يتجه غدا ملايين الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع لانتخاب حكومة جديدة. تقوم الانتخابات على نظام التمثيل النسبي، حيث يقوم الناخب باختيار قائمة الحزب الذي يمثله ويجب أن تحصل أي قائمة على 3.25 في المئة على الأقل من أصوات الناخبين ليتمكن من دخول الكنيست.
يحق ل5.8 مليون مواطن التصويت، وعادة لا يحصل حزبا منفردا على أغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة منفردا، بل يحكم البلاد ائتلافا من عدد من الأحزاب.
الكتلة اليمينية التي يقودها رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو يبدو أنها في طريقها لتأمين أغلبية في الكنيست، لتمنح السياسي المخضرم فترة خامسة رئيسا للوزراء رغم اتهامات الفساد. حزب الليكود سيحصل على 29 مقعدا طبقا لاستطلاعات الرأي ليقود الكتلة المكونة مع أحزاب أصغر مثل حزب التوراه الموحد وحزب شاس وحزب كلنا والبيت اليهودي بالإضافة إلى حزب اليمين الجديد المنشق حديثا عن البيت اليهودي.
هذه الكتلة تشغل حاليا 61 مقعدا من أصل 120 في الكنيست وقد تنجح في الحفاظ على مقاعدها لكن أغلبيتها بمقعد واحد معرضة لتهديد كبير.
سيستمر هذا التحالف في رفض أي شكل من أشكال التسوية مع الفلسطينيين والسعي لبسط السيادة الإسرائيلية على المزيد من الأراضي، وضم مستوطنات الضفة الغربية كما تعهد نتنياهو. لكن أكبر تهديد تواجهه تلك الكتلة اليمينية هو توجيه اتهامات بالفساد رسميا لزعيمها نتنياهو.
يزيد تهديد حكومة نتنياهو بروز حزب جديدة، تم تشكيله في فبراير شباط الماضي خصيصا لخوض الانتخابات ضد نتنياهو. حزب "أزرق أبيض" من المتوقع أن يحصل على 31 مقعدا ليصبح أكبر أحزاب البرلمان. الحزب بزعامة قائد الجيش السابق بيني جانتز ويضم عدد من أحزاب الوسط.

Blue and White party leader Benny Gantz speaks during an election campaign rally to his supporters in Tel Aviv Source: AP/Sebastian Scheiner
يروج الحزب نفسه كمقابل لنتنياهو المتهم بقضايا فساد، ويركز على مكافحة الفساد وتشكيل حكومة نظيفة اليد. كما يأخذ موقفا أقل تشددا من القضية الفلسطينية، مثل الدعوة لإبرام السلام مع الفلسطينيين والتلميح للتنازل عن بعض الأراضي.
كتلة نتنياهو اليمينية تهاجم أزرق أبيض أمام الناخبين الإسرائيليين أصحاب المزاج اليميني باعتباره حزبا يساريا ومتساهلا وقد يعرض أمن إسرائيل للخطر. قادة أزرق أبيض من جانبهم تحاشوا الحديث عن قيام دولة فلسطينية. وقالت مراسلتنا في الضفة الغربية أمل دويكات إنهم أكدوا على عزمهم على الحفاظ على زمام المبادرة وعدم التردد في التعامل مع التهديدات القادمة من قطاع غزة.
كما يروج الحزب لنفسه بإبراز الخبرة العسكرية لقائده بيني جانتز وحليفه وزير الدفاع السابق موشى يعلون.
يحل ثالثا حزب العمل بقيادة آفي جاباي والذي من المتوقع أن تقل مقاعده من 18 إلى 10 مقاعد فقط. حزب العمل يتمسك بحل الدولتين وتحقيق السلام رغم أنه حكم إسرائيل لعشرات السنين دون النجاح في تحقيق هذا على أرض الواقع.
يأتي بعد ذلك حزب إسرائيل بيتنا والذي كان أحد ابرز الأحزاب الإسرائيلية الصاعدة بزعامة أفيجدور ليبرمان، لكنه سيواجه انتخابات صعبة وقد لا يحقق النسبة المطلوبة لدخول البرلمان.
نصيب الأحزاب العربية سيظل كما هو اعتمادا على المواطنين العرب في إسرائيل ونسبتهم 20%، حيث من المتوقع أن تحصل الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة (حداش) على سبعة إلى ثمانية مقاعد، وهو حزب اشتراكي يهودي عربي بزعامة أيمن عودة وأحمد الطيبي.
أما القائمة العربية الموحدة فمن المتوقع أن تفوز بأربعة مقاعد.
استمعوا لتقرير مراسلتنا أمل دويكات في الرابط أعلاه