"أخبار إيجابية للغاية": لقاح أوكسفورد آمن وقادر على إنتاج رد فعل مناعي قوي

الشركة المطورة للقاح وقعت عقودا لتوفير ملياري جرعة وتوزيعها حول العالم بمجرد اجتياز التجارب السريرية المتأخرة والحصول على الموافقات الرسمية

Samples from coronavirus vaccine trials are handled inside the Oxford Vaccine Group laboratory in Oxford, England.

Samples from coronavirus vaccine trials are handled inside the Oxford Vaccine Group laboratory in Oxford, England. Source: AAP

أظهرت البيانات أن اللقاح التجريبي الذي تطوره شركة AstraZeneca مع جامعة أوكسفورد لمواجهة فيروس كورونا، نتج عنه استجابة مناعية في المراحل الأولى من التجارب السريرية وهو ما يعزز الأمل بإمكانية استخدامه بحلول نهاية العام.

اللقاح الذي يُطلق عليه AZD1222 وصفه كبير العلماء في منظمة الصحة العالمية أنه اللقاح التجريبي الرائد في السباق العالمي لوقف تفشي الوباء الذي أودي بحياة أكثر من 600,000 شخص.
وجد حاليا أكثر من 150 تجربة على لقاحات محتملة، في مراحل مختلفة من التطوير منها عدد من اللقاحات في أستراليا. وسجل لقاح شركة فايزر الأمريكية للدواء وشركة CanSino الصينية نتائج إيجابية أيضا.

ولم يتسبب لقاح جامعة أوكسفورد في بريطانية أي أعراض جانبية خطيرة، ونتج عنه استجابة للجهاز المناعي وإفراز للأجسام المضادة والـ T-cell، طبقا لنتائج التجارب على البشر التي تم نشرها في دورية لانسيت الطبية المرموقة.

وأظهرت النتائج أن الاستجابة كانت قوية للغاية لدى الناس الذين تلقوا جرعتين من اللقاح الجديد.

وقالت البروفيسورة سارة غيلبرت من جامعة أوكسفورد والتي شاركت في كتابة الورقة المنشورة في مجلة لانسيت إن النتائج مبشرة: "لو كان اللقاح الخاص بنا فعال، فسيكون خيارا مبشرا لأن هذا النوع من اللقاحات يمكن تصنيعه على نطاق واسع."
AstraZeneca shares surged 10%, but then gave up most of those gains, to close up 1.45% on the day.
AstraZeneca shares surged 10%, but then gave up most of those gains, to close up 1.45% on the day. Source: AP
وامتدح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والذي ساهمت حكومته في تمويل المشروع، امتدح النتائج ووصفها أنها "أخبار إيجابية للغاية". إلا أن الباحثين حذروا من أن المشروع ما زال في مراحل مبكرة.

واستخدم فريق البحث في أوكسفورد فصيلة معدلة جينيا من فيروس البرد العادي الذي يصيب قرود الشامبانزي من أجل التجارب السريرية. وتلاعب الفريق بالفيروس من أجل تدريب الخلايا على رصد وجود ارتفاع مفاجئ في البروتين نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية، وهو ما يساعد الجهاز المناعي على التعرف على كوفيد-١٩.
وتبين من التجارب الأولية، أن المرضى الذين حصلوا على اللقاح، طورت أجسامهم ردا مناعيا أدى إلى إنتاج أجسام مضادة واستجابة متقدمة باستخدام T cell، وهو ما يساعد الجسم على التعرف على الفيروس والقضاء عليه.

وقال أندرو بولارد من الفريق البحثي في أوكسفورد "الجهاز المناعي لديه طريقتان للعثور على مسببات الأمراض والهجوم عليها، الأجسام المضادة و T cell."

وأضاف "هذا اللقاح مصمم لتحفيز الاثنين، بحيث يتمكن من مهاجمة الفيروس وهو يدور داخل الجسم، بالإضافة إلى مهاجمة الخلايا المصابة."

ووجد فريق البحث إن الدفعة التي حصلت على جرعة واحدة وعددها حوالي 500 مريض، وصل رد الجهاز المناعي لديهم إلى الذروة خلال 14 يوما ثم بدأ في الانخفاض بشكل طفيف بحلول اليوم السادس والخمسين، وهي نهاية مدة الدراسة.

أما المجموعة الأخرى، وعددها 500 أيضا، فقد تم إعطائها اللقاح المضاد لالتهاب السحايا، كلقاح مزيف.
وارتفعت أسهم شركة AstraZeneca المطورة للقاح بنسبة 10 في المائة ولكنها خسرت أغلب أرباحها خلال اليوم لتغلق على ارتفاع بنسبة 1.45 في المائة.

ووقعت شركة صناعة الدواء عقودا مع الحكومات حول العالم لتوفير اللقاح عند ثبات فاعليته والحصول على موافقة الجهات المنظمة لعمل شركات الدواء. وقالت الشركة إنها لن تسعى لتحقيق أرباح من اللقاح خلال فترة الوباء.

وعملت الشركة مع فريق أوكسفورد البحثي لتطوير اللقاح AZD1222 وعمل تجارب واسعة النطاق في المراحل الأخيرة من عمليات التطوير لقياس الفاعلية. ووقعت الشركة عقودا لصناعة وتوفير حوالي ملياري جرعة من اللقاح، منها 300 مليون جرعة مخصصة للولايات المتحدة.

وقال المدير التنفيذي للشركة باسكال سوروت إن الشركة كانت تسير على خط زمني لإنتاج الجرعات بحلول سبتمبر أيلول، ولكن الأمل في أن يكون اللقاح متوفرا خلال هدا العام يتعلق بمدى سرعة إنجاز تجارب المراحل الأخيرة، بالنظر إلى تراجع تفشي الفيروس في بريطانيا.

وتجرى حاليا تجارب المراحل الأخيرة في البرازيل وجنوب أفريقيا، كما ستبدأ أيضا في الولايات المتحدة، حيث معدلات تفشي الفيروس أعلى.

جرعتان ورد مناعي أقوى

وأظهرت نتائج التجربة استجابة مناعية أقوى لدى 10 أشخاص حصلوا على جرعة إضافية من اللقاح بعد 28 يوما من الجرعة الأولى، وهو ما يماثل النتائج التي ظهرت في التجارب على الخنازير.

وقال البروفيسور غيلبرت إن تجارب المراحل الأولية لم تتمكن من تحديد إن كان الإنسان بحاجة إلى جرعة واحدة أو جرعتين لتطوير المناعة ضد الفيروس.
وأضاف "ربما يكون الأمر أننا لسنا بحاجة إلى جرعتين، ولكن نريد معرفة ما يمكن تحقيقه بالجرعة الإضافية."

وقال مدير الصيدلة الحيوية في الشركة المطورة للقاح إن الشركة تميل إلى استراتيجية الجرعتين في تجارب المراحل الأخيرة، ولا ترغب في المخاطرة بالتجريب بجرعة واحدة أو جرعة منخفضة قد لا تعمل.

وكانت مستويات الأجسام المضادة التي أفرزها الجسم في نفس نطاق المستويات التي تم رصدها في أجساد المرضى المتماثلين للشفاء.

وقال الباحثون إن اللقاح تسبب في أعراض جانبية بسيطة في مرات أكثر مما ظهر في تجارب سابقة، ولكن بعض تلك الأعراض يمكن تقليلها من خلال تناول جرعات من المسكن باراسيتامول.


شارك
نشر في: 21/07/2020 9:05am
تقديم: Abdallah Kamal
المصدر: Reuters, SBS