البعد ليس جفاء: أنطوانيت كرم تعيل أسرا في لبنان منذ 20 عاما

Antoinette Karam

Antoinette Karam, A Lebanese social volunteer and helper Source: Supplied

سيدة لبنانية: "كلما أكلت وكلما شربت أتذكر عوز العائلات في وطني الأم والمحتاجون موجودون دائما في فكري وقلبي"


يقولون “البعد جفا”، يتغرّب الإنسان ويركز على انطلاقته في البلد الجديد فينسى أو يتناسى من هم بعيدون عن العين، ولكن هل يمكن نسيان من هم قريبون من القلب دوما. في ظل أوضاع اقتصادية خانقة يشهدها لبنان، تساهم مساعدات المغتربين في توفير لقمة العيش وكرامة الحياة.

السيدة أنطوانيت كرم منذ عشرين عاما وهي تخصص معونات دورية لعدد من العائلات في لبنان. الآن تشعر كرم أن عليها مسؤولية أكثر من أي وقت مضى في المساعدة بسبب الأوضاع الاقتصادية الخانقة التي يشهدها لبنان. 

السيدة أنطوانيت كرم أم لستة أولاد وجدة لأربعة عشر حفيدا، ولكن رغم عائلتها الكبيرة في أستراليا لم يكن بعدها عن الوطن الأم جفاء بل حافز للمزيد من البذل والعطاء: "أنا أحب لبنان، وأنا أشكر أهل لبنان لثباتهم في الوطن، الناس موجودين هناك كي يحافظوا على الوطن، لولاهم لما كان لبنان، نحن مدينون لهم، كثّر الله خيرهم، كم يجب أن نشعر بهم، لولا ثباتهم لانتهى الوطن وأنا أشكرهم"
الأيادي البيضاء تعطي بمجانية ودون مقابل ومن غير أن تعرف شمالها ما أعطت يمينها، هذا ما شددت عليه السيدة كرم ولكنها وافقت على الحديث عن مبادرتها لتسليط الضوء على أهمية مد يد العون الى عائلات لبنانية: "العطاء يبدأ من البيت، أنا أذهب كل سنة الى لبنان وكان بإمكاني أن أعاين الفقر والحاجة وعوز العائلات، اذا أكلت واذا شربت، هم دائما بفكري ليل نهار."

وتعيل أنطوانيت كرم ما يزيد على عشرة عوائل بشكل دوري منذ أكثر من عقدين، كما لا تنسى توزيع بعض المساعدات حسب الحاجة، في وقت تعيش فيه بكل بساطة وتواضع. 

وتفضل السيدة كرم الاستغناء عن كماليات الحياة فتحول راتبها لتأمين "لقمة الخبز ووضع الأكل على الموائد وتعليم الأطفال :"الناس في عوز، الأطفال العائلات، أرباب العائلات في لبنان لا يمكنهم الحصول على عمل لتأمين لقمة عيشهم، شيء محزن، المصارف شبه مغلقة ولا تعطي الناس أموالها، والأسعار تصاعدت بشكل لا يوصف، وقد ازداد الوضع سوءا مع أزمة كورونا فلا بد أن نزيد من عطاءاتنا"
وعن فرح  العطاء، قالت السيدة كرم لا شيء يفرحني كما يفرحني إرسال المساعدات الى المحتاجين والفقراء بلبنان، وأنا أعلم ما يمرون به من أزمات على جميع الأصعدة. وأضافت: "نحن هنا بألف خير ولكنهم يتامى في لبنان، لأن الحكومة أهل وإذا لم تقم الحكومة بواجبها تجاه الشعب فهذا يعني أن الشعب يتيم." 

وحثت السيدة كرم جميع المغتربين على تذكر أحبتهم في لبنان، ومد يد العون بدءا من الأقارب وحتى المعارف ثم إلى الجميع دون تمييز: "أعمال المحبة تبدأ من البيت ولكن لا حدود لها والجميع في لبنان بحال يرثى لها دون استثناء." 

وأضافت "لما لا نضع بدلا عن الكماليات أي كلفة تصفيف الشعر والأظافر ونساعد بها المحتاجين لحين تتحسن الأحوال ويجتازوا الأزمات الراهنة."

وربت السيدة كرم أبنائها على حب العطاء وقد أوصتهم بمتابعة المسيرة: "علمت أولادي أن يتذكروا المحتاج، وأنعم الله عليهم وقد أوصيتهم أن يكملوا العطاء حتى بعد مماتي وأن يتابعوا مساعدة العائلات المحتاجة فلا يتغير أي شيئ مما بدأته." 


شارك