أظهرت آخر أرقام الهجرة التي تصدرها وزارة الأمن الداخلي زيادة كبيرة في عدد التأشيرات الريفية التي تمنحها الحكومة للمهاجرين الذين يعتزمون الاستقرار في ولاية جنوب أستراليا. وخلال ثلاثة أشهر فقط، بين يوليو تموز وسبتمبر أيلول مُنحت 1682 تأشيرة مناطق ريفية في الولاية، أي زيادة بنسبة 172 في المائة بالمقارنة بنفس الفترة العام الماضي.
وخلال نفس الفترة زادت تأشيرات المناطق الريفية التي في ولاية فيكتوريا بمعدل 65 في المائة بالمقارنة بالعام الماضي، وبلغت الزيادة في نيو ساوث ويلز نسبة 78 في المائة.
كوينزلاند كانت الولاية الوحيدة التي تفوقت على جنوب أستراليا حيث زاد عدد التأشيرات الريفية بمقدار 233 في المائة. وعلى المستوى الوطني زادت عدد التأشيرات الريفية في أستراليا بمعدل 124 في المائة لتصل إلى 6350 في إشارة إلى رغبة الحكومة المتصاعدة لدفع المزيد من المهاجرين إلى المناطق الريفية.
ولاية جنوب أستراليا تتميز أنها كلها تعتبر مناطق ريفية بما فيها مدينة أديلايد، على الرغم من أن تعداد سكانها 1.3 مليون نسمة. وأصبحت أديلايد خيارا أكثر جاذبية للمهاجرين من العمال المهرة، خاصة أن الحكومة تعتزم فرض نظام التأشيرات الجديد الشهر المقبل.
بموجب هذا النظام يصبح الحصول على تأشيرة هجرة العمال المهرة في المدن الرئيسية الأربعة صعب للغاية، خاصة في سيدني وملبورن. وستوفر الحكومة 23 ألف تاشيرة جديدة للعمل في المناطق الريفية حيث تستبدل تأشيرتي المناطق الريفية رقم 489 و 187 بتأشيرتين جديدتين هما 491 و 494.
التأشيرتان الجديدتان توفران طريقا نحو الحصول على الإقامة الدائمة بشرط أن يقضي المهاجرين ثلاث سنوات على الأقل في المناطق الريفية.
بوب بيريل رئيس معهد أبحاث السكان في أستراليا قال: "أصبح ملحوظا أنه من الصعب على الناس الحصول على التأشيرات الخاضعة لنظام النقاط في سيدني أو ملبورن. الكثير من تلك التأشيرات انتقلت إلى المناطق الريفية."
وكانت الحكومة قد خفضت من إجمالي تأشيرات الهجرة الدائمة من 190 ألف إلى 160 ألف خلال السنوات الأربعة القادمة. وقال الدكتور بيريل "لا يمكن جمع الناس للأبد في المناطق الريفية، لأن هذا سيخلق طبقتين من المواطنين، ولكن يمكن فعل ذلك لفترة مؤقتة."
من جانبه قال وزير المهارات والابتكار في ولاية جنوب أستراليا ديفيد بيسوني، والذي يتولى ملف برنامج هجرة العمال المهرة، إن هناك نقصا حادا في المهارات في المناطق الريفية في جنوب أستراليا. وقال الوزير إن نحو نصف الوظائف المعلن عنها في هذه المناطق لا يتم ملئها بسبب عدم وجود مهارات ملائمة.

Regional Visa Source: Flickr
وبالإضافة إلى التأشيرات غير المكفولة وعددها 23 ألف، يقدم برنامج هجرة العمال المهرة الجديد الذي يدخل حيز التنفيذ في نوفمبر تشرين الأول القادم، 25 ألف تأشيرة تكفلها حكومة الولاية.
اقرأ المزيد

تعرفوا على مزايا العيش في المناطق الريفية
وقال الوزير "نعتقد أن عملية التنظيم يجب أن تحدث من أسفل إلى أعلى، ليكون للولايات استقلالية أكبر في تطبيق البرنامج." وأضاف "الحكومة الفيدرالية كانت متعاونة للغاية في فهم الحواجز التي تعاني منها جنوب أستراليا ومساعدتنا في إزالة تلك الحواجز لمساعدة جنوب أستراليا على النمو."
ويرغب الوزير أن تسمح الحكومة لولاية جنوب أستراليا باستقبال أعداد أكبر من المهاجرين، حيث قال إنه يرغب أن يرى نظام الهجرة الأسترالي يعمل بنظام أقرب لنظيره الكندي، حيث تمتلك الولايات حرية أكبر في تحديد أعداد المهاجرين التي تحتاجها.