انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من "النظريات" المشككة في لقاح فيروس كورونا، وربما يعتبرها البعض امتداداً طبيعياً لخطاب الحركات المناهضدة للقاحات Anti-Vaxx بشكلٍ عام والمنتشرة في أمريكا والعديد من دول العالم.
لتسليط الضوء على بعض هذه النظريات ومدى صحتها، تحدثت الأس بي أس عربي24 مع الدكتورة تغريد استيفانالأستاذة المساعد والباحثة في علم الميكروبات في جامعة RMIT في ملبورن.
وتقول الدكتورة استيفان إن التركيب الجيني للشخص والطبيعة المحيطة به مثل نظامه الغذائي، هما العاملان الرئيسيان لإصابة أي شخص بأمراض، ولا يمكن أن يكون لقاح عاملاً في ذلك.
ومن أبرز النظريات المنتشرة والتي تم تداولها عن طريق تطبيق واستآب الشهير، أن اللقاح به رقاقات الكترونية Microchip للتجسس على البشر والتحكم في وظائف الجسد.
تقول الدكتورة استيفان إن تلك النظرية غير منطقية لأسبابٍ عدة أقلها أي سببٍ طبي.
حتى إذا افترضنا أن الرغبة في تتبع حركة البشر موجودة، فلا داعي لوضع رقاقات تكلف الملايين بلقاح الفيروس. أغلب البشر يستخدمون أجهزة الهواتف الذكية وبها رقاقات تتتبع كافة النشاطات من الحركة الجغرافية واستخدام الانترنت وغيرها
كما علقت الدكتورة على ادعاءٍ آخر وهو أن رفض المدير التنفيذي لشركة فايزر المصنعة للقاح كورونا، يشكلُ دليلاً على أن اللقاح يسببُ ضررٍ ما.
لا أعتقد أن من الممكن أن يتفوه مدير الشركة بأس شىء قد يضر بمنتجه. لا يمكن أن يحتفظ بوظيفته بعد ذلك والسبب الذي ذكره المدير التنفيذي أوقع
حيث قال المدير التنفيذي للشركة في لقاءٍ متلفز على احدى القنواتِ الأمريكية إنه يرفض أخذ اللقاح لكي يعطي الأولوية لمن للملايين المحتاجين له حول العالم.
حتى الاتحاد الاوروبي منع تصدير اللقاح خارج الدول الأعضاء حتى تكتفي من الجرعات اللازمة لشعوبها، بسبب شح الجرعات وزيادة الطلب
كما سلطت الدكتورة الضوء علىى النظرية التي تدّعي أن اللقاح يستخدم مادة الـRNA للتعديل الجيني وتفعيل الجينات الوراثية لدى الأشخاص الملقحين.
"لا يمكن ادخال الـRNA بالشفرة الوراثية للـDNA "الحمض النووي" وهو مجرد مراسل، يقوم بنقل المواد الوراثية داخل الخلايا البشرية"
ومع هذا شرحت الدكتورة استيفان أن تقنية الـRNA مستخدمة في لقاح واحد فقط وبعض اللقاحات الأخرى تستخدم تقنيات مختلفة تماماً كما في لقاح الانفلونزا الموسمية.
أما ادعاء أن أكل الجرير يعوض عن الحاجة للقاح لأن الجرجير ذا خصائص قلوية تعمل ضد حمضية الفيروس، فرفضته الدكتورة شكلاً وموضوعاً.
الجرجير رخيص جداً ومستخدم كثيراً في العالم العربي ومع ذلك دولنا بها أعداد كبيرة من الاصابات والوفيات بسبب فيروس كورونا. لماذا لم يحصن آكلي الجرجير من الفيروس إذاً؟
"إلى الآن لم يثبت أن هناك أي أعشاب من الممكن أن تقتل الفيروس. الفيروس لا يدخل المعدة وبالقام الأول يلتصق بخلايا الأنف والخلايا المبطنة للجهاز التنفسي"
للمزيد يرجى الاستماع للملف الصوتي أعلاه.
