"معظم الرجال يبحثون عن زوجة ثانية": هل تسهّل المواعدة الإلكترونية زواج الأستراليين العرب؟

Digital Romance

Man's hand coming from digital tablet handing woman's hand a red rose Credit: PM Images/Getty Images

وفقاً لبعض الآراء هناك تفضيل بين الأستراليين العرب - ولا سيما المهاجرين من الجيل الأول - للزواج من داخل مجتمعاتهم الصغيرة. لكن توفر الشركاء المحتملين الذين يستوفون معايير معينة يمكن أن يمثل تحدياً.


النقاط الرئيسية:
  • هناك تفضيل بين الأستراليين العرب - ولا سيما المهاجرين من الجيل الأول - للزواج من داخل مجتمعاتهم الصغيرة
  • يمكن للوصمة الاجتماعية أن تثني بعض الناس عن البحث عن شركاء مناسبين في الحياة الواقعية ناهيك عن الإعلان عن ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي
  • يمكن للاختلافات في العمر أو الخلفية العرقية أو الدين أو الطائفة أن تشكل تحديات خطيرة لزواج محتمل
"الكثير من الرجال الذين قابلتهم كانوا مهتمين بالعلاقات الخاطفة أكثر من اهتمامهم بالزواج والالتزام."

هكذا تشرح مها* البالغة من العمر 33 عاماً تجربتها في البحث عن شريك حياة كمهاجرة عربية في أستراليا. هاجرت مها مع زوجها السابق منذ خمس سنوات ولكن دبت الخلافات بينهما وقررا الطلاق منذ عامين.

تضيف مها: "كان بعض الرجال الذين قابلتهم متزوجين ويبحثون عن زوجة ثانية".

كأم عاملة لطفل يبلغ من العمر عشر سنوات ومرشحة لنيل درجة الدكتوراه، تشرح مها كيف كانت مشغولة في البداية وغير مهتمة بالدخول في تجربة زواج جديدة. لكنها مع الوقت بدأت تشعر بالوحدة مما دفعها لاستكشاف فرص الزواج المتاحة.

إلا أن البحث عن شريك حياة جديد مناسب لم يكن بالسهولة التي تخيلتها في البداية.

"كانت المشكلة الرئيسية التي واجهتها هي عدم الالتزام. لم يرغب معظم الرجال في الزواج رسمياً. كانوا جميعاً يفضلون مراسم إسلامية غير رسمية".

في التعداد الرسمي الذي أجري عام 2001 قال حوالي 210 ألف شخص في أستراليا أنهم يتحدثون اللغة العربية في المنزل. وتشير الإحصاءات إلى أن ما يقرب من 90% من الأستراليين من أصول شرق أوسطية تقل أعمارهم عن 35 عاماً مما يجعل مواضيع العلاقات العاطفية والزواج من القضايا الملحة للجالية العربية.
وفقاً لبعض الآراء هناك تفضيل بين الأستراليين العرب - ولا سيما المهاجرين من الجيل الأول - للزواج من داخل مجتمعاتهم الصغيرة. لكن توفر الشركاء المحتملين الذين يستوفون معايير معينة يمكن أن يمثل تحدياً.

تعتقد مها أن التكنولوجيا تسهل مقابلة شركاء حياة محتملين قد يكونون يعيشون في ولايات مختلفة لكنها تقول إن الوسائل الحديثة لا تخلو من التحديات.

"في بعض الأحيان لا يكون الناس صادقين بشأن وضعهم وما إذا كانوا في علاقة بالفعل أم لا."

أحمد* - مهاجر مصري يبلغ من العمر 50 عاماً ويعمل مدرساً في معهد تدريب مهني – لديه بعض القلق أيضاً من دور التكنولوجيا في الزواج ويقول إن عدم وجود شبكات ممتدة من العائلة والأصدقاء يزيد من تعقيد مهمة صعبة بالفعل للمهاجرين العرب في أستراليا.

"في بلداننا الأصلية تلعب العائلات دوراً كبيراً في تقديم الشركاء المحتملين لبعضهم البعض وفي ضمان أن الرجال لا يسعون فقط للمغازلة. وتعوّض التكنولوجيا عدم وجود فرص للتفاعل المناسب بين الرجال والنساء داخل الجالية العربية ولكن من الصعب معرفة النوايا الحقيقية للناس".

لا تزال مها تبحث عن زوج مناسب بشكل رئيسي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لكنها تقول إنها سعيدة بالبقاء عازبة إذا لم تجد الشريك المناسب.

البعض أفضل حظا

عندما دخلت هدى* البالغة من العمر 33 عاماً أستراليا بتأشيرة "امرأة في خطر" (204) لم تكن متأكدة كيف ستكون الحياة بالنسبة لها كأرملة لديها طفل.

غيّر الانتقال من مخيم للاجئين في سوريا إلى أستراليا حياتها إلى الأفضل لكنها كانت لا تزال تشعر بالوحدة في وطنها الجديد مما حثها على البحث عن زوج مناسب.

عثرت هدى على رابط مجموعة وساطة الزواج للأستراليين العرب على Facebook بمحض الصدفة.

"كان شاغلي الرئيسي عندما حاولت العثور على زوج عن طريق المجموعة هو أن الرجال ربما يبحثون عن المغازلة بدلاً من الزواج."

كانت هدى محظوظة لأن قصتها كانت واحدة من قصص ليست كثيرة تنتهي بنهاية سعيدة.

"أوصلني مسؤولو المجموعة بشاب لبناني كان يكبرني بأربع سنوات. كونه مطلقاً ولديه ثلاثة أطفال لم يؤثر على قراري لأن لدي طفلاً".

