النقاط الرئيسية
- الأمم المتحدة تتهم أستراليا بخرق التزاماتها الدولية
- وفد أممي يقطع زيارته لأستراليا بعد منعه من الكشف على عدة سجون
- حقوقيون يقولون إن تصرف السلطات الأسترالية يلطخ سمعة أستراليا دوليا
وصل ممثلون من الأمم المتحدة إلى أستراليا في وقت سابق من هذا الشهر لتفقد أماكن الاحتجاز المختلفة، لكنهم مُنعوا من دخول سجون متعددة في ولاية نيو ساوث ويلز ، مما أدى إلى قطع زيارة وفد الأمم المتحدة. وقد انتقد الوفد ما قامت به السلطات معتبرا أن استراليا خرقت التزاماتها الدولية.
وكانت الأمم المتحدة خططت لزيارة إلى أستراليا تستمر 12 يوما من أجل مراقبة أماكن الاحتجاز.
وكانت إحدى وتسعون دولة قد وقعت على وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة والمعروف ب OPCAT، ومنها أستراليا. وهذا البروتوكول يهدف إلى حماية حقوق الأشخاص الموجودين في الحجز.
عندما تمنع السلطات هذه الزيارات فهذا يعني إنها تخبئ شيئا
المحامي الأستاذ ريك متري استنكر ما حصل وقال إن هذا الحدث هو "جرصة" لأستراليا والقوانين الأسترالية.
وأضاف: "إن أستراليا وقعت على بروتوكول اتفاقية مناهضة التعذيب في عام 2017، وعندما تمنع السلطات هذه الزيارات فهذا يعني إنها تخبئ شيئا لا تريد أن يعرفه العالم".
ولفت الأستاذ متري إلى أن اللجنة الخاصة بالكشف على ظروف السجون لم تقطع زيارتها في السابق إلا لثلاث بلدان وهي اذربيجان وروندا وأوكرانيا.
واشار إلى وجود ممارسات ومعاملة غير إنسانية في السجون والمعتقلات الأسترالية مثل "الحبس الانفرادي لفترة طويلة، ورمي اشياء وسخة على السجناء، وهناك ممارسات تعتبر ضغطا نفسيا حتى لو لم تتسبب بأذى جسدي، وهذا يؤدي أحيانا إلى أن يفقد السجين عقله، وهناك من يحاول قتل نفسه".
ما حصل يدعو للأسف وإن أستراليا كان لديها خمس سنوات للقيام بما يتطلبه البروتوكول
وقال منسق فرع البروتوكول في أستراليا السيد ستيفن كورانا، والذي عمل مفتشا على السجون سابقا إن ما حصل يدعو للأسف وإن أستراليا كان لديها خمس سنوات للقيام بما يتطلبه البروتوكول، وللتحضير لهذه الزيارة التي كانت تعرف عنها مسبقا، لكن بعض الولايات والمقاطعات لم تتخذ الخطوات الضرورية للامتثال لتلك الزيارات.
وقد أكدت خدمات الإصلاح في نيو ساوث ويلز منع الوفد من زيارة سجنين، قائلة إنه لم يحصل على موافقة مسبقة.
الأمم المتحدة تتهم استراليا بخرق التزاماتها الدولية
وكان الوفد قد منع من زيارة سجن في كوينزلاند وهو سجن Queanbeyan Court Cells الأسبوع الماضي. وقالت الأمم المتحدة في بيان:
"إن ذلك يعتبر خرقا واضحا من قبل أستراليا لالتزاماتها بموجب البروتوكول الاختياري. من المقلق أنه بعد أربع سنوات من تصديقها على البروتوكول الاختياري ، يبدو أن أستراليا لم تفعل شيئًا يذكر لضمان التنفيذ المتسق لالتزامات البروتوكول الاختياري في جميع أنحاء البلاد".
ويقول المعالج النفسي خورخي أروشي، وهو المدير التنفيذي لمركز للعلاج والتأهيل النفسي للناجين من التعذيب، إن هذه الزيارات من المفترض أن تكون مفاجئة لترسم صورة حقيقية عما يحدث في أماكن الاحتجاز.
وذكر السيد خورخي أروشي أن ذلك ضروريا خاصة في بلدان معروفة بممارستها للتعذيب، حيث أن السلطات إذا ما عرفت بما ينوي ممثلو الأمم المتحدة القيام به وأية منشآت سوف يزورون فسوف تقوم بتجميل الوضع والسماح لهم بزيارة منشآت معينة لا أثر لممارسات قاسية فيها.
سلطات نيو ساوث ويلز وكوينزلاند تدافع عن قرارها بمنع الوفد من دخول بعض السجون
من جهته رفض رئيس حكومة نيو ساوث ويلز دومينك بروتيه الانتقادات التي وجهت لولايته أو لأستراليا بأنها خرقت التزاماتها.
وفي ردها على سؤال وجهته اس بي اس لخدمات الإصلاح في كوينزلاند، جاءنا الرد التالي: "سُمح للمندوبين بدخول غير مقيد إلى مركز إصلاحي في بريزبين لبضع ساعات حيث أتيحت لهم فرصة مقابلة الموظفين والسجناء".
ويقول السيد خورخي أروشي، إن هذه الأزمة الأخيرة تعطي صورة سيئة عن استراليا.
من جهته قال السيد أرشر هيرش من المجلس الأسترالي للاجئين إنه كان على أستراليا الترحيب بزيارة وفد الأمم المتحدة، و"يجب علينا أن نكون قدوة حسنة كأعضاء في المجتمع الدولي، وأن ليس لدينا ما نخبئه".
وذكر السيد هيرش، أنه يوجد في أستراليا حوالي 742 شخصا منهم لاجئون في مراكز الاعتقال التابعة لوزارة الهجرة، وهذا يفوق بقية العالم. وإن ما كانت ستفعله هذه الزيارة هو إلقاء الضوء على بعض هذه الظروف المروعة في مراكز الاحتجاز وأماكن الاحتجاز الأخرى في جميع أنحاء أستراليا. على حد تعبيره.
وفي بيان له، انتقد المدعي العام الفدرالي مارك درايفوس ولاية نيو ساوث ويلز بسبب رفضها السماح لمفتشي مناهضة التعذيب بالدخول إلى بعض المراكز، وقال إن أستراليا ملتزمة بدعم حقوق الإنسان ، وأن الحكومة ستثير هذه الأمور مع الولايات والأقاليم.
استمعوا إلى التقرير المفصل واللقاء مع الاستاذ ربك متري في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق Radio SBS المتاح مجاناً على و