تتصاعد المخاوف من زيادة أعداد الوفيات في فيكتوريا بعد تأكيد حالات إصابة بفيروس كورونا في 45 دارا للمسنين بمختلف أنحاء الولاية.
ماري لويز ماكلوس، تعمل كمستشارة للسيطرة على عدوى فيروس كورونا لدى منظمة الصحة العالمية، وقالت إن بؤر التفشي ستؤدي حتما إلى المزيد من الوفيات بسبب طبيعة تلك المنشآت، والتي تجعل من الصعب للغاية عزل النزلاء المصابين.
أحد الدور التي تثير القلق بشكل خاص هي دار St Basil's للمسنين في فوكنر شمالي مدينة ملبورن، والتي سجلت يوم الأربعاء 69 حالة إصابة بعد يوم واحد من تسجيل 51 حالة مؤكدة.
وتم تأكيد 54 حالة مرتبطة بدار أخرى في Ardeer وهي Estia Health، أما Glendale Aged Care في Werribee فقد تأكد 37 حالة مرتبطة بالدار، و30 حالة في Arcare Aged Care بمنطقة Craigieburn.
هذه الدور الثلاثة تقع في نطاق لا يتجاوز 35 كيلومترا من الوسط التجاري لمدينة ملبورن.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بالأمس، قال رئيس حكومة الولاية دانيال أندروز إن هناك 300 حالة إيجابية مرتبطة بدور رعاية المسنين. وأضاف أندروز أن 50 في المائة من الإصابات بين العاملين في الدار وليس النزلاء.
وقالت الدكتورة ماكلوس "أحد أكبر معدلات الوفاة في أميركا كانت في منشآت رعاية المسنين. لذا، فإن هذا متوقع، الأمر محبط أننا ما زلنا نفكر بعقلية أنه بإمكاننا توفير الرعاية لهذا المرض الخطير داخل منازل مشتركة."

St Basil's Home for the Aged in Fawkner. Source: Google Maps
وارتفعت حصيلة الوفيات في فيكتوريا لتصل إلى 44 حالة، بعد وفاة رجلين في التسعينات من عمرهما بالأمس، من ضمن الحالات التي أصيبت بالفيروس بشكل مرتبط بدور رعاية المسنين.
في اليوم السابق توفيت ثلاث نساء في الثمانيات والتسعينات وواحدة عمرها تجاوز المائة، جراء الإصابة بكوفيد-١٩، منهم سيدتان إصابتهما مرتبطة بدور رعاية المسنين.
وأعلنت الحكومة إجراءات إضافية لتوفير الدعم لدور رعاية المسنين في محاولة لوقف تفشي الفيروس في تلك المنشآت، بما في ذلك تقديم دفعة نقدية لمرة واحدة بقيمة 1500 دولار للعاملين في تلك الدور، إذا طُلب منهم عزل أنفسهم، بالإضافة إلى قيود على العاملين الذين يداومون في أكثر من مكان لرعاية المسنين.
وقالت الدكتورة ماكلوس إن الطبيعة المتنوعة لقطاع رعاية المسنين تجعل من الصعب للغاية أن تعزل النزلاء المصابين بنفس كفاءة العزل في المستشفيات. وأضافت أنه حتى التعامل مع حالة إصابة واحدة أمر صعب لأن تلك المنشآت بمثابة منزل لهؤلاء الأشخاص.
وبسبب ذلك، تعتقد الدكتورة ماكلوس أن الحل الأمثل هو نقل كل الحالات الإيجابية من دور رعاية المسنين إلى المستشفيات لمنحهم وباقي نزلاء الدار، أفضل فرصة للنجاة.
وقالت "حتى لو لم يكونوا بحاجة لتدخل طبي، مثل أجهزة التنفس، فإن الأوكسجين والرعاية من طاقم التمريض عالي الكفاءة هو كل ما يحتاجونه."
لكن رئيس الحكومة لم يتعهد بنقل كل مرضى كوفيد-١٩ من دور المسنين إلى المستشفى، وقال إنه بدلا من ذلك ستتخذ السلطات الصحية قرار نقل المرضى إلى المستشفى بناء على تقييم كل حالة على حدة.
وقال أندروز "بالنسبة لي، أن أقف على المنصة وأقول إننا سننقل الجميع، ليس بناء على رأي طبي ولكن لأنني أعتقد أن هذا أمر جيد، هذا شيء ليس معقولا."
وأضاف "نقل كبار السن المعرضين للخطر خارج دور رعاية المسنين ليس أمرا جيدا ما لم تكن مضطرا تماما لفعل ذلك."
وسجلت ولاية فيكتوريا بالأمس 484 حالة إصابة جديدة، في أعلى حصيلة يومية يتم تسجيلها في أستراليا منذ بداية ظهور الوباء في مارس آذار الماضي.