الجالية العراقية في سيدني تصاب بفاجعتين في أقل من أسبوعين: تعددت البحيرات والغرق واحد

Two Iraqis drown in Sydney lakes two weeks apart

Two Iraqis drown in Sydney lakes two weeks apart Source: Daily Telegraph

مع حلول فصل الصيف في أستراليا تكثر حالات الغرق المأساوية، وهذا الشهر كان نصيب الجالية العراقية من تلك الحوادث مفجعاً.


يوم الإثنين الفائت، اصطحب فهيم وكيلي عائلته لقضاء يوم ممتع على ضفاف بحيرة في جنوب سيدني، لكن لم يخطر له أن تلك ستكون نزهته الأخيرة.


النقاط الرئيسية

  • فجعت الجالية العراقية في سيدني بحادثتي غرق في أقل من أسبوعين
  • قضى الشاب فهيم وكيلي غرقاً وهو يحاول إحضار كرة لابنه وقعت في مياه البحيرة
  • أنور لطيف لاجئ عراقي لم يتجاوز 14 عاماً سقط في البحيرة عندما كان يتجول مع صديقيه على صخورها

كان ابنه يلعب بالكرة حين تدحرجت لتسقط في مياه البحيرة. بحيرة بدت في الظاهر آمنة، لكن في أعماقها كان العد التنازلي قد بدأ.

لم يشعر الأب الحنون بأي تردد، والخطر لم يراوده للحظة.

هو لا يجيد السباحة، لكن مشاعر الأبوة غلبته. قفز في الماء باتجاه الكرة ... وكانت صافرة النهاية.

غرق فهيم وكيلي في بحيرة ماونت أنان جنوب سيدني أمام أعين زوجته وطفليه.

كانت الساعة الخامسة مساءً. حاول الكثيرون ممن كانوا قرب البحيرة إنقاذه لكنه توارى في الأعماق.
تم استدعاء غواصين من الشرطة إلى البحيرة، بعد أن فشلت عمليات البحث في العثور عليه.

قال شاهد عيان: "قفزت وراءه، لكن بعد فوات الأوان، لم أستطع فعل أي شيء".

بعد ثلاث ساعات من البحث المستمر، عثر غواصو شرطة نيو ساوث ويلز على جثة الرجل الذي لم يتجاوز 38 عاماً.

مضى فهيم وكيلي تاركاً بحيرة من الدموع وبحراً من الأحزان في قلوب عائلته وأصدقائه.

لكن المأساة الأكبر هي أن هذه الحادثة وغيرها الكثير كان بالإمكان تفاديها.

أس بي أس عربي24 تحدثت مع الدكتور باسم الأنصاري، الصديق المقرب من الأب الغريق، والناشط في أوساط الجالية العراقية.

"هذه الحادثة فاجعة آلمت الجالية، وهي تذكير لنا بأن مثل هذه المآسي تحدث في لحظة عابرة دون أي توقع مسبق منا".

"أعرف فهيم منذ 12 سنة وهو إنسان هادئ وطيب جداً. زوجته وأطفاله محور حياته وما حدث له مؤلم للغاية خاصة أنه في مقتبل العمر".

استخفاف الناس بمخاطر البحيرات حتى الصغيرة منها هو جوهر المشكلة، ومن هنا يبدأ الحل.
يقول الأنصاري: "هناك ثلاثة مشاكل لا تنحصر بالجالية العراقية فقط بل تشمل الجاليات المهاجرة بشكل عام".

"أولها أننا نعتقد أن أفضل طريقة لتجنب الحوادث هي الابتعاد عن الماء، لكن في بلد محاط بالمياه مثل أستراليا هذا ليس سوى تجاهل للمشكلة".

"المسألة الثانية هي أن الكثير من أبناء الجالية لا يتعلمون السباحة ولا يعتبرونها من الأولويات بالنسبة لأولادهم مما يؤدي لوقوع مثل هذه الحوادث".

أضاف الأنصاري: "أما المشكلة الثالثة فهي عدم تقدير المخاطر بشكل صحيح. إذا كانت البحيرة صغيرة مثلاً، فهذا لا يعني أنها ليست عميقة".

وأوضح أن التغيرات المناخية مثل هطول الأمطار بشكل كبير يؤثر على التيارات المائية ومستويات المياه في البحيرات والأنهار مما يضاعف المخاطر، مشدداً على أهمية تعليم الكبار والصغار أصول السباحة وكيفية التعامل مع المياه.
مأساة غرق فهيم وكيلي سبقتها بأسبوعين تقريباً فاجعة غرق أخرى على بحيرة في جنوب غرب سيدني راح ضحيتها لاجئ عراقي جاء إلى أستراليا وهو في السادسة لتنتهي رحلته بمأساة وهو في عمر الورود.

على ضفاف بحيرة شيبينغ نورتون، كان أنور لطيف الذي لم يتجاوز 14 عاماً، يتجول مع صديقيه على صخور البحيرة.

وفجأة انزلقت قدماه وسقط في الماء.

مثل العديد من أبناء المهاجرين، أنور أيضاً لم يكن يجيد السباحة.

قالت عائلته إنه كان يفتقر إلى الثقة في الماء، وهي مشكلة أكدوا أنها شائعة لدى الأطفال اللاجئين.

قال عم أنور بأسى: "لم يكن يعرف حقاً كيف يسبح. معظم الأطفال اللاجئين لا يعرفون السباحة عندما يأتون إلى هنا ولا يتعلمون".

الدكتور الأنصاري علّق على مأساة غرق أنور: "هذا الشاب بالفعل لم يكن يعرف السباحة ولم يكن قد تلقي أي دروس في السباحة. هل يجب أن يغرق شخص حتى نراجع أنفسنا".

"السباحة في أستراليا ليست مجرد رياضة أو هواية، إنها مهارة ضرورية لحياة الإنسان في هذه البلاد".

استمعوا للمقابلة كاملة مع الدكتور باسم الأنصاري في الرابط الصوتي في أعلى الصفحة.

شارك