قالت أسرة الناشطة السعودية لجين الهذلول إنها ستمثل أمام محكمة مختصة بقضايا الإرهاب يوم الأربعاء القادم في العاصمة السعودية الرياض. الهذلول التي عُرفت بمشاركتها في حملة رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، اعتُقلت قبل شهر واحد من رفع الحظر مع عدد من الناشطات السعوديات.
وقال وليد الهذلول، شقيق لجين الذي يعيش في مدينة تورنتو الكندية، إن أسرتها لا تعرف حتى الآن التهم الموجهة لشقيقته "لا نعرف، تواصلنا مع السلطات السعودية وأرسلنا رسائل وبرقيات ولكن دون رد."
وأضاف الهذلول "نحن مثل الآخرين لا نعرف أسباب اعتقالها."
ورغم تحديد موعد المحاكمة خلال يومين في الثامنة صباحا بتوقيت الرياض إلا أن شقيقها ما زال لا يعرف تفاصيل المحاكمة "لم يعطوها لائحة الاتهام، ولا نعرف التهم الموجهة إليها، وحتى لا يُسمح لنا أن يكون لدينا محام."
الهذلول البالغة من العمر 29 عاما هي واحدة من 9 ناشطات على الأقل محتجزات حاليا في المملكة. ونشرت النيابة العامة السعودية بيانا مطلع الشهر الجاري، قالت فيه إنها أنهت التحقيقات مع عدد من المتهمين، وإنها بصدد إحالتهم إلى المحكمة.

Six of the women's rights activists currently imprisoned in Saudi Arabia. Source: Supplied
وقال البيان إن التهم الموجهة إليهم هي القيام "بنشاط منسق وعمل منظم للنيل من أمن واستقرار المملكة وسلمها الاجتماعي والمساس باللحمة الوطنية." وقال بيان النيابة إن "الموقوفين جميعا على ذمة القضية يتمتعون بكافة حقوقهم."
ورغم أن البيان لم يشر إلى أسماء المتهمين في القضية إلا أنه يُعتقد أن قضية لجين الهذلول هي المقصودة بهذا البيان.
وعرفت الأسرة عن تحديد موعد المحاكمة من خلال مكالمة هاتفية مع لجين من مقر اعتقالها في سجن الحاير في الرياض، كما قال وليد "نتواصل معها كل أسبوع من خلال مكالمة هاتفية واحدة."
وأعرب وليد عن قلقه على سلامة أخته، والتي ظهرت تقارير بتعرضها للتعذيب خلال فترة اعتقالها. وقال وليد إنها في أول أربعة أشهر لم تتصل بهم إلا مرتين أو ثلاثة.
ونقلت السلطات السعودية لجين بين عدد من مراكز الاحتجاز لكنها تعرضت للتعذيب بعد أيام من اعتقالها في مكان لا يبعد عن سجن ذهبان في جدة أكثر من عشر دقائق كما يقول وليد "نُقلت من السجن إلى فندق أو قصر حيث تعرضت للتعذيب في لمدة ستة أسابيع." وقضت لجين بعدها 3 أشهر في الحبس الانفرادي، قبل أن تعود للسجن الجماعي ومنه إلى سجن الحاير في الرياض في ديسمبر كانون الأول الماضي.
ونشرت علياء الهذلول شقيقة لجين مقالا في نيويورك تايمز قالت فيها إن لجين تعرضت للضرب والإيهام بالغرف والصعق بالكهرباء، كما تعرضت للتحرش الجنسي والتهديد بالقتل والاغتصاب.
وقال وليد إنه وأخته لم ينشرا كل تفاصيل ما تعرضت له لجين حيث أن الأمر "يحتاج إلى كتاب كامل لسرد كل التفاصيل البشعة."
ووجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادا لاذعا يوم الجمعة الماضي، للسلطات السعودية بسبب ممارساتها ضد الناشطات المدافعات عن حقوق المرأة. وطالب ماكرون بالإفراج عن الهذلول.

Saudi Arabia's crown prince Mohammad bin Salman. Source: AAP
وتسبب اعتقال الهذلول وناشطات آخريات انتقادات دولية واسعة للمملكة، خاصة في أعقاب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في أسطنبول في أكتوبر تشرين الأول الماضي.
ومن غير المعروف إن كان باقي النشطاء المعتقلين سيمثلون أمام المحكمة مع الهذلول أم لا. وقال شقيها وليد إنها ليست المرة الأولى التي تواجه فيها لجين محكمة الإرهاب "في عام 2014 تم تحويل لجين إلى محكمة الإرهاب أيضا، وفجأة أُسقطت التهم بحقها في منتصف المحاكمة، فهذا ليس أمرا جديدا."