دافعت شرطة نيو ساوث ويلز عن قيامها بإلقاء القبض على عدد من الأشخاص وفض مسيرة لمناهضة العنصرية اليوم في سيدني، كان من المفترض أن يحضرها الآلاف.
المسيرة التي تم الإعلان عن عقدها اليوم في منطقة The Domain بوسط المدينة التجاري، لم تخرج على أرض الواقع، حيث نجحت الشرطة في تفريقها قبل 15 دقيقة من موعد انطلاقها الفعلي ظهر اليوم.
وكان نحو 5,000 شخص قد أعلنوا عن نيتهم حضور المسيرة عبر فيسبوك.
وألقى أفراد الشرطة الذين تجاوزت أعدادهم أعداد المتظاهرين القبض على ستة أشخاص منهم اثنين من المنظمين. كما أصدرت الشرطة عدد من الغرامات لمخالفة أوامر الصحة العامة بقيمة 1,000 دولار.
وقال مساعد مفوض شرطة نيو ساوث ويلز مايك ويلينغ إن عملية الشرطة مبررة بالنظر إلى موجة تفشي كورونا التي تشهدها الولاية والتي وضعت الوضع الصحي "على حد السكين".
وقال ويلينغ "هذا امر متعلق بسلامة الناس. في نهاية اليوم نحن نعيش في وسط وباء."
إحدى المتظاهرين فانيسا تورنبل قالت إنه تم إلقاء القبض عليها وهي تطلب من الناس العودة إلى منازلهم. وقالت "لقد كنت ملتزمة تماما بالأوامر. الوحيدون الذين انتهكوا أوامر الصحة العامة هم أفراد الشرطة."

Mwanaharakati akamatwa katika maandamano ya Black Lives Matter mjini Sydney Jumanne 28 Julai 2020. Source: AAP
وكانت رئيسة حكومة الولاية غلاديس بريجيكليان قد ناشدت الناس الاستجابة لضميرهم ومعاييرهم الأخلاقية وعدم الحضور.
وقال مساعد مفوض الشرطة أنه "يحترم حقوق الناس في الاحتجاج". وأضاف "نتفهم أن الأمور التي تتناولها الاحتجاجات مهمة ولها حساسية كبيرة عند كثير من الناس."
وقال "ولكن يجب أن نفعل ما بوسعنا للتأكد من أن الناس عموما في أمان خلال هذه الفترة." مؤكدا "نحن لا نسعى إلى المصادرة على حق التعبير عن الرأي، ولكننا نحاول الحفاظ على السلامة العامة."
وكانت مظاهرات مناهضة العنصرية التي تحمل شعار Black Lives Matter قد تكررت في أستراليا خلال الشهور الأخيرة وشهد بعضها حضور بالآلاف رغم القيود المفروضة لاحتواء تفشي فيروس كورونا. ولم يتم ربط أي حالات مؤكدة بكوفيد-١٩ بتلك المظاهرات، إلا عدد قليل للغاية.
وكان المنظمون قد طلبوا ممن يعتزم الحضور التجمع في مجموعات أقل من 20 شخصا، حيث فشلوا بالأمس في تغيير حكم محكمة الولاية العليا بمنع المظاهرة.
وقبل القاضي مارك ليراس ما قالته الشرطة من أن المسيرة يمكن أن تزيد من احتمال انتقال العدوى المجتمعية وأن المظاهرة بها مخاطرة كبيرة للغاية. ورفضت محكمة الاستئناف طلب منظمي المسيرة بالطعن على قرار القاضي ليراس.
وعرض المتظاهرون على السلطات إلغاء المسيرة في مقابل إعادة فتح التحقيق في وفاة ديفيد دانغاي جونيور أحد السكان الأصليين، والذي مات في السجن نهاي عام 2015. الرجل البالغ من العمر 26 عاما ينحدر من شعب الدانغاتي ومصاب بالسكري، وتوفي في زنزانته عندما اقتحمها خمسة من الضباط لمنعه من تناول البسكويت.
وتوفي دانغاي حينما حاول الضباط تقييد حركته، حيث قال قبل وفاته "لا أستطيع التنفس" وهي العبارة التي حظت بشهرة عالمية بعد أن قالها الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد قبل وفاته وإطلاق شرارة المظاهرات المناهضة للعنصرية حول العالم.
ووجدت ثلاث لجان تحقيق أن أي من الضباط الذين دخلوا زنزانة دانغاي قد أرتكبوا مخالفة، ولم يتم اتخاذ أي إجراء عقابي بشأنهم.