السعودية تتهم أستراليا بالعنصرية ودعم الإرهاب

بعد قيادة السفيرة الأسترالية تحالفا انتقد "التعذيب والاحتجاز التعسفي وعمليات الاختفاء القسري"

Delegates sit at the opening of the 41th session of the Human Rights Council, at the European headquarters of the United Nations in Geneva, Switzerland, Monday, June 24, 2019 (Magali Girardin/Keystone via AP)

Source: AAP

اتهمت السعودية أستراليا بدعم الإرهاب وممارسة انتهاكات بحق اللاجئين والسكان الأصليين على لسان السفير السعودي لدى الأمم المتحدة في جنيف عبد العزيز الواصل في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. جاءت تلك الاتهامات بعد أن قامت أستراليا بقيادة تحالف من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة وجه انتقادات للسجل الحقوقي للرياض.

وقال السفير السعودس إن "وفد المملكة استمع باستهجان واستغراب إلى البيان الذي ألقته أستراليا باسم مجموعة من الدول؛ لكونه يحمل في طياتِهِ جملة من المغالطات والمعلومات المضللة".

كما عبر الواصل عن "قلقه إزاء الانتهاكات المروعة لحقوق الأقليات والمهاجرين والمسلمين وما يواجهونه من سياسات عنصرية ومتطرفة، التي أصبحت شعبية ومقبولة لدى بعض البرلمانات الغربية، بل وتحظى برعاية حكومية في بعض الدول التي دأبت على إلقاء محاضراتٍ في مجالات حقوق الإنسان في هذه القاعة".
Saudis wave national flags as they hang out the window of a car during celebrations marking National Day to commemorate the unification of the country as the Kingdom of Saudi Arabia, in Riyadh, Saudi Arabia, Monday, Sept. 23, 2019. (AP Photo/Amr Nabil)
Source: AP
واتهم استراليا بالمساهمة في زيادة التطرف ضد المسلمين والعنصرية ضد الأجانب والأقليات، موضحا أنها نتيجة طبيعية لتعاطف وتراخي وتعاطف بعض الحكومات مثل أستراليا وغيرها من الدول الغربية مع توجه عنصري.

وأضاف "حيث تحصل في هذه الدول انتهاكات لحقوق الإنسان، وفيها برلمانيون يتبنون علانية خطابات محرضة ضد الأجانب، فالأسترالي برينتون تارانت حين ارتكب مجزرته الشهيرة في نيوزيلندا انطلق من نهجٍ عنصري مبني على كراهية الأجانب والأقليات".
Trant
Brenton Tarrant (Pixelated) makes a sign to the camera during his appearance, on a charge of murder for Christchurch mosque massacre in the District Court. Source: SNPA POOL
كما انتقد سياسة أستراليا المتعلقة بالهجرة والترحيل ، داعيا مجلس حقوق الإنسان إلى تسليط الضوء على هذه الإنتهاكات على حد زعمه. واتهم الواصل أستراليا بالتمييز ضد السكان الأصليين، منتقدا السياسات العنصرية التي تصنفهم كلاجئين في أوطانهم.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع ، قادت أستراليا تحالفًا من الدول أدان المملكة العربية السعودية بسبب مجموعة من الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري ومقتل الصحافي جمال خاشقجي.
Sally Mansfield
Ambassador and Permanent Representative to the United Nations and to the Conference on Disarmament, Geneva Ms Sally Mansfield Source: DFAT
وألقت سفيرة أستراليا لدى الأمم المتحدة، سالي مانسفيلد ، بياناً بالنيابة عن 24 دولة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، انتقدت فيه السعودية بسبب العنف المنهجي وانتهاكات حقوق الإنسان، وخاصة ضد أولئك الذين يعارضون النظام الحاكم.

وهذا هو ثاني بيان مشترك يُتلى أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف خلال ستة أشهر بعد أول توبيخ للسعودية في المجلس في مارس/آذار. وحث البيان السلطات السعودية على كشف الحقيقة بخصوص مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في أكتوبر تشرين/ الأول وضمان محاسبة الضالعين في الجريمة.

وقال دبلوماسيون إن 15 دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي، بينها بريطانيا وألمانيا، بين الموقعين على البيان إضافة إلى كندا ونيوزيلندا وبيرو.

وعادة ما تنفي المملكة اتهامها بارتكاب أعمال تعذيب أو عمليات احتجاز بشكل مخالف للقانون.
واعترف البيان بوجود إصلاحات سعودية، من بينها إعلان صدر الشهر الماضي بخصوص رفع القيود عن حق المرأة في السفر دون محرم، لكنه أضاف أنه لا تزال هناك مخاوف جسيمة.

وتلت سفيرة أستراليا مانسفيلد قائلة ”على الرغم من ذلك، ما زلنا نشعر بقلق عميق بخصوص وضع حقوق الإنسان في السعودية. ممثلو المجتمع المدني في المملكة ما زالوا يُضطهدون ويتعرضون للترهيب".

وأضافت السفيرة ”نشعر بقلق إزاء تقارير عن التعذيب والاحتجاز التعسفي وعمليات الاختفاء القسري التي يتعرض لها من يروجون أو يدافعون عن حقوق الإنسان وعائلاتهم وزملائهم".

واستمع المجلس لاحقا إلى لينا الهذلول، شقيقة الناشطة البارزة في الدفاع عن حقوق المرأة لجين الهذلول والتي طالبت بإطلاق سراح أختها المحتجزة منذ مايو أيار 2018 قبل أسابيع من رفع الحظر بالمملكة.
وقالت أمام المجلس ”كانت (لجين) تتوق للعمل مع الحكومة لتحسين حقوق النساء. لكن بدلا من اعتبارها شريكا، وصفوها بالخائنة وعذبوها".

وأضافت ”أقف هنا اليوم، برغم المخاطر الشديدة من تعرض لجين وأسرتنا وأنا نفسي للانتقام، لكي أدعو كل الدول وهذا المجلس لمطالبة الحكومة السعودية بإطلاق سراح شقيقتي فورا ودون شروط“.

من جانبها، قالت أنييس كالامار مقررة الأمم المتحدة المعنية بالقتل خارج نطاق القضاء في تقرير في يونيو حزيران إنه يتعين التحقيق مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومسؤولين كبار بشأن مقتل خاشقجي في ضوء ما وصفته بأدلة موثوقة ضدهم. 


شارك
نشر في: 26/09/2019 11:15am
آخر تحديث: 26/09/2019 1:06pm
By Jameel Karaki
المصدر: Reuters