النقاط الرئيسية
- مسابقات الجولف PGA و DP World Tour ومسابقة LIV المدعومة سعوديًا تعلن عن اندماج مفاجئ.
- سبق وأن اتُهمت المملكة العربية السعودية بـ "تبييض السمعة" واستخدام الجولف لصرف الانتباه عن قضايا حقوق الإنسان.
- تم وصف استثمارات الدولة في مجالات الرياضة والترفيه بأنها جهود لاكتساب "القوة الناعمة".
بعد عامين من الجدل والخلافات، استيقظ عالم الجولف يوم الثلاثاء على مفاجأة مدوية، عندما أعلنت مسابقات PGA ، و DP World Tour ، ومسابقة LIV المدعومة سعوديًا عن اتفاق مفاجئ للاندماج.
تُعد الاتفاقية هي الأحدث في سلسلة من الاستثمارات الكبرى للمملكة العربية السعودية في مجالات الرياضة والترفيه.
وصف البعض التحركات بأنها "عملية دعاية رياضية" ، بينما يقول آخرون إنها محاولة لاكتساب "القوة الناعمة" وبناء النفوذ الدولي.
إذن ماذا يعني كل هذا ، وما الذي ستستفيده السعودية؟
ما هي مسابقة LIV Golf ولماذا أثارت الجدل؟
ظهرت مسابقة LIV Golf لأول مرة في عام 2021 وتم تأسيسها بشكل منفصل عن مسابقة PGA Tourالتي أدارت تاريخياً أكبر بطولات الجولف في العالم.
يتم تمويل LIV Golf من قبل كل من الصندوق السيادي في المملكة العربية السعودية وصندوق الاستثمارات العامة (PIF) برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
اقرأ المزيد
السعودية تفرج عن ثلاث ناشطات حقوقيات بكفالة
واتهمها النقاد بأنها وسيلة "دعاية سياسية" ومحاولة لتحسين سمعة البلاد في مواجهة الانتقادات لسجلها في مجال حقوق الإنسان.
في عام 2022 ، أعلنت PGA أن اللاعبين الذين شاركوا في LIV لن يكونوا مؤهلين لأحداث PGA.
لكن الجهات المنظمة قالت أنها ستعمل معًا لتمكين لاعبي مسابقة LIV من إعادة التقديم للعضوية في بطولة PGA ومسابقة موانئ دبي العالمية بعد موسم 2023.
Australian golfer Cameron Smith joined the controversial Saudi-backed LIV Golf circuit in 2022. Credit: Charles Laberge/AP
وقال موناهان: "كيف انتقلنا من الخلاف إلى كوننا شركاء الآن؟ لقد أدركنا للتو أننا أفضل حالًا معًا مما كنا قبل ذلك".
ما هي السمعة الدولية للسعودية؟
لطالما أعرب المجتمع الدولي عن قلقه بشأن ملف حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية.
قالت جاستين نولان ، مديرة المعهد الأسترالي لحقوق الإنسان بجامعة نيو ساوث ويلز ، إن هناك "قضايا خطيرة" فيما يتعلق بحقوق النساء والفتيات السعوديات.
كما تعرضت البلاد لانتقادات شديدة بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في تركيا عام 2018.
وقالت نولان: "ما زلنا نشهد حملات على المعارضين، وتضييق الخناق على حرية التعبير والصحافة الحرة ... والقضايا المستمرة المتعلقة بمعاملة العمال المهاجرين".
وأضافت نولان: "هذه القضايا ... مستمرة منذ عقود ، وبينما كانت هناك بعض الخطوات إلى الأمام وبعض التغييرات - خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة في السنوات الخمس الماضية - إلا أنها لا تزال أقل بكثير من المعايير الدولية".
من جانبه، دافع جريج نورمان، الرئيس التنفيذي لمسابقة LIV ، عن البطولة سابقًا ونفى مزاعم التواطؤ في الدعاية السياسية الرياضية للمملكة السعودية.
,صرح نورمان لصحيفة فاينانشيال تايمز العام الماضي: "كل دولة قامت بأشياء مروعة في الماضي ... فقط انظر إلى أمريكا في ملف العنصرية، على سبيل المثال، إنها جزء لا يتجزأ من المجتمع، إنه أمر مؤسف حقا".
كيف حاولت السعودية بناء نفوذها على الساحة الدولية؟
لم يكن الجولف هو المجال الوحيد الذي بدأت فيه المملكة العربية السعودية بالسعي وراء اكتساب النفوذ الدولي.
حيث استحوذ صندوق الاستثمارات العامة على نادي نيوكاسل يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم في عام 2021، واستضاف سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 للمرة الأولى.
يأتي ذلك في الوقت الذي قام فيه نادي النصر السعودي بالإعلان عن التعاقد مع نجم كرة القدم كريستيانو رونالدو في ديسمبر 2022.
