جسدت الممثلة اللبنانية ليا بو شعيا دور الأم البديلة بصدق بالغ ونقلت لنا تفاصيل نفسية في نضج واضح في الأداء.
النقاط الرئيسية:
- يطرح مسلسل الأم البديلة لأول في الوطن العربي مرة قضية الأم البديلة
- يجمع العمل نخبة من الممثلين اللبنانيين والعراقيين في أول عمل عراقي-لبناني مشترك
- تألقت ليا بو شعيا في دور الأم البديلة وجسدت واقع التعلق النفسي بطفل مه فيها ولكنه لن يكون لها
بجرأة كبيرة واحترام لخصوصية المجتمع العربي، طرح مسلسل الأم البديلة واقعًا لم يطرح من قبل على الرأي العام. فبين الخصوبة والعقم، الأمومة النفسية والبيولوجية، يطرح المسلسل إشكاليات عدة ورحلة من المخاض النفسي لتجنب تعلق نفسي لأم بديلة تحتضن الحياة في رحمها، وإن لم تكن منها، ولكنها أصبحت بشكل لا إرادي لها.
صرّحت ليا بو شيعا أن الدور تطلب جرأة كبيرة لقبوله لأنه طرح وللمرة الأولى في الوطن العربي قضية الأم البديلة قائلة:
"هذا الواقع موجود في مجتمعنا، ولكن ربما لا يلقى الضوء عليه. عندما طرح عليّ الدور، استصعبته بداية لأنني لست أمًا".
وأردفت أن تجسيد الأمومة في حد ذاته كان أمرًا متطلبًا للممثلة، ولكن مع خبرتها ونضوجها الإنساني درست الدور وأحبته لكي تتمكن من تجسيده قائلة:

The Lebanese actress Lea Bou Chaaya with the distinguished Iraqi actresses from “Oum Badila” series. Source: Lea Bou Chaaya
" إن صعوبة الدور كمنت في تجسيد دور أمومة ليست لكِ، إذ إن نيفين التي ألعب دورها، اضطرت لأن تكون الأم البديلة من أجل تأمين كلفة علاج والدها، وتدريجيًا يولد في داخلها تعلق بينها وبين الطفل الذي ينمو في داخلها".
وتابعت قائلة:
سأكشف لك سرًا، بدأت بقراءة كتب عن الأمومة لأعي كيف تنمو علاقة الأم بجنينها وكيف عليها أن تتعامل معه
البصمة التي تركها الدور في حياة ليا
نقلت لنا ليا اختبار الأمومة بصدق كبير على الرغم من أنها التي لم تختبرها بعد في حياتها الشخصية. عاشت الأم البديلة تمزقًا عاطفيًا في انفصال محتّم بينها وبين الطفل الذي سوف تحمله فقط لفترة الحمل ويترتب عليها التخلي عنه مع لحظة الولادة.
روت ليا أنها كانت تشعر بمشاعر غريبة وهي تجسد دور الحمل، فقد خلق الدور فيها مساحات من النضج الإنساني قائلة:
" كل دور يعطي الممثل نضوجًا، ولكن هذا الدور أعطاني نضوجًا في التمثيل وفي حياتي الخاصة".
أول عمل عراقي- لبناني مشترك
أم بديلة هو مسلسل درامي اجتماعي عراقي لبناني من تأليف ندى عماد خليل، وإخراج ديفيد أوريان وهو أول مسلسل درامي يجمع بين نجوم عراقيين ولبنانيين منذ سنوات طويلة. استصعبت بو شعيا في بادئ الأمر اللهجة العراقية التي كانت ثقيلة بالنسبة لها قائلة:
"عندما كنت أتدرب على الدور من ألكسندر، كنت أستغرب وأحيانًا لم أكن أفهم ما كان يقول، ولكنني درست الدور واللهجة كي يكون أدائي حقيقيًا".
وشرحت ليا أن ظروف تصوير العمل كانت صعبة للغالية، إذ تم التصوير في بيروت وسط الإغلاق وتداعيات وباء كورونا. وعن ظروف التصوير قالت ليا:
" تم التصوير خلال فترة الإغلاق وأحيانًا كنا نصور لأكثر من 18 ساعة في اليوم. أشعر بالامتنان لهذا العمل ولهذه الخبرة التي سمحت لي بمقاربة هذا الدور للمرة الأولى".
لغة الجسد
للتعبير الجسماني غير اللفظي مساحة في أداء ليا بو شعيا. هذا الأمر اكتسبته من خلال تجربتها الفنية وهي في السن السابعة من عمرها كراقصة في الفرقة اللبنانية العالمية كركلا كما ودرست الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى لمدة 12 سنة.

Lea Bou Chaaya during the shooting of “Oum Badila” series. Source: Lea Bou Chaaya
انضمام ليا لفرقة كركلا كراقصة ولاحقًا كمدربة رقص للأطفال، ساعدها في إتقان لغة الجسد والتعبير بحرية وراحة أمام الكاميرا. تقول ليا بو شعيا عن لغة الجسد:
السكوت يوصل الكلمة أكثر من الكلمة. في الحقيقة، العينان هي التي تتكلم
أبي هو مثالي الأعلى
جسدت ليا دور الابنة التي تقدم تضحيات استثنائية لتأمين كلفة العلاج لوالدها في المسلسل الذي جسد دوره الممثل اللبناني القدير أسعد رشدان. عن هذا الارتباط العاطفي الواضح في الأداء والذي كان متجذرًا في الواقع، تقول ليا:
"من أجمل مشاهدي في المسلسل كانت مع الممثل القدير أسعد رشدان الذي كان أبًا بالفعل في كل ما للكلمة من معنى".
وأما عن علاقتها مع والدها، قالت ليا:

Lea Bou Chaaya with the Lebanese renowned actor Asaad Rechdan during the shooting of “Oum Badila” series. Source: Lea Bou Chaaya
أبي بالنسبة لي هو مثالي الأعلى منذ طفولتي. هناك علاقة خاصة تربطني مع والدي كما والدتي، فهو كان يعطيني ثقته ودعمه منذ طفولتي
تحدثت أيضًا عن عائلتها الكبيرة الملقبة "بالعشيرة" فهي مؤلفة من 12 عمًّا و4 عمّات. هذه العائلة أعطت ليا مخزونًا كبيرًا من العاطفة.
وأشارت ليا إلى أن كل دور في المسلسل له قصة وحبكة مختلفة، لكن دور الأم البديلة اجتذبها بقوة، لأن شخصية نيفين تجسد القوة والضعف في آن قائلة:
"هذا الدور طرح فرحًا ومعاناة في الوقت نفسه في مرافقة طفل هو جزء منك، ولكنه ليس لكِ".
وأضافت معربة عن فخرها بالنجاح الكبير الذي حققه المسلسل في العالم العربي سيما بين أبناء الجالية العراقية قائلة:
"يكبر قلبي بردود الفعل المذهلة حول العمل اللبناني العراقي".
وختمت موجهة امتنانها للجالية العراقية واللبنانية في الاغتراب سيما في أستراليا قائلة:
" يا ليتكم تعودون إلى لبنان رغم الوضع الصعب. هاجر الكثير من أحبائي، ولكنني أفرح أننا نوصل لهم جزء من لبنان من خلال الأعمال الفنية".
لمعرفة المزيد، اضغط على الملف الصوتي أعلاه.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "بيت المزيكا" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة التاسعة صباحا إلى منتصف النهار بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على