تماماً كأفلام الخيال العلمي، يتسابق العلماء حول العالم إلى إنتاج لقاح فعال ينقذ البشرية من فيروس كورونا الفتاك والذي أصاب أكثر من ١٣ مليون شخص وخطف أرواح ما يزيد على نصف مليون منهم في أقل من 8 أشهر.
حكومات العالم مشغولة بالتفاوض مع شركات الأدوية الكبرى لتأمين حصة من اللقاح الذي سينقذ اقتصاداتها المتهاوية، حيث يسعى ١٥٠ مختبر في العالم لتطوير اللقاح المنتظر، مما يطرح أسئلة عديدة، أبرزها، من سيمتلك مفتاح الفرج الذي ينتظره المليارات حول العالم؟
أعلنت جامعة أوكسفورد البريطانية بالأمس عن نجاح لقاحها الذي يعمل علماؤها على تطويره بالتعاون مع شركة AstraZeneca للأدوية والمسمى AZD1222، في تحقيق استجابة مناعية لدى نسبة من المشاركين بالتجارب السريرية -و عددهم 1077-
وبينما تصدر الخبر عناوين الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بالأمس، يبقى السؤال: هل نتنفس الصعداء، واثقين أن اللقاح بريق الأمل في نهاية نفق كورونا المظلم؟ أم أنه سراب؟
مراحل تطوير اللقاحات
تقول الباحثة الأسترالية في علم الأمراض تماضر محاسنة إن اللقاحات (بشكل عام) عادةً ما تتكون من الجرثومة المسببة للمرض ولكن في حالة ضعيفة أو شارفت على الموت. وفي أحيان أخرى يتكون اللقاح من أحد أطراف الجرثومة أو الفيروس، حيث يمكن استخدامه كنائب عن جسم الفيروس،كفيل بتحضير جهاز مناعة الإنسان لمواجهة الجرثومة الكاملة.
ويعتمد نجاح اللقاحات على نتائج التجارب السريرية المعتمدة والتي تقسم إلى ثلاثة مراحل. حيث تشمل المرحلة الأولى، تجربة اللقاح على عدد بسيط من المشاركين لا يتجاوز 10-20 شخص. الهدف من المرحلة الأولى التأكد من قدرة اللقاح على استهداف الخلايا الصحيحة.
المرحلة الثانية تتأكد من فعالية اللقاح في إنتاج خلايا المناعة المرغوبة لمواجهة الفيروس. تقول الدكتورة تماضر إن عدد المشاركين غالباً ما يتراوح بين 500 و1000 مشارك على الأقل. إذا استجاب جهاز المناعة بإفراز الأجسام المضادة بدون أعراض جانبية خطيرة، ينتقل الفيروس إلى المرحلة الثالثة من التجارب.
إذ تهدف المرحلة الثالثة والنهائية إلى تحديد ما إذا كان اللقاح آمن على مستوى واسع. الأمر الذي يستدعي تجريبه على أعداد كبيرة من البشر لتوليد البيانات الكافية والتأكد من أن اللقاح آمن احصائياً.
وبحسب الدكتورة تماضر، يبدو أن لقاح أوكسفورد في المرحلة الثانية وهي التجارب السريرية لتحديد فعالية اللقاح في إنتاج مناعة جسدية للتصدي للفيروس.
حالة خاصة
كما أضافت الدكتورة أن اللقاح لا يخضع للإطار الزمني المعتاد، لأسباب عديدة، أولها الحاجة الملحة لإنتاج لقاح فعّال لوقف انتشار الفيروس عالمياً والتنافس بين الدول المختلفة. وهو ما يعتبر غير معتاد واستثناء للقوانين.
أكيد غير آمن والهدف من التجارب السريرية أن تضمن نسبة أمان استخدام اللقاح
وبالرغم من ذلك تقول الدكتورة تماضر إنها متفائلة بأن اللقاح قد يأتي بالنتائج المطلوبة. كما قالت إنها لا تتوقع أن يتم حجب اللقاح عن الدول الفقيرة لأن منظمة الصحة العالمية ستتدخل لضمان وصول اللقاح النهائي إلى كافة الدول المحتاجة له. وذلك لأن توفير اللقاح في دول دوناً عن دول أخرى لن يجدي نفعاً إذا استمر الفيروس بالانتشار في الخارج.