ما سر الرابط الوثيق بين الفلسطينيين والسكان الأصليين في أستراليا؟

Invasion Day 2017 @ Redfern the block

Invasion Day 2017 @ Redfern the block Source: Dalena pangna

الناشطون الفلسطينيون والمدافعون عن حقوق السكان الأصليين في أستراليا تربطهم علاقة متميزة حاضرة في أغلب الناشطات التي يعقدها أي من الجانبين


لو حضرت أي فعالية للتضامن مع السكان الأصليين في أستراليا، ستجد إشارة بشكل أو بآخر لفلسطين. قد يكون أحد المتحدثين فلسطينيا أو ترى علما مرفوعا أو مجرد شخص يلبس الكوفية الفلسطينية على كتفيه.

فعاليات "يوم الغزو"، والتي تجري بالتزامن مع فعاليات يوم أستراليا الوطني، لن تكون استثناء. فالعلاقة بين الجالية الفلسطينية في أستراليا وسكانها الأصليين تعود لعشرات السنين.
Australia day
An Invasion Day march in Brisbane. Source: AAP
سليمان اسكندر، عضو بلدية Inner west في سيدني، وآخر رئيس بلدية لماريكفيل، وصل إلى أستراليا قبل خمسين عاما: " القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والشباب الفلسطيني الموجود في أستراليا من بداية وجوده، من أول ما بدأ التفاعل مع العمل السياسي في أستراليا كان يقف إلى جانب الحق وكان يقف إلى جانب العدالة الإنسانية."

وأضاف " تبنى هؤلاء قضايا الأبورجينيين بشكل تلقائي لأنه لا يوجد أي شخص بيننا عندما أتينا قبل أربعين او خمسة وأربعين سنة إلا كان مع الأبورجينيين بالدرجة الأولى."

"لا يمكن لشخص يسعى للحصول على حقه أن يقف ضد حق مشروع، ولذلك أقرب شئ في أستراليا هو القضية الفلسطينية إلى شعوب الأبورجينيين."
أسكندر ينتمي إلى جيل من المهاجرين العرب، جاء إلى أستراليا في وقت كان الصراع العربي- الإسرائيلي يلقي بظلاله على السياسة العربية ككل، حيث كانت القضية الفلسطينية هي محور كل شئ. 

لذا كان تبني قضايا السكان الأصليين قويا وملموسا "أنا أقول أن القضية الفلسطينية والقضية الأبورجينية كما هي قضية الهنود الحمر وقضايا الشعوب الأصلية في أمريكا اللاتينية هي واحدة." 

هذا الموقف لم يقتصر على الجيل القديم، ولكن تم تمريره إلى الجيل الثاني الذي عاش وتربى في أستراليا، ولم يعش إطلاقا في الشرق الأوسط. "عندما يذهب ابنك إلى المدرسة ويدرس قضية الأبورجينين، وهو يدرسها يصبح مؤيدا للشعب الابورجيني بنسبة مائة بالمائة" كما قال أسكندر.
هذا بالضبط ما حدث مع الناشطة الفلسطينية والمدافعة عن حقوق الإنسان سارة صالح التي عاشت وتربت هنا في أستراليا: "عندما كنت في الجامعة قبل 15 عاما كنت أشارك في أنشطة الجالية الفلسطينية، ومن هنا بدأت أتعرف على الموضوع، واكتشفت أنه كما تعرضنا نحن لاستعمار استيطاني، نفس الشئ حدث هنا مع السكان الأصليين."

وأضافت سارة "كلما تحدثت معهم أكثر وعرفت عن قضيتهم، كلما أدركت أوجه التشابه والأمور المشتركة بيننا."

شاركت سارة في تنظيم مؤتمر تضمن السود والفلسطينيين الذي عقد في ملبورن العام الماضي والذي أشرف على تنظيمه على القزق ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في أستراليا مع الأكاديمي والناشط الأبورجيني المرموق الدكتور غاري فولي.

وقالت سارة "هناك علاقة عضوية وطبيعية بين الجانبين استمرت على مدار سنوات حتى وصلنا إلى تلك النقطة."
وتعتقد سارة صالح أن الوعي لدى الجالية العربية فيما يخص القضايا الابورجينية في تزايد وإن كان هناك حاجة لفعل المزيد: "كل عام يزيد التضامن مع السكان الأصليين من الجالية الفلسطينية والجالية العربية بشكل عام، وهذا ما تابعته على مدار 15 عاما من النشاط."

 وأضافت "نحن أيضا يقع على عاتقنا مسؤولية، لأننا موجودين هنا كمستوطنين، وبالتالي يجب أن نلتزم أكثر بالكفاح من أجل تحقيق العدالة للسكان الأصليين، وهذا يعني أن نسمع ما يقولون حتى لو كان الوضع معقد."

وقالت "لا يجب علينا نحن أن نقدم حلول، فهم يعرفون ما يحتاجونه، هم يريدون السيادة وحق تقرير المصير، كما نريد نحن في فلسطين."

وربما لا توجد مجموعة قادرة على فهم معنى أن يكون هناك صراع معقد ومتشابك ومستمر على مدار عقود أكثر من الفلسطينيين: "نحن نستطيع أن نفهم ذلك كفلسطينيين لأننا نعلم أنه خلال 100 أو 200 أو 300 سنة سنظل نناضل من أجل الوصول إلى العدالة والسلام." 


شارك