ألقت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بظلال سلبية على الاقتصاد الأسترالي فالبورصة خسرت مؤخراً أكثر من 90 مليار دولار من قيمتها السوقية، وسعر صرف الدولار الأسترالي في أدنى مستوياته منذ 11 عاماً. ونظراً لأهمية الصين الاقتصادية كشريك تجاري أول لأستراليا من جهة والشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة من جهة أخرى، تتعامل حكومة الائتلاف بحذر مع هذا الملف حفاظاً على المصالح الاستراتيجية للبلاد.
ولم تتوقف الصين عن تحطيم الأرقام القياسية على صعيد الاقتصاد فمعدل النمو الاقتصادي ناهز 14% والتضخم لم يتجاوز 5.9% في العقدين الأخيرين. وتمكنت الصين من تحقيق أعلى ناتج محلي إجمالي على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة وبإجمالي تجاوز 12 تريليون دولار في 2017.
من جانبه وصف نائب رئيس برلمان نيو ساوث ويلز السناتور شوكت مسلماني نموذج الاقتصاد الصيني بـ "الفريد" وأشار إلى أهمية سوق الاقتصاد الداخلي في بلد تجاوز تعداده المليار وثلاثمئة مليون نسمة. وأضاف: "الشعب الصيني عمل بجد لتنمية اقتصاد بلاده بعد ثورة عام 1949 (..) بنوك كبيرة تنبأت بتفوق الصين على الولايات المتحدة وتربعها على عرش الاقتصاد العالمي بعد بضعة سنوات."
ولكن التفوق الاقتصادي للجار الصيني يترافق مع خطط توسعية في منطقة المحيط الهادئ. وأثار بناء الصين لمرافق عسكرية في بحر الصين الجنوبي والذي يمر عبره تجارة سنوية بمليارات الدولارات مخاوف لدى الغرب من سعي الصين للحد من حرية الحركة وفرض نفوذها بالقوة في المنطقة.
وأشار مسلماني إلى الانقسام في الشارع الأسترالي حول العلاقات مع الصين منذ زيارة رئيس الوزراء العمالي جوف ويتلام إلى هناك في عام 1972. وأضاف: "انزعج الأمريكيون من الزيارة لأنه عملياً مهدت الطريق لعلاقات اقتصادية قوية بين البلدين."
واستدرك قائلاً: "هناك أصوات يمينية متطرفة في أستراليا وخطابها شبيه بخطاب الرئيس الأمريكي ترامب (..) يعتقدون أن أستراليا بلد غربي أبيض بعيد عن آسيا ولكننا في آسيا بالفعل."
تجدر الإشارة إلى أن عدد الطلاب الصينيين الذين انخرطوا في الجامعات الأسترالية في 2018 وصل إلى ما يقرب 700 ألف طالب. وتحدث مسلماني عن أهمية الصين بالنسبة للاقتصاد الأسترالي ليس على صعيد الطلاب فقط وانما كوجهة أساسية لتصدير المعادن الأسترالية.
وعلى الصعيد السياسي وضمن التصريحات التي اُعتبرت الإدانة الأكثر صراحة لبكين على لسان سياسي أحراري، قال النائب أندرو هيستي أن أستراليا ستفقد حرية الخيار ما لم تواجه "بواقعية" طموحات الصين في المنطقة. واعتبر أنه من المفترض "القيام بالكثير" للتعامل مع التوسع العسكري الصيني في منطقة الباسيفيك.

Chinese students graduating at Curtin University in Perth, WA Source: AAP
وكان وزير الخزانة جوش فرايدنبرج أكد على ضرورة الالتفاف حول الولايات المتحدة الأمريكية لفرض "القيم الأمريكية" في منطقة المحيط الهادئ.
وانتقد مسلماني طريقة تعامل حكومة الائتلاف مع ملف العلاقات مع الصين اقتداءً بالنهج الأمريكي وأضاف: "كلما رغب الأمريكيون بخلق أزمة في المنطقة، تحدثوا عن انعدام الديمقراطية في الصين وما يحدث في تايوان وهونغ كونغ (..) النظام في الصين اشتراكي وينظرون للديمقراطية بشكل مختلف عن الطريقة الغربية."