توالت ردود الفعل في الولايات المتحدة وحول العالم على المناظرة الرئاسية الأولى التي تبارز فيها الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدين قبل حوالي شهر من الانتخابات المنتظرة. وركزت وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي على "الفوضى" والألفاظ الجارحة والشتائم التي تبادلها المرشحان خلال الجلسة التي أدارها مذيع فوكس نيوز كريس والاس.
المواضيع الساخنة التي طرحت على طاولة الحوار كانت كثيرة ومن أبرزها طريقة إدارة ترامب لأزمة كورونا والمرشحين المحافظين لشغل المنصب الشاغر في المحكمة العليا وعلاقة ترامب بروسيا وغيرها، ولكن امتناع الرئيس الأمريكي عن ادانة الجماعات التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض حازت على حيز واسع من الاهتمام لا سيما في هذه الفترة الحساسة في الولايات المتحدة حيث خرجت التظاهرات الحاشدة "بلاك لايفز ماتر" في معظم الولايات الأمريكية تنديداً بالـ "عنصرية".
واعتبر مراسل أس بي أس عربي24 في نيويورك محمد السطوحي هذه الجزئية "الأهم والأخطر في المناظرة برمتها" فالرئيس الأمريكي وقف في مناظرة تابعها عشرات الملايين من الأمريكيين ولم يدين أو يرفض بشكل صريح الجماعات التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض.
وأضاف السطوحي: "الكل يعلم تمامأ افكارها (منظمة براود بويز) ويعلم انها اشبه بالميليشيات التي يمكن ان ترتكب العنف. البعض يصنفها كمنظمة ارهابية."
وأشار السطوحي إلى ان القنوات التلفزيونية والصحف الأمريكية ركزت على هذا الموضوع، وحتى في أوساط الجمهوريين وداعي ترامب، كان هناك إقرار من كثيرين ان امتناع ترامب عن الإدانة يسيء له ولصورة الولايات المتحدة بشكل عام.
مجموعة من شباب "براود بويز" في مظاهرة في ولاية بورتلاند العام الماضي. Source: Getty Images North America
من هم جماعة Proud Boys؟
وفق الموقع الالكتروني الرسمي لهم، تفاخر هذه المجموعة بأعضائها – الرجال حصراً - المؤمنين بالشوفينية الغربية، وتفوق العرق الأوروبي. وذكر أيضاً على الموقع إصرار الجماعة على عدم الاعتذار عن "دورهم في إنشاء العالم الحديث".
وتساند الجماعة "حق التعبير عن الرأي" وتؤيد إغلاق الحدود في وجه المهاجرين وترى "حمل السلاح" أمراً ضرورياً لكنها في نفس الوقت تدعي أنها ليست مجموعة عنصرية تسعى لاضطهاد الآخر بناءً على العرق وانما تبني جملة مبادئها على "تفوق الغرب على الجميع."
تأسست هذه الحركة أو الجماعة في الولايات المتحدة في عام 2016 ولديها فروع وأعضاء في أستراليا وبريطانيا. وعلى الموقع الالكتروني الخاص بالفرع الأسترالي، علقت الحركة على المناظرة الرئاسية الأمريكية بالقول: "ترامب لم يصفنا بالمؤمنين بتفوق العرق الأبيض لأننا ببساطة لسنا كذلك."
ومن مبادئ الجماعة التي لا تقبل عضوية النساء "تكريم المرأة كربة منزل". وتنظم الجماعة التي تتخذ من اللونين الأسود والأصفر شعاراً لها، مظاهرات ومسيرات لنشر أفكارها خصوصاً بما بمناهضة وجود المهاجرين.
وزاد الجدل عندما لمحت الجماعة لترامب بأن "الرسالة وصلت" ولكن الرئيس الأمريكي قال انه لا يعلم شيء عن "براود بويز".
وجاء تصريح ترامب الأخير بعد تأكيد زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل على ادانته للعنصريين البيض "بكل الطرق الممكنة".
نائب الرئيس سابقاً والمرشح الديمقراطي في السباق الرئاسي جو بايدن Source: AP
هل خرج بايدن منتصراً؟
"اذا دخلت مباراة متأخراً بهدف عليك بالهجوم لتحقيق التعادل وبعد ذلك احراز اهداف أخرى" بهذه الكلمات اختصر السطوحي موقف الرئيس ترامب والذي كان متأخراً عن منافسه الديمقراطي في استطلاعات الرأي قبل المناظرة. ولكن مع ذلك لم يتوقع الأمريكيون أن تخرج المناظرة عن سياقها وتتحول إلى سلسلة لا متناهية من الهجوم الشخصي في مشهد يصلح لطلاب المدارس.
وأشار السطوحي إلى عدم إمكانية التحقق من أثر المناظرة على أصوات الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، ولكن استطلاعات الرأي بعد المناظرة تحدثت في أغلبها عن تفوق بايدن على ترامب: حتى المؤسسات الإعلامية التي تميل إلى الجمهوريين أشارت إلى تقدم بايدن وبفارق ثلثين إلى ثلث في استطلاع CBS على سبي المثال. علينا الانتظار لبضعة أيام لمعرفة الأثر الحقيقي."
استمعوا إلى المقابلة مع مراسل أس بي أس عربي24 في نيويورك محمد السطوحي في الملف الصوتي أعلاه.