جاء ذلك بعد إعلان كبير آخر، حيث تعاقدت السعودية مع الأرجنتيني ليونيل ميسي ليكون سفيراً للسياحة بالمملكة العربية السعودية في مايو/أيار من ذات العام.
ومؤخرا، وقع كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد السابق صفقة في يونيو/حزيران الحالي للانضمام إلى نادي الاتحاد السعودي لكرة القدم بموجب عقد مدته ثلاث سنوات.
كما تم الترويج لمجلس السياحة السعودي باعتباره الراعي المحتمل لكأس العالم للسيدات 2023 ولكن تم استبعاده في مارس/آذار بعد معارضة كل من أستراليا ونيوزيلندا اللتان تستضيفان الحدث في يوليو/تموز من العام الجاري.
وفي سياق متصل، انتشرت شائعات عن قيام صندوق الاستثمارات العامة بشراء شركة (WWE)للمصارعة الحرة، حيث تعمل المملكة أيضًا على تأسيس موطئ قدم لها في صناعة الترفيه.
هذا وقد أعلنت شركة Saudi Entertainment Ventures - إحدى الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة - عن استثمار بقيمة 50 مليار ريال سعودي (19.9 مليار دولار أسترالي) لتطوير 21 "وجهة ترفيهية" ، والتي ستضم مناطق جذب بالشراكة مع العلامات التجارية العالمية.
كما استضاف مهرجان البحر الأحمر السينمائي نجوم هوليوود وعروض أفلام كبرى، حيث تم عرض ثمانية أفلام ممولة من مؤسسة البحر الأحمر للأفلام في مهرجان "كان" الفرنسي هذا العام.
وتم إطلاق صندوق استثمار الفعاليات أيضًا لدعم البنية التحتية المتعلقة بالرياضة والسياحة والترفيه والثقافة في يناير/كانون الثاني الماضي.
هل المملكة العربية السعودية تبيّض سمعتها أم تبحث عن القوة الناعمة؟
مع استمرار السعودية في تعزيز وجودها عبر الرياضة والترفيه، وُجهت انتقادات عدة للمملكة بمحاولة تبييض سمعتها الدولية واستخدام القوة الناعمة.
وترى نولان أن استثمارات المملكة العربية السعودية في مجالات الرياضة والترفيه كانت محاولات واضحة لإعادة تأهيل صورتها.
وقالت "إذا أمضت المملكة نصف الوقت الذي تقضيه في إعادة إصلاح صورتها من خلال الرياضة وقامت ببعض الإصلاحات الحقيقية في مجال حقوق الإنسان، فسيساعد ذلك على تحسين صورتها بشكل كبير".
Saudi Arabia's Crown Prince Mohammed bin Salman Al Saud is the chair of the Public Investment Fund (PIF). Source: AAP / Rungroj Youngrit / POOL/EPA
وقالت: "في كثير من الأحيان عندما نفكر في السلطة، نفكر في اللاعبين المؤثرين على المسرح العالمي، وقد يكون لديهم شرعية من خلال القانون أو السياسة للتحدث عن قضايا معينة".
"القوة الناعمة هي تأكيد لدورك وتأثيرك، ولكن بطريقة قد يُنظر إليها على أنها سيطرة على مقادير الأمور "خلف الكواليس".
وتتفق آشلي مورغان وهي محاضرة في الأعمال الرياضية والتسويق في جامعة إديث كوان مع الرأي السابق، حيث تعتقد أن الحكومة السعودية تأمل في "تحسين" صورتها وسمعتها من خلال الاستثمار في الرياضة.
اقرأ المزيد
السعودية تصدر أول رخصة قيادة نسائية
لكنها قالت إن الأمر "أكثر تعقيدًا ودقة من ذلك"، حيث تمثل الرياضة جانبًا واحدًا من هدف أوسع لاكتساب القوة والنفوذ الدوليين.
وقالت: "أستطيع أن أرى المملكة العربية السعودية تستخدم الرياضة كجزء من إستراتيجية أوسع، إنهم يحاولون أن يصبحوا لاعباً عالمياً قوياً ... والرياضة جزء من تلك الإستراتيجية".
"(إنهم) يحاولون الابتعاد عن الاعتماد على ضخ النفط وبيعه، ويتطلعون حقًا إلى تنويع القطاعات الأخرى وخلق ملف شخصي على المستوى الدولي يكون أكثر إيجابية إلى حد ما، بحيث يلعب ذلك في فكرة استخدام الرياضة كوسيلة أداة سياسية وقوة ناعمة".
وقالت إنه بينما تشارك العديد من الدول والمنظمات في تبييض السمعة الدولية وممارسة الرياضة كشكل من أشكال القوة الناعمة، فإن قضايا حقوق الإنسان في السعودية "تحتاج إلى اهتمام العالم".
"الاستثمار في الرياضة لا يغير تلك الانتهاكات".