الزواج موضوع حساس في أي سياق عربي والموضوع محاط بالقوالب النمطية والمحظورات.

يمكن للوصمة الاجتماعية أن تثني بعض الناس عن البحث عن شركاء مناسبين في الحياة الواقعية ناهيك عن الإعلان عن ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي.
Smart phone love connection
Young man and woman's hands holding smart phones with hearts floating over Credit: PM Images/Getty Images
على عكس هدى كانت نهى* في وضع أكثر تميزاً حيث وصلت إلى أستراليا على تأشيرة طالب لإكمال درجة الماجستير. لكنها شعرت بعدم الثقة مثل هدى بشأن العثور على شريك حياة مناسب بسبب الموروثات الثقافية حول سن الزواج المناسب للمرأة.

بصفتها امرأة عربية في منتصف الثلاثينيات من عمرها ولم تتزوج من قبل، لم تكن نهى متأكدة من أين تبدأ أو ماذا تفعل. في ذلك الوقت تدخلت لبنى* صديقتها التي تعيش في الخارج.

تشرح لبنى كيف أنشأت ملفاً شخصياً لصديقتها على المجموعة وبدأت في البحث عن شركاء محتملين بالنيابة عنها.

"لم أكن أريدها أن تكون بمفردها في أستراليا وهي كانت خجولة جداً في ما يتعلق بالبحث عن زوج بسبب الموروثات الثقافية. من المتوقع دائماً أن يأخذ الرجل الخطوة الأولى".

أتت جهود لبنى ثمارها في النهاية وتمكنت من إقناع صديقتها بمقابلة عدد من الرجال الذين كان لهم ملفات شخصية على المجموعة.

"المحاولات الثلاث الأولى كانت مخيّبة للآمال. لكن المرة الأخيرة كانت ناجحة. لقد تفاهما بسرعة كبيرة وتزوجا منذ أكثر من شهر بقليل".

لكن نهى لم تخبر عائلتها قط أنها قابلت زوجها من خلال مجموعة وساطة الزواج على Facebook.

"العنصرية" داخل الجالية العربية

يمكن للاختلافات في العمر أو الخلفية العرقية أو الدين أو الطائفة أن تشكل تحديات خطيرة لزواج محتمل.

ندى* - إحدى المسؤولات عن مجموعة Facebook التي التقت هدى من خلالها زوجها الحالي - تقول إن هناك درجة عالية من "العنصرية" داخل الجالية العربية.

وتضيف: "الكثير من الآباء لا يسمحون لأبنائهم بالزواج من شركاء من جنسيات مختلفة" موضحة كيف أن مجموعات معينة مثل المصريين لا يُنظر إليها بشكل إيجابي من قبل الجنسيات العربية الأخرى بسبب ما يعتبرونه "عادات وتقاليد مختلفة".
ندى التي تدير مجموعة تقدم خدماتها للمسلمين، وخاصة السنّة منهم، تشرح كيف اتجه بعض الأستراليين الناطقين بالعربية إلى التفكير في الزواج من خارج الجالية بسبب المعوقات التي يواجهونها.

"يسألنا الناس عما إذا كنا نعرف أشخاصاً من جنسيات أخرى تحولوا إلى الإسلام ويبحثون عن شركاء محتملين".

تقول مها إن التجارب التي مرت بها غيّرت وجهات نظرها حول التوافق الزواجي.

"في البداية كنت مصرة على الزواج من مصري. لكنني الآن منفتحة على مقابلة أشخاص من جنسيات أخرى. أيضاً أمور مثل الوظيفة أو المستوى التعليمي لم تعد بذات الأهمية التي كانت عندي من قبل."

كيف يتزوج الجيل الثاني من المهاجرين؟

بينما يستخدم الجيل الأول من المهاجرين العرب الأدوات الحديثة للبحث عن المعايير التقليدية لشركاء الحياة، فإن عيون الأجيال الشابة تنظر إلى ما وراء حدود الجالية المتنامية.

يجد أبناء الجيل الثاني من المهاجرين أنفسهم عالقين بين محافظة آبائهم وليبرالية المجتمع الأوسع مما يجعلهم يتحملون عبئاً أثقل من أقرانهم.

عندما جاء ابن أحمد البالغ من العمر 22 عاماً إليه معلنا حبه لزميلته في الجامعة وجد نفسه وجهاً لوجه مع معضلة.

"كان أمامي خياران: إما السماح له أن يدخل في علاقة معها بلا زواج أو تشجيعه على الزواج منها."

في بعض الحالات يوفر الزواج الديني فقط ثغرة للممارسات غير القانونية مثل تعدد الزوجات أو غطاء للرغبة في تجنب التزام طويل الأجل. لكن في هذه الحالة اعتبره أحمد – وهو والد لثلاثة أطفال - بمثابة حل وسط مقبول بين القيم التي لا يزال يحملها اليوم وأسلوب الحياة الحديث الذي يريد ابنه أن يحياه.

"تزوج ابني في حفل إسلامي وسوف يقوم هو وزوجته بالانتهاء من الإجراءات الرسمية لاحقاً".

لكن العدد المحدود لشركاء الحياة المحتملين داخل الجالية العربية لا يزال مصدر قلق لدى أحمد.

"حقيقة أن ابني تزوج من امرأة من خارج الجالية يعني أن امرأة من داخل الجالية لن تجد زوجاً."

*تم تغيير أسماء الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات بناءً على رغبتهم في الحفاظ على الخصوصية.

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على

شارك