يحصل اليوم عشرات الآلاف من المهاجرين بشكل رسمي على الجنسية الأسترالية، حيث تعقد الكثير من المجالس المحلية في مختلف أنحاء البلاد مراسم الجنسية في يوم 26 يناير كانون الثاني، ولكن أعداد متزايدة من الناس غير قادرة أو غير راغبة على الحصول على الجنسية.
بينما استمرت أعداد المهاجرين إلى أستراليا في الزيادة، إلا أن عدد من يقدمون للحصول على الجنسية وصل إلى أقل مستوى له منذ عام 2014.
في عام 2018/2019 قدم 138,000 مقيم في أستراليا طلبا للحصول على الجنسية، أي أقل بنحو 42 في المائة عن العام الذي سبقه. وتشير المعلومات التي قُدمت إلى وزارة الأمن الداخلي أن الطلب على الحصول على الجنسية لم يزد من وقتها، فخلال أربعة شهور انتهت في شهر أكتوبر تشرين الأول الماضي لم يتجاوز عدد الطلبات المقدمة إلى الوزارة 84,225 طلبا.

Prime Minister Scott Morrison with newly sworn citizens at an Australia Day Citizenship Ceremony and Flag Raising event in Canberra,January 26, 2019. Source: AAP
كارلا ويلشير رئيسة مجلس الهجرة في أستراليا قالت إن هذا الانخفاض الملحوظ يعود إلى عدد من العوامل، تشمل مدة الانتظار للبت في الطلب والتي تصل إلى عامين تقريبا. وقالت ويلشير "كان لدينا زيادة كبيرة في عدد الطلبات ولكن أعقبها بطء ملحوظ."
تشير كارلا إلى عام 2017 عندما اقترحت الحكومة حزمة قوانين تصعب من عملية الحصول على الجنسية، ما أدى إلى تقديم 440,000 طلب للحصول على الجنسية خلال عامي 2016/2017 و 2017/2018. وسارع وقتها حملة الإقامة الدائمة إلى تقديم الطلبات خوفا من "اختبار القيم" الذي اقترحته الحكومة وجعل الجنسية مربوطة باجتياز امتحان اللغة الإنجليزية على مستوى الجامعات.
في النهاية، لم تنجح الحكومة في تمرير تلك التعديلات من مجلس الشيوخ، واختفت لاحقا من الأجندة السياسية للحكومة. تزامنت تلك الزيادة الملموسة في عدد الطلبات مع إقرار الحكومة عدد من الإجراءات الإضافية المتعلقة بالأمن القومي، ما أدى إلى تراكم الطلبات حيث أدت الإجراءات الجديدة إلى زيادة فترة فحص الطلب واتخاذ القرار النهائي.

每個財政年度提交的公民申請數字 Source: Home Affairs Department
وقالت الوزارة إنها عينت 115 موظفا جدبدا للتعامل مع تلك الملفات المتراكمة وقد نجحوا بالفعل لتقليل عدد الطلبات المعلقة إلى 147,000 بحلول نهاية أكتوبر تشرين الأول الماضي.
ويتم البت في ثلاثة أرباع الطلبات خلال 16 شهرا من التقديم، بينما بمرور 21 شهرا تكون نسبة الانتهاء من الطلبات حوالي 90 في المائة، أي أن 10 في المائة فقط من الطلبات هي التي تزيد مدد انتظارها فوق 21 شهرا.
وقالت ويلشير "بالنسبة للناس الذين ينتظرون الجنسية، فإن قرار البت في الطلب ذو أهمية كبيرة، حيث عادة ما يؤثر على كل جوانب حياتهم، لذا فإنه بشكل أو بآخر، تصبح حياة الناس معلقة في انتظار القرار المتعلق بطلب الجنسية."
ومن المتوقع أن يستمر التراجع في عدد الطلبات المقدمة للحصول على الجنسية، حيث قلت أعداد الأشخاص الذين يحق لهم التقدم بالطلب منذ تخفيض الحكومة لبرنامج الهجرة الدائمة. ففي يوليو تموز الماضي تم تقليل عدد تأشيرات الإقامة الدائمة من 190,000 إلى 160,000 فقط.
وحتى قبل قرار التخفيض لم تتجاوز عدد تأشيرات الهجرة الدائمة الممنوحة في عام 2018/2019 إلا بقليل رقم 160,000 تأشيرة.
اقرأ المزيد

انسى سيدني وملبورن..مستقبل الهجرة في أديلايد
وبينما تقل عدد التأشيرات الدائمة الممنوحة فإن عدد التأشيرات المؤقتة والتي تشمل تأشيرات العمال المهرة المؤقتة، والطلاب الدوليين والسياح الذين يحق لهم العمل مستمرة في الزيادة.
وقالت ويلشير إن هذه السياسة سيكون لها تأثير على مستقبل أستراليا كمجتمع متعدد الثقافات. وقالت "أعتقد أنه من المهم للغاية أن نبقي على نموذج التعددية الثقافية التي تعتمد بشكل أساسي على أن قدومك إلى أستراليا سيمنحك الجنسية. أعتقد أنه هذا أمر شديد الأهمية لأنه يساهم في الروح الأسترالية القائمة على الاهتمام بالمجتمع والمرونة."
وأقرت وزارة الأمن الداخلي أن التغيرات على سياسة الهجرة كانت أحد العوامل في انخفاض الأعداد. وقالت الوزارة أمام مجلس الشيوخ في ديسمبر كانون الأول الماضي "كان هناك تقليل لأعداد المهاجرين خلال الأعوام الماضية ما أدى إلى خفض الأشخاص الذين تنطبق عليهم شروط التقدم للحصول على الجنسية."
لكن الوزارة أشارت إلى أن انخفاض الأعداد ليس أمرا سيئا "النمو المستمر في عدد طلبات الجنسية منذ 2011/2012 هو أمر لا يمكن استمراره."