استفاق اللبنانيون على مئات الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق عدة في لبنان يوم أمس الإثنين، ما خلّف 492 قتيلًا، بينهم 35 طفلًا، وفق السلطات اللبنانية، وذلك في أعنف قصف جوي على الإطلاق منذ بدء تبادل إطلاق النار على جانبَي الحدود اللبنانية الإسرائيلية قبل نحو عام على خلفية الحرب في غزة.
ومع مرور ساعات النهار، واصلت حصيلة القتلى والجرحى في الارتفاع، فيما أعلن وزير الصحة اللبناني فراس أبيض مقتل 492 شخصًا "من بينهم 35 طفلًا و58 سيدة وإصابة 1645 بجروح"، ونزوح آلاف العائلات من المناطق المستهدفة بالغارات الإسرائيلية.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلق بالغ" إزاء التصعيد" والعدد الكبير للضحايا المدنيين" في جنوب لبنان وشرقه، وفق بيان للمتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، في وقت يثير فيه التصعيد بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني مخاوف من توسّع نطاق النزاع، ما يقلق المجتمع الدولي.
أما رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، فندّد بما وصفه بـ “مخطط تدميري" لبلاده، حيث وضعت المستشفيات في حالة تأهب في مواجهة تدفق المصابين، فيما أغلقت المدارس ليومين في جميع أنحاء لبنان.
ومساء أمس الإثنين،أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عمليته العسكرية التي أسماها "سهام الشمال"، مشيرًا إلى أنّها تضمّنت في يومها الأول ضرب 1600 هدف لحزب الله.
LISTEN TO

ردود فعل متباينة للأوضاع في الشرق الأوسط
SBS Arabic
12:25
فيما قال مدير تحرير صحيفة النهار الأسترالية سركيس كرم:" إن قلبنا وصلواتنا مع شعبنا في الجنوب اللبناني، ونتابع الأمر لحظة بلحظة، مطالبين الضمير العالمي بوقف اللعب بالدم".
وأضاف كرم: “بغض النظر عن المواقف السياسية، فإن الموقف الآن يستدعي أن تكون الإنسانية هي التي تجمع الجميع، خاصة في مثل هذه اللحظات، لأنه في النهاية نحن اللبنانيون أخوة في الوطن، ونقف يدًا واحدة سواء في لبنان أو خارجة، والجميع يدين الاعتداء على لبنان".
وطالب أستراليا ببذل مزيد من الجهود لإحلال السلام، حماية للأبرياء.

"محبة استراليا في قلبي ووسامها على صدري" الصحافي سركيس كرم يحصل على ميدالية OAM
وأضاف خير الله: " أن هذا الهجوم، هو أمريستدعي مد يد العون للبنانيين إنسانيًا، ثم بالضغط على السياسيين الأستراليين للتدخل مع حلفائهم لوقف إراقة الدماء في لبنان، والتحرك نحو النواب الأستراليين لوقف هذا النزيف، لأن لبنان ما عاد يحتمل المزيد من الحروب".
وأوضح خير الله: "إنه من منصبه، يتواصل مع أبناء الجالية لعمل وقفة تضامنية يوم الجمعة القادم في ملبورن، لنقل صوت الجالية مما يعانيه اللبنانيون، أما الخطوة الثانية فهي العمل على تزويد اللبنانيين بمستلزمات طبية تعينهم في هذا الوقت الصعب".

الدكتور مايكل خير الله رئيس مجلس إدارة المجلس اللبناني في فيكتوريا Source: Supplied

المحامي فادي الزوقي Source: Supplied / Supplied/Zouki
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ "ضربة محددة الهدف" في الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت، وفق حزب الله، قائد جبهة جنوب لبنان علي كركي الذي أكد الحزب أنه "بخير" وانتقل إلى "مكان آمن".
بالمقابل، أعلن حزب الله أنه قصف قاعدة إسرائيلية غرب طبريا ومقرًا عسكريًا "بعشرات الصواريخ"، لافتًا إلى أنه استهدف "المخازن الرئيسة التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا" و"مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف".
وتصاعدت حدة المواجهات بين حزب الله وإسرائيل الأسبوع الماضي، عقب سلسلة تفجيرات جرت الثلاثاء والأربعاء الماضي طاولت الآلاف من أجهزة اتصال يستخدمها عناصر الحزب في عملية نُسبت إلى إسرائيل، وتسبّبت بمقتل 39 شخصًا و2931 جريحًا، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وفي خضمّ التصعيد، صدرت دعوات إلى التهدئة أو مغادرة الرعايا الأجانب، إذ حضّت الولايات المتحدة مواطنيها على مغادرة لبنان، مؤكدة في الوقت عينه مواصلة العمل على لَجم التصعيد، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها بصدد إرسال "عدد محدود" من القوات الإضافية إلى الشرق الأوسط، بدون أن تذكر تفاصيل إضافية.
ودعا رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني من نيويورك إلى عقد "اجتماع طارئ" لرؤساء الوفود العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل العمل على "وقف سلوك" إسرائيل في لبنان.
فيما دعت دول عربية أخرى منها مصر والأردن إلى تدخل مجلس الأمن الدولي "لوقف التصعيد الاسرائيلي" في لبنان.
استمعوا لتفاصيل أكثر، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.