شهدت الاحتجاجات العراقية مرحلة جديدة الأربعاء بعد إضرام متظاهرين النار في القنصلية الإيرانية في النجف إثر يوم دام من الاحتجاجات. وهتف مئات الشباب المحتجين "إيران برا برا" بينما تلتهم النيران شعار الجمهورية الإسلامية الموجود على جدار حرم القنصلية.
وتستضيف مدينة النجف سنويا ملايين من الزوار الشيعة، تأتي نسبة كبيرة منهم من إيران.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، حاول متظاهرون إلحاق أضرار بالقنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء ولكن قوات الأمن العراقية نجحت في وقفهم، وأسفر تلك الاشتباكات عن مقتل أربعة أشخاص.
وتشير التقديرات أن 350 شخصا قتلوا في العراق خلال شهرين من الاحتجاجات حتى الآن. ووفقا لمصادر طبية، أصيب نحو 50 متظاهرا في النجف أثناء الاشتباكات التي انتهت بإحراق القنصلية، حيث حاولت قوات الأمن ردعهم بالقنابل المسيلة للدموع لكنها انسحبت في النهاية تحت ضغط المتظاهرين.

Anti-government protesters set fires to close down streets during ongoing protests in Basra, Iraq, Wednesday, Nov. 27, 2019. Source: AP
وقام المحتجون باستخدام بطانيات وصناديق من الورق المقوى وإطارات في حرق مبنى القنصلية التي لم يكن بداخلها أحد. ويتهم المحتجون إيران بالتحكم في الحكومة العراقية في بغداد ويتهمون البلد الجار أن له نفوذ في بلادهم يمنعهم من تحقيق مطالبهم.
وفي مناطق أخرى في البلاد استمرت الاحتجاجات، حيث قُتل متظاهران بالرصاص الحي في بغداد بينما ارتفعت أعمدة الدخان في مناطق متفرقة من العاصمة ومدن جنوب العراق. ويطالب المتظاهرون "بإسقاط النظام" والقيام بإصلاحات شاملة ومكافحة الفساد.
وعلى بعد 100 كيلومترا جنوب بغداد وتحديدا في مدينة كربلاء، قُتل شخص يوم الثلاثاء جراء مواجهات عنيفة بالرصاص الحي بحسب مصادر طبية. وأعلنت العتبات الدينية عن إغلاق جميع مدارس الاطفال الدينية في كربلاء والنجف بالإضافة الى مدينة الحلة عاصمة محافظة بابل الواقعة الى الشرق من كربلاء.
بينما عاش عدد كبير من مدن الجنوب شللاً لقيام متظاهرين بقطع الطرق وإغلاق الدوائر الحكومية والمدارس. ويتهم المتظاهرون الطبقة السياسية الحاكمة بالمسؤولية عن ضياع أكثر من 450 مليار دولار من أموال العراق منذ الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003.
وتواصلت الاحتجاجات في البصرة والناصرية حيث تقع حقول النفط التي تمثل 90 بالمئة من موارد الحكومة المثقلة بالديون، واعتصم متظاهرون عند شركة نفط ذي قار الحكومية شرق الناصرية، دون وقوع أعمال عنف. ورغم ذلك تواصل العمل في حقول النفط الواقعة في كلا المحافظتين.

Iraqi soccer fans celebrate Iraq's win over Qatar in the 24th Arabian Gulf Cup soccer championship opening match during ongoing anti-government protests Source: AP
وبلغ استياء المحتجين في البصرة أعلى مستوى، لأن محافظتهم تضم غالبية احتياطي النفط في العراق، الذي يعد ثاني أكبر دول منتجة في منظمة أوبك.
تأتي الاحتجاجات في بغداد، غداة ليلة صاخبة شهدتها ساحة التحرير في وسط العاصمة بسبب احتفالات شارك فيها آلاف العراقيين بفوز منتخبهم لكرة القدم على منتخب قطر ضمن بطولة خليجي 24.
وعاد تنظيم داعش ليطل بوجهه في العراق مرة أخرى، حيث أعلن عن مسؤوليته عن مقتل ستة أشخاص في ثلاثة انفجارات متزامنة وقعت يوم الثلاثاء في مناطق متفرقة من بغداد.