الاختبار الأول لقائد حزب العمال الجديد الذي أتى لإنقاذ الحزب بعد التعثر المفاجئ في الانتخابات الفيدرالية الماضية وخسارتها لصالح الائتلاف تحت قيادة سلفه بيل شورتن.
التساؤلات قبل الانتخابات على هذا المقعد كانت تربط بين مستقبل قيادة ألبانيزي للحزب وفوز مرشحته ماكباين.
ومن شأن الفوز المتوقع للعمال أن يعزز من قيادة ألبانيزي للحزب، ويؤمن وضعه تماما على قمة المعارضة دون الخوف من تحديات الزعامة.
ورغم أن ألبانيزي حاول التقليل من أهمية النتائج قبل الانتخابات بالنسبة لمستقبله إلا أن الفوز بالمقعد سيمنحه الثقة لاستكمال خطة إعادة رسم سياسات الحزب وإصلاح الأضرار التي لحقت به في الانتخابات الماضية.

Liberal Party candidate for the seat of Eden-Monaro Fiona Kotvojs (R) with Australian Prime Minister Scott Morrison. Source: AAP
سكوت موريسون
هذه هي أول انتخابات فرعية تحت قيادة سكوت موريسون منذ قيادته للائتلاف الحاكم إلى الفوز "المعجزة" في الانتخابات الفيدرالية الماضية في 2019.
هذا المقعد لا يضم فقط المناطق الغنية المحيطة بكانبرا، لكنه أيضا يشمل المجتمعات الريفية الفقيرة والتي لم تكن تجربتها مع قيادة موريسون لأزمة حرائق الغابات جيدة.
ورغم أنه خلال المائة عام الماضية، لم يربح الحزب الحاكم مقعد في انتخابات فرعية كتلك، إلا أن النتائج سيتم دراستها باعتبارها أول اختبار ملموس للرد الشعبي على إدارة موريسون لأزمة الحرائق وأزمة وباء كورونا.
وتشير استطلاعات الرأي على المستوى الوطني أن شعبية موريسون زادت بشكل كبير خاصة بعد أزمة كورونا، وهو ما دفع بعض مراكز الاقتراع إلى وضع صورة موريسون للترويج لمرشحة الأحرار، بينما ركز العمال على ملصقات للترويج لمرشحته ماكباين.
لكن يبدو أن شعبية موريسون الكبيرة لم تنجح في تأمين المقعد لصالح الائتلاف طبقا لنتائج ABC. وكانت شعبية رئيس الوزراء قد وصلت إلى مستوى متدني في نهاية موسم حرائق الغابات بنسبة 39 في المائة، ولكنها ارتفعت خلال أزمة كورونا لتصل إلى 65 في المائة طبقا لآخر استطلاع رأي الشهر الماضي.
المقعد يضم حوالي 114,000 مصوت، وقالت المفوضية الأسترالية للانتخابات أن النتائج قد تستغرق وقت أطول من المتوقع قبل الإعلان عنها بشكل رسمي.