بمناسبة يوم أستراليا الذي تحتفل فيه البلاد في السادس والعشرين من كانون الثاني يناير، قررت الشيف اللبنانية-الأسترالية هدى قبيسي الاحتفال بطريقة مختلفة وعلى نحو يعكس التعددية الثقافية التي تطبع المجتمع وباتت إحدى أهم سماته حيث يعيش اليوم في أستراليا 25 مليون نسمة من أكثر من 200 خلفية عرقية وإثنية لكل منها عادات وطقوس ومطبخ وأكلات وحلويات ترتبط بمناسبات معينة.
الطبق الجديد كان نتاجاً لمزاوجة بين طبق حلوى لبناني تقليدي معروف باسم "زنود الست" ونكهة استرالية محببة لدى الجميع "المارينغ المطعم بالليمون". اعترفت هدى بأن "العبث" بالوصفات التقليدية لا يلقى استحسان الكثير من أبناء الجالية العربية وخصوصاً السيدات المهاجرات اللواتي يعتبرن التمسك بالوصفة الأصلية جزء من الحفاظ على الموروث الثقافي للمطبخ العربي، ولكن في ذات الوقت فإن نشأتها في أستراليا واختلاطها بفئات المجتمع من خلفيات اثنية أخرى، جعلتها تتساءل عن الفائدة التي ستعود على المجتمع في حال "كُسر" هذا الحاجز بين المطابخ المختلفة وأثر ذلك في تقليص المسافات بين أفراد المجتمع.
"كثيرون لم يجربوا زنود الست بشكلها التقليدي، بالنسبة لي فإن حقن نكهة أسترالية في طبقنا التقليدي مدعاة للاحتفال لأننا في هذه البلاد نعيش معاً" بهذه الكلمات تؤكد هدى على وجهة نظرها والدافع وراء هذه الفكرة.
وتستذكر المتسابقة في ماسترشيف لعام 2018 كيف كانت عائلتها تحتفل بيوم أستراليا، فلطالما كانت هذه المناسبة تدور في فلك العائلة وليس العائلة الصغيرة فقط بل الممتدة كذلك، فالأعمام والعمات وأبناؤهم ينطلقون في رحلة إلى أحد الشواطئ. وبالطبع فإن الطعام الخاص بالمناسبة يتماشى مع ما يتناوله عموم المجتمع الأسترالية فاللحوم المشوية طبق أساسي في هذا اليوم ولكن لأجل المفارقة فإن الشواء كذلك بنكهة خاصة. تقول هدى: "الشواء اللبناني يختلف عن الأسترالي فنحن نضع اللحم في أسياخ ونشويه على الفحم."
الأكل اللبناني يحظى بشعبية كبيرة اليوم في أستراليا والمطاعم التي تقدمه كثيرة ولا يقتصر وجودها على مدينة أسترالية دون أخرى، ولكن الوضع لم يكن كذلك في فترة طفولة هدى: "كنت اُسأل دائما عن الشكل الغريب للشطائر التي آخذها معي إلى المدرسة لأن السندويش بالخبز اللبناني يشبه الأسطوانة."

Lemon meringue lady's arms Source: SBS Arabic24

This is what a regular Australia Day looks like for the chef. Source: Supplied
ولكن هذه التجارب واضطرارها لشرح الطعام الذي تتناوله، أسهم في تقريب المسافات بينها وبين أصدقائها في المدرسة وبعد كل هذه السنوات، تعتقد هدى أن "سوء التفاهم" حول الطعام شكّل جزءً هاماً من تعليمها وتعليم أصدقائها أيضاً.

Chef Hoda Kobeissi Source: SBS Arabic24