فتح اختطاف الناشطة العراقية صبا المهداوي ملف الناشطين المختطفين في العراق منذ اندلاع شرارة المظاهرات في البلاد منذ بداية أكتوبر تشرين الأول الماضي.
وقال ناشطون إن حالات اختطاف طالت مدونين وناشطين عراقيين في مدن أبرزها بغداد والبصرة وبابل وذي قار. ويوم السبت الماضي اختُطفت الناشطة صبا المهداوي من مدينة البياع بمركز قضاء الكرخ جنوب غربي العاصمة بغداد.
وقال شهود عيان إن "سيارة بيضاء اللون من نوع هيونداي توسان أخذتها وتوجهت بها إلى منطقة زيونة." وطالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان الحكومة بالتحرك للكشف عن مصير "الناشطة المدنية صبا المهداوي إحدى الطبيبات المتطوعات لعلاج وتقديم الإسعافات والرعاية الصحية الأولية لمتظاهري ساحة التحرير".
وقالت المفوضية في بيان إن الجهات المختصة عليها الكشف عن مصير جميع الناشطين واتخاذ الإجراءات الضرورية لحمايتهم.
وسبق اختطاف صبا واقعة مماثلة تعرض لها الناشط شجاع الخفاجي الذي يدير صفحة "الخوة النظيفة" التي يتابعها نحو 3 ملايين شخص في العراق. وركزت الصفحة على نشر أخبار الاحتجاجات والمطالبة بمحاربة الفساد وتغيير النظام السياسي في البلاد.
وقال والده فارس الخفاجي "ما يقارب 15 مسلحا ملثما يرتدون زيا أسود اللون، أخذوا ابني من منزله". واضاف أنهم لم يعرفوا عن أنفسهم ثم أطلقوا سراحه بعد 24 ساعة وأعطوه 25 ألف دينار ليصل إلى منزله.
وقال ناشطون إن عباس الفضلي رئيس فريق كيلو فرح التطوعي تم اختطافه يوم الاثنين من قبل جهة مجهولة. في حين تم تسجيل اختفاء ثلاثة ناشطين ومحام في محافظة ميسان خلال الاسبوعين الماضيين وهم ميثم الحلو وعقيل التميمي وفلاح حسن سلوم والمحامي علي جاسب حطاب.

Iraqi protesters throw tear gas canisters back toward riot police forces during a protest in central Baghdad. Source: EPA
كما تم العثور على المتظاهر سيف الربيعي مرميا في أحد المناطق النائية وعلى جسده آثار ضرب وتعذيب. وقال المحلل السياسي قحطان الخفاجي إنه تعرض لمحاولة اختطاف يوم السبت الماضي بينما كان عائدا من ساحة التحرير في بغداد.
وبينما اتهم ناشطون قادة ميليشيات الحشد الشعبي بالوقوف وراء تلك العمليات. إلا أن مصطفى سعدون مدير المرصد العراقي لحقوق الإنسان قال إن ملثمين يستقلون مركبات حكومية اعتقلوا عددا من المحتجين في مناطق مثل العلاوي والصالحية بينما كانوا في طريقهم إلى ساحة التحرير.
وقُتل نحو 250 عراقيا منذ بداية الاحتجاجات الشهر الماضي. وقالت مفوضية حقوق الإنسان إن أكثر من تسعة آلاف شخص أصيبوا خلال الاحتجاجات.
وبعد موجة الاحتجاجات الأولى تعد رئيس الحكومة عادل عبد المهدي بتخفيض رواتب كبار المسؤولين وكشف عن خطة لتخفيض البطالة ومساعدة محدودي الدخل. ولكن المحتجين لم يروا أن تلك الإجراءات كافية لتحقيق مطالبهم بمحاربة الفساد وتقليص النفوذ الإيراني في البلاد.

Anti-government protesters chant slogans during a demonstration in Baghdad, Iraq, Wednesday, Oct. 2, 2019 Source: AAP
ودعت كتلة فتح التي يتزعمها هادي العامري، ثاني أكبر كتل البرلمان إلى إنهاء غلق الطرق العامة والجسور وتعطيل المصالح الوطنية والمدارس والمعاهد وتخريب الاقتصاد من خلال إيقاف العمل في الموانئ والمنافذ الحدودية."
وطالب البيان القوات المسلحة والأجهزة الأمنية "باتخاذ كافة الإجراءات لحفظ الأمن ومحاسبة الخارجين على القانون وعدم السماح بما يجري من فوضى."