أعلنت رئيسة وزراء فنلندا الجديدة، سانا مارين، الشهر الماضي أنها في صدد تقديم اقتراح لتغيير ساعات العمل يقضي بتخفيضها إلى ست ساعات يومياً لأربعة أيام في الأسبوع فقط. واعتبرت مارين أن هذا الأمر سيزيد من إنتاجية الموظفين ويسمح لهم بقضاء المزيد من الوقت مع عائلاتهم.
وأجرت السويد في العام 2015 تجربة العمل لست ساعات يومياً وأظهرت نتائج تلك التجربة زيادة في الإنتاجية لدى الموظفين بشكل عام.
حتى أن شركة "مايكرو سوفت اليابان" قد قامت بتجربة العمل لأربعة أيام الأسبوع خلال آب/ أغسطس الماضي تبيّن من خلالها زيادة فعالية الإنتاج بنحو 40 في المائة لدى الموظفين.
غير أن مجموعة من الشركات الأسترالية رفضت أن تحذو أستراليا حذو فنلندا وتسعى إلى تخفيض عدد ساعات الدوام الكامل للموظفين والذي يبلغ 38 ساعة.

Prabhdeep Bhalla works in the insurance sector in Melbourne. Source: SBS
وبحسب صحيفة Sydney Morning Herald تعتبر الشركات أن وضع الدول الاسكندنافية والأوروبية إن من حيث نسبة البطالة أو من النمو الإقتصادي يختلف عن ظروف العمل في أستراليا.
وقال الرئيس التنفيذي لجمعية الصناعيين الأستراليين Innes Willox إن فكرة أن يعمل الموظفون بدوام جزئي مقابل راتب كامل هو أمر مضر للوظائف والاستثمار والانتاجية.
وفيما يرحب أغلبية الموظفين والعاملين بهذا الإقتراح يتحفظ أصحاب المصالح والشركات على موضوع الانتاجية وفعالية العمل خاصة اولئك الذين يملكون مصالحا تتطلب ساعات من اليد تالعاملة ومعاملات البيع والشراء حيث يمكن ان لا تكفي العائدات لتغطية أجور العاملين.
اقرأ المزيد

من سيعتني بطفلك عندما تبدأ العمل؟
توجه ميكروفون اس بي اس عربي 24 الى الشارع، في منطقة سيدني الغربية، ليستطلع آراء عينة من أبناء الجالية العربية، واختلفت الآراء بين مؤيد ومرحب من جهة ومعارض وغير مصدق من جهة أخرى. و لكن الآراء أجمعت على كون الاقتراح ايجابي ما دام المدخول أو الراتب يبقى على حاله.
ورأى أبناء الجالية الذين التقيناهم أن ثلاثة أيام من العطلة في الأسبوع تتيح للشخص فرصة قضاء أوقات نوعية أكثر مع عائلته وأولاده والأقرباء وزيارة الأصدقاء وان ست ساعات من العمل بدلا من ثمان في اليوم تتيح فرصة تعلم الفنون وممارسة الرياضة وكل ما يهويه المرء وتنمية مواهبه وما يستحسن فعله، مثل الذهاب الى الشاطىء وزيارة المسنين وغيرها.هذا ما لا يتثنى للأشخاص الذين يقضون معظم ساعات النهار في العمل ويعودون منهمكين بلا حيل ولا قوة الى منازلهم ولا يمكنهم حتى الالتفات الى حاجات الشريك أو أبنائهم أو بيوتهم، وبالتالي وبحسب راي أبناء الجالية العربية الذين التقيناهم، سيمكن هذا المشروع الموظفين والعاملين بدوام كامل من عيش حياتهم بالفعل وتعزيز العلاقات الانسانية والعائلية.
وقال أحد المستطلعين أن المشروع المقترح قد ينطبق على دولة معينة دون سواها، فربما النظام في فنلندا يدعم الإقتراح بان تكون أيام العمل أربعة بدلا من خمسة ولكن أستراليا مختلفة بنظامها وأسعارها ومدخول الموظفين ورواتبهم.

Family having fun Source: Getty Images
والملفت للنظر ان بعضا من أبناء الجالية مزجوا بين الجدية والمزح ، فقالت احدى السيدات ان هذا اللإقتراح مفيد للسيدات وليس للرجال، وهو يناسب ريات البيت أكثر دون أزواجهن الذين قد يسيؤا التصرف عقب بقائهم في البيت لأيام أكثر من الأسبوع، والغريب أن أحد أصحاب المصالح الصغرى وافق هذا الرأي حين قال ضاحكا " القعدة بالبيت بتعملنا مشاكل".
وصادف ان التقى الميكروفون أيضا سيدة لا تعمل، بل تتلقى مساعدات اجتماعية من مركز الرعاية الاجتماعية وبحسب رأيها لا يجب ان يتم تخفيض ساعات العمل الى ست أو أيام العمل الى أربعة.
اقرأ المزيد

المراحل العملية لشراء منزلك في استراليا
وقال آخر وهو مهاجر منذ سبع سنوات، "أين العمل، لا خمسة ولا أربعة أيام، فتشت كثيرا ولا يمكنني ايجاد عمل"
أما عن تداعيات هذا المشروع على الحالة المادية للشخص فتعارضت الآراء بين من قال انها ستكون سلبية لأن الناس سوف يكون لديم المزيد من الوقت للتبضع وشراء الحاجات الغير ضرورية وبالتالي لن يتمكنوا من ادخار اي مال ومن قال العكس بحيث ان الوقت الكافي يتيح للأشخاص التسوق بتأني ومقارنة الأسعار والبحث عن العروضات والخصومات المتاحة في المحال التجارية. وتساءلت احدى السيدات " الموظفين سيفرحون ولا شك ولكن ماذا عنم أصحاب العمل، هل سيوافقون يا ترى، لا أدري كيف سيكون موقفهم أو ردة فعلهم على هذا".
هذا وقد أجمعت شريحة كبيرة من الأصوات على ان العمل لساعات أقل ولأربعة أيام بدلا من خمسة في الأسبوع سيكون أفضل لصحتهم النفسية والجسدية وسوف تزيد انتاجيتهم وفعاليتهم في العمل، وسيؤدي قسط الراحة الإضافي الى انتاج أفضل وازدهار أكبر على جميع الأصعدة.

Source: You Belong