شرطية أفغانية حرمتها طالبان من نعمة البصر فأصبحت رمزاً لمعاناة المرأة في بلادها

كانت خاطرة هاشمي قد أمضت ثلاثة أشهر فقط في وظيفتها عندما تعرضت لإطلاق النار وتم طعنها في هجوم وحشي تعتقد الشرطة أنه من تدبير والدها.

Ms Khatera with her husband, Mohammad Nabi and Afghan civil activist, Nisar Ahmad Shirzai in India

Ms Khatera with her husband, Mohammad Nabi and Afghan civil activist, Nisar Ahmad Shirzai in India Source: SBS

مع اشتداد القتال في جميع أنحاء أفغانستان، لا تزال الحريات ومستقبل النساء والفتيات تتصدر المشهد الأفغاني مع استعداد القوات الأمريكية للانسحاب في 11 أيلول/سبتمبر.


النقاط الرئيسية

  • تعرضت الشرطية الأفغانية خاطرة هاشمي لهجوم من طالبات أفقدها البصر
  • كشف التحقيق أن والدها الذي كانت تربطه صلات وثيقة بطالبان دبر الهجوم
  • لدى هاشمي مخاوف على أطفالها الخمسة في أفغانستان الذين يتلقون مكالمات تهديد من مجهولين

في حديثها إلى أس بي أس من الهند، قالت الضابطة السابقة في الشرطة الأفغانية خاطرة هاشمي إنها تدرك جيداً الصعوبات التي تواجهها النساء في وطنها بعد تعرضها شخصياً لهجوم وحشي في عام 2020.

كانت حاملاً في شهرها الثاني، وكانت قد أمضت ثلاثة أشهر في عملها ضمن إدارة التحقيقات الجنائية في مدينة غزنة الجنوبية الشرقية عندما هاجمتها مجموعة يُشتبه أنها من مقاتلي طالبان.

تقول خاطرة: "كان اثنان منهما يحملان بنادق. عندما أطلقا النار علي، أصبت برصاصة في ظهري وذراعي، لكنني بقيت واقفة".

"عندما أصابتني رصاصة فوق رأسي، كنت في حالة صدمة ولم أكن أعرف ما الذي يحدث، وسقطت على الأرض".

استمر الاعتداء على الفتاة البالغة من العمر 32 عاماً، حيث قام الملثمان بضربها على وجهها بسكين، مما أدى لفقدانها البصر في كلتا عينيها.
لحسن الحظ، نجا طفلها من الهجوم، وتمت الولادة في الهند بعد أشهر.

لا تزال هامشي تذكر أن مهاجميها كانوا يتحدثون اللغة المحلية، لكنها لم تتمكن من التعرف عليهم.

وكشف تحقيق لاحق للشرطة أن والدها الذي كانت تربطه صلات وثيقة بطالبان في المنطقة، هو من دبر الهجوم.

وتم إلقاء القبض عليه لاحقاً لدوره في الجريمة ولا يزال يقبع في السجن حتى الآن.

كان تورط والدها شيئاً لم يكن بإمكان خاطرة تخيّله في البداية.

"بعد التحقيقات، أصبحت مقتنعة أن والدي قام بذلك بواسطة طالبان".

صوت مناصر للمرأة

قالت خاطرة إن زوجها أصبح داعماً جداً لعملها قبل زواجهما.

وأكدت أنه كان يؤيد رغبتها في "خدمة الناس والمجتمع ورفع صوت المرأة".
من جهته أوضح نبي: "قالت لي إنه إذا تزوجت منها، يجب أن أعدها بأنها ستزاول عملها بعد الزواج".

"حصلت على الوظيفة، وعملت لمدة ثلاثة أشهر، ثم أصيبت".

بعد مرور أكثر من عام على الهجوم، قالت السيدة هاشمي إنها محبطة لأنها غير قادرة على مواصلة حلمها بخدمة بلدها ودعم النساء اللواتي فقدن أبناءهن وأزواجهن.

"عندما كنت أنظر إلى تلك النساء، كنت أقول إنني سأقوم بعملي بالتأكيد".

"كنت سأدعم هؤلاء النساء والأيتام والأرامل، ولكن الآن عندما أفكر في الأمر، أتمنى لو أنني فعلت المزيد، رغم أني الآن لا أستطيع فعل أي شيء."

"طالبان ستقطع ساقي"

سافرت هاشمي وزوجها إلى الهند في 2 تشرين الثاني/نوفمبر على أمل استعادة بصرها، لكن سرعان ما تبددت أحلامها.

وسط تدهور الوضع الأمني ​​في أفغانستان، نجح الزوجان بالتقدم بطلب للحصول على اللجوء من خلال المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) في 26 تشرين الثاني/نوفمبر.
وهما يأملان بإعادة توطينهما في بلد ثالث مثل أستراليا أو كندا.

لدى السيدة هاشمي مخاوف على أطفالها الخمسة في أفغانستان، الذين يتلقون مكالمات تهديد من مجهولين.

"يقولون إننا نتلقى مكالمات، ويسألون عما إذا كان والدهم وأمهم قد عادا إلى المنزل".

"عندما سمعنا عن هذه المكالمات الهاتفية، بقينا هنا بسبب الخوف. كنت أقول إنني الآن فقدت عيني فقط ويمكنني المشي، لكن إذا عدت، فإنهم سيقطعون ساقي".

الناشط نزار أحمد شيرزاي لديه مخاوف بشأن أكثر من 30 ألف لاجئ وطالب لجوء أفغاني في الهند.

وهو يدعو لتقديم مزيد من المساعدة من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتحسين ظروفهم المعيشية.

وقال إن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة لا تهتم باللاجئين الأفغان في الهند.

"الطريقة الوحيدة لنا لإيصال صوت هذه الأخت هي من خلال الإعلام".

من جهتها قالت نيكيتا وايت، الناشطة في منظمة العفو الدولية في أستراليا، إن منظمتها "قلقة من أن أفغانستان تنجرف نحو واقع يهدد بالقضاء على أكثر من عشرين عاماً من التقدم الذي أحرزته النساء والفتيات".

ودعت الحكومة الأسترالية للإسراع بإصدار تأشيرات الحماية لجميع المدنيين الأفغان الذين عملوا مع القوات الأسترالية.

وأضافت: "هؤلاء الموظفون الذين عرضوا حياتهم للخطر لدعم الرجال والنساء الأستراليين، يخشون الآن انتقام طالبان ويواجهون تهديدات كبيرة لسلامتهم".


شارك
نشر في: 13/08/2021 4:01pm
تقديم: Nassif Khoury