قالت الحكومة الأسترالية إنها ليست بصدد التعجل في إعادة 66 امرأة وطفل أسترالي عالقين في مخيم الهول شمالي سوريا.
جاءت تلك التصريحات بعد اندلاع أعمال شغب في المخيم أسفر عن مقتل امرأة وإصابة سبعة، واعتقال القوات الكردية التي تحتجز عائلات تنظيم داعش لنحو 50 امرأة.
وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية إن الأستراليين المحتجزين هناك وأغلبهم من الأطفال تحت سن الخامسة، في وضع معقد للغاية. وأضافت الوزيرة ماريس باين لردايو ABC "إعادة أي شخص من سوريا موجود في سياق كهذا في الوقت الحالي أمر صعب للغاية."
وقالت باين "الأمر معقد من ناحية أن المنطقة خطيرة للغاية وغير مستقرة." وقالت السناتورة إن الحكومة الأسترالية ستقيم كل حالة من هؤلاء على حدة: "فيما يتعلق بالأفراد، وفي بعض الأحيان العائلات هناك، فنحن نقيم كل حالة بناء على معطياتها، ولكن أولوياتنا هي حماية أستراليا والاستراليين."

Foreign Minister Marise Payne has confirmed a Perth couple have been freed from detention in Iran. Source: AP
وقالت باين "نحن نتحدث عن أشخاص قد يكونوا ضالعين في دعم الإرهاب، وقد يكونوا قاتلوا بجوار الإرهابيين في سوريا والعراق، مما يشكل خطرا على سلامة أستراليا والاستراليين."
وقالت صحيفة سيدني مورنينج هيرالد إن بعض النساء الأستراليات العالقات في المخيم أرسلن رسائل استغاثة لذويهم في أستراليا أثناء أعمال الشغب.
ونقلت الصحيفة تسجيلا لإحدى السيدات هناك، والتي لم تكشف عن هويتها، قالت فيه "نحن مستلقون على الأرض في خيامنا مع أطفالنا، كل الأطفال على الأرض حتى لا تصيبهم الطلقات." وقالت سيدة أخرى "الوضع جنوني هنا، ما زالوا يطلقون النار."
وكان تحقيق لشبكة ABC قد كشف عن رغبة النساء الأستراليات الموجودات في مخيم الهول العودة إلى أستراليا مع أطفالهن. وقالت كل من نسرين ذهب ومريم دبوسي إنهن خُدعن للذهاب إلى سوريا، ولم تعرفا أنهما بصدد الانضمام إلى تنظيم داعش وقضاء خمسة أعوام في أراضي التنظيم.
وانفجر الوضع يوم الاثنين الماضي في مخيم الهول الذي يضم أكثر من 70 ألف شخص، عندما عقدت مجموعة من نساء التنظيم جلسة محاكمة لامرأة أخرى في المخيم.

Nesrine Zahab, An Australian ISIS wife Source: ABC/Four Corners
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن بعض نساء داعش شكلن لجنة سرية لممارسة نشاط "الحسبة" والعمل كقوة شرطة لضمان التزام عوائل التنظيم بقوانين داعش. وبحسب المرصد فإن سبب عقد جلسة المحاكمة غير معروف حتى الآن، إلا أن القوات الكردية النسائية المعروفة بالآسايش تدخلت لمنع تلك المحاكمة ما أسفر عن تبادل لإطلاق النار.
وسقط جرحى بين طرفي الاشتباك بالإضافة إلى مقتل سيدة من نساء داعش والقبض على العشرات. وقال المرصد إن هناك حالة من الاستياء في إدارة المخيم بسبب تمكن نساء التنظيم من الحصول على أسلحة نارية خفيفة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن بعض النساء تزايد نفوذهن داخل المخيم، خاصة مع عجز القوات الكردية من ضبط النظام والأمن. وقال المرصد إن نحو 400 طفل تحت سن الثامنة عشر توفوا داخل المخيم منذ مطلع العام الجاري بسبب سوء الأوضاع الصحية والمعيشية.
وقال كمال دبوسي والد مريم والذي يمثل عائلات 63 من أصل 66 أستراليا في سوريا: "قلنا ذلك سابقا علنا وفي لقاءات خاصة مع الحكومة الأسترالية، لو لم تتخذ إجراءات الآن لإحضار هؤلاء النساء والأطفال، فأنهم يواجهون خطرا فوريا على حياتهم من أكثر من اتجاه، بداية من النساء المتشددات والناس في المنطقة المحيطة، وصولا إلى الظروف الجوية المتقلبة."
وأضاف دبوسي "في الشتاء، أنا واثق أن أحد الأستراليين سيموت في المخيم. المخيم معرض لهطول الثلوج وهم يعيشون في الخيام. لا توجد رعاية صحية في حالة المرض، وبالتالي التعافي عملية صعبة للغاية."