"غمرتني وبكت قائلة: لن أخسرك كما خسرت ابني": كيف استطاعت حياة ان تكون أمًا وليس حماة؟

Juliette Lebnen

Juliette with her loving mother-in-law Hayat who stepped in to be her second mum. Source: Juliette Lebnen

يقال الكثير عن جدلية العلاقة بين الحماة والكنّة، او زوجة الابن والابنة، ولكن هل تنجح الحماة بأن تكون أمّا والى أي حد؟ حياة لبنان كانت أمّا استثنائية لكنّتها جولييت التي انفصل زوجها عنها تاركًا إياها مع ولدين أصغرهما لم يكن يتجاوز السنتين، فكانت حياة، حياة لقلب جولييت واحفادها في أصعب لحظاتهم.


خسرت جولييت لبنان زوجًا لكنها ربحت أمًا ثانية اذ وجدت الزوجة المكسورة القلب، في أحضان حماتها كل الملاذ الآمن، الحب التعاضد والدعم لها ولابنيها.


النقاط الرئيسية

  • صدمت جولييت لبنان بواقع انفصال زوجها عنها وكانت آنذاك امًا لطفلين أصغرهما لم يتجاوز السنتين
  • استطاعت حماتها حياة ان تكون أمًا وليس حماة بعد ان قرر ابنها الانسحاب من زواجه
  • اختارت حياة الا تخسر زوجة ابنها، بل ان تربح ابنة فكانت أمًا ثانية لها وجدة لأحفادها

 تركت مسقط رأسها بلدة بلوزا في شمال لبنان ورافقت زوجها الى أستراليا التي كانت بمثابة أرض جديدة وحياة جديدة. وبعد 12 سنة من الزواج، صدمت جولييت بواقع انفصال زوجها عنها واختياره لحب جديد، وكانت آنذاك امًا لطفلين أصغرهما لم يتجاوز السنتين، اما الأكبر فكان يبلغ آنذاك 11 سنة.

صفعة كبيرة تلقتها، في غربة قاسية على الشابة، الزوجة  المحطمة والأم. ولكن في قلب تلك العاصفة التي هزّت كيان عائلة بأكملها وتركت جرحًا في قلبها لم ولن يمحيه الزمان، ربحت أمًّا في كل ما للكمة من معنى.
Juliette Lebanon and her family in happier times.
Juliette with her parents in law and elder son David Source: Juliette Lebanon
فأم دايفيد، السيدة حياة، كانت أم جولييت زوجة ابنها ايضًا، سيما بعد أن أخذ ابنها قرار الانفصال عن زوجته. بم تفارقها في قلب المحنة، بل مكثت عندها طوال سنتين لتقول لها انها الابنة المجروحة التي لن تترك.

فكيف كانت حياة أمًّا وحياة ؟

روت جولييت تجربتها بغصة كبيرة ووصفت لحظات الألم التي عاشتها اذ تقول:

" اسودت الدنيا في وجهي، انا في الغربة وبعيدة عن أهلي، اولادي كانوا يبكون ويريدون والدهم، فكيف لي ان احضره بعد ان تركنا؟"

 لم تكن المواجهة مع واقع جديد وقاسٍ فرض عليها، سهلة. لم يكن لدى جولييت خيار آخر سوى اللجوء الى أهل زوجها فما كان بالأم المتألمة سوى احتضان زوجة ابنها وابنها في آن معًا. وعن هذا الاحتضان تقول جولييت:
عندما اخبرت حماتي، غمرتني وأجهشت بالبكاء وقالت لي إنها لن تخسرني كما خسرت ابنها!
اختارت جولييت الا ترى في وجه حماتها، ملامح وجه زوج سبب لها خسارة كبيرة، انما اختارت ان ترى فيها وجه الأم اذ تقول:

 "ليس لحماتي أي ذنب بما فعله ابنها، وهي أم وجدة لأولادي وهم كانوا بأمسّ الحاجة لها. كانوا يشمّون رائحة والدهم فيها".
شاركت جولييت تفاصيل تلك المحبة الاستثنائية سيما في أوقات العيد التي لم تخل من الغصة قائلة:
كانت تجمعنا في العيد مرتين، مرة بحضوري ومرة بحضور ابنها وزوجته فهي لم تفرقني عن بناتها
تحدثت جولييت بمشاعر الامتنان عن كيفية رعاية حماتها لها واحترام مشاعرها، كيف لا فهي بدورها كانت كنّة استثنائية قائلة:

" كانت حماة حماتي، تقبّل جدران منزل حياة عند مغادرته وكانت تطلب لها ان ترزق بكنة على مثالها".
Juliette Lebnen
Juliette with her parents in law and 2 sons David and Jacob. Source: Juliette Lebnen
مرّ زمن من الحب حتى الألم، وها هي جولييت بدورها تعيش دور الحماة، وتحاول ان تبني علاقة أمومة مع زوجة ابنها قائلة:
سأعامل زوجة ابني تمامًا كما عاملتني امي الثانية حياة
ولأمها الثانية، في عيد الأم تقول:

"اشكرك على الحب يا اطيب قلب واحن ام في الدنيا، احبك يا امي ويا حياتي"

 وختمت موجهة نصيحتها الى كل كنة:

" إن الحماة هي ام قبل ان تصبح حماة، حاولي ان تعامليها على هذا الأساس".
لمعرفة المزيد، اضغط على الملف الصوتي أعلاه.

أس بي أس ملتزمة بتوفير آخر التحديثات للجاليات المتنوعة في أستراليا عن كوفيد-١٩. آخر الأخبار والمعلومات متاحة الآن بثلاثٍ وستين لغة عبر .

هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على  

أكملوا الحوار على حساباتنا على  و و




شارك