شباب يحاولون حماية كبار السن من خطر الإصابة بفيروس كورونا

Nabil al Nashar

Source: Supplied

بعد مشاهد التهافت والتدافع والمشادات في مخازن التسوق بدأت تظهر مبادرات لمساعدة المسنين في شراء حاجياتهم في ظل مخاوف من إغلاق عام وانتشار أوسع لفيروس كورونا في أستراليا.


 "أوقفوا التخزين"  رسالة مباشرة وجهها رئيس الوزراء الأسترالي أمس للأستراليين غداة موجة الشراء الجماهيرية المحمومة التي تشهدها أستراليا والتي خلقها انتشار فيروس كورونا.

 وقال موريسون "هذا غير مقبول، ولا يساعد في شيء، وإنه أمر مخيب للأمل في السلوك الأسترالي في مواجهة هذه الأزمة".

وأضاف بأن هذا "غير أسترالي، ويجب أن يتوقف".

 وكانت أستراليا أعلنت وبموجب قرار من الحاكم العام، ما  يسمى ب "حالة طوارئ أمن حيوي بشري" كجزء من خطة الحكومة للاستجابة لتهديد تفشي وباء كورونا في البلاد. وبموجب هذا الإعلان، يُمنح وزير الصحة غريغ هانت صلاحيات شاملة تتضمن فرض قيود على حركة الناس والبضائع من مكان إلى مكان، وقد تصل إلى حد منع تلك الحركة لو تطلب الأمر.

 وفي ظل خطورة الوضع ما زال الناس يتهافتون على شراء المواد والسلع التي يرونها ضرورية إذا ما تم الإعلان عن إغلاق شامل وحظر للخروج من المنازل.
Woolworths has allowed the elderly access to early morning shopping ahead of the general public due to panic buying as Covid-19 fears mount.
Woolworths has allowed the elderly access to early morning shopping ahead of the general public due to panic buying as Covid-19 fears mount. Source: AAP
وقد انعكست هذه الحالة الاستثنائية على تصرفات الناس، وحالتهم النفسية، فكانت هناك مشاهد التدافع والتهافت والمشادات بين الأشخاص الذين يريدون الحصول على حاجياتهم ويرونها تختفي من على رفوف المخازن الكبرى. حتى أن الأمر وصل بالبعض إلى دفع عربات التسوق على عربات آخرين من أجل الاستعجال والتقدم في طابور التسوق.

 ويصادف هذا الأسبوع  ما يعرف بأسبوع التناغم الاجتماعي أو الوئام الاجتماعي، فهل تنقص أزمة كورونا من قيمة الوئام الاجتماعي بعد تلك التصرفات، أم أن تلك التصرفات مجرد تصرفات إنسانية مبررة في هذه الأزمة؟

 ويهدف أسبوع التناغم الاجتماعي إلى الاحتفال بالتعددية الثقافية في أستراليا، ومن شعاراته " عدم الاستبعاد، الاحترام، والشعور بالانتماء للجميع". وعادة ما تقام الاحتفالات بهذه المناسبة، وتشجع الجاليات المختلفة على التفاعل والتعاون وإبداء المحبة وانصهار الجميع في هذا المجتمع الحاضن لملايين الناس من مئات الجنسيات والخلفيات الثقافية.

 فهل تذهب هذه المشاعر أدراج الرياح مع أول أزمة تهدد السلامة الشخصية؟ هل يصبح الانسان عدو الانسان في الأزمات؟ أم أن الأزمات هي فرصة ذهبية لتثبيت الروح الإنسانية والأخوية بين البشر، والروح الوطنية بين أبناء الوطن الواحد؟
panic shopping
Source: I Riman
وفي مقابل تلك التصرفات ظهرت مبادرات فيها من الحس الانساني وحب العطاء ومساعدة الآخرين الكثير. 

 فهناك امرأة من ملبورن بدأت مجموعة  فيسبوك  أعلنت من خلالها أنها مستعدة لمساعدة الأشخاص الذين يحتاجون لشراء الأغراض ولا يقدرون.

وهناك مَن ترك بطاقات شكر على الرفوف الخالية لموظفي مخزن كولز في ضاحية (ماونت مارثا) على الساحل الجنوبي لمدينة ملبورن.

واليوم، أعلن عن قيام بعض مالكي العقارات في ضاحية (غولد كريك) في كانبرا، بإعفاء حوالي ثلاثين مستأجرا لمحلات تجارية من إيجار شهر أبريل/ نيسان القادم.  

ومن هذه المبادرات أيضا، مبادرة أطلقها نبيل النشار عبر فيسبوك، وأعلن من خلالها أنه أيضا مستعد لمساعدة غير القادرين على التسوق.

 وفي حديث مع SBS Arabic24 يقول نبيل النشار إنه استشعر بالمسؤولية الاجتماعية حينما رأى الجموع تتسارع لشراء الأغراض والحاجيات بكميات كبيرة، وكان تفكيره ينشغل بالناس الذين لا يستطيعون الوصول إلى السوبرماركت أو الذين لن يتمكنوا من الحصول على أغراضهم الضرورية لأنها تختفي بسرعة من السوق، فقرر أن يساعدهم.
Nabil Al Nashar ad on Facebook
Source: Facebook
ويقول نبيل إن الأسباب التي دفعته للمبادرة كلها أسباب مبنية على حقائق مثل أن "أستراليا بشكل عام فيها عدد كبير من الناس المسنين، وأن الخطر الذي يشكله فيروس كورونا على المسنين أكبر من الخطر على الفئات العمرية الأصغر سنا، ولهذا أردت أن أعرض مساعدتي لكي أحميهم من الذهاب إلى أماكن التسوق والتعرض لرؤية أشخاص كثيرين، وبهذا يقيهم من احتمال الإصابة بالفيروس".

 لمزيد من المعلومات حول هذه المبادرة استمعوا إلى اللقاء كاملا مع نبيل النشار تحت الشريط الصوتي في أعلى الصفحة.

 


شارك