النقاط الرئيسية
- واجه نشأت صعوبة في استيعاب "اللهجة الأسترالية" فقد تعوّد على استخدام اللهجة الأمريكية عند التحدث بالإنجليزية
- الحياة في أستراليا تتطلب من الإنسان أن يتعب حتى يصل لمرحلة الاستقرار فكثير من المؤهلين اضطروا لإعادة دراستهم
- تجربة الانتخابات كانت من التجارب المميزة التي تشعر المواطن أن له صوتاً ويستطيع أن يقرر من الشخص المناسب ليحكم البلد
في سرده لقصة هجرته، يروي الشاب العراقي ابن مدينة الموصل رحلة هجرته إلى أستراليا بأنها كانت "غنية بالمعرفة"، فقد عشق علم الترجمة الذي تعلمه في جامعة الموصل، ليتخصص به في مرحلة الماجستير في أستراليا لتصبح مهنته، طامحاً أن يكون فاعلاً مُنجزاً في أستراليا.
عن بدايات الهجرة إلى أستراليا قال نشأت: "وصلت مع العائلة عام 2009 وبدأنا حياتنا من الصفر".
أول ما صدمه عند الوصول أنه المتخصص في علم الترجمة واجه صعوبة في استيعاب "اللهجة الأسترالية"، فقد تعود أثناء دراسته على استخدام اللهجة الأمريكية عند التحدث بالإنجليزية، لكنه تجاوز هذه العقبة بالممارسة ومخالطة المجتمع.
كانت الحياة في البداية تحتاج لجهد لاستيعابها من قبل العائلة في كل شيء، فاللغة والنظام مختلفان وكذلك البيئة، لكن ما ساعد العائلة على تجاوز كثير من العوائق وجود عائلة والدته منذ تسعينيات القرن الماضي في سيدني.
كان نشأت محظوظاً بأن قبلته إحدى الجامعات في سيدني لاستكمال درجة الماجستير في الترجمة ليصبح مترجمًا متخصصًا في علمه على يد أساتذة كرسوا علمهم لطلبتهم.

نشأت مع رئيس كلية علوم الحياة في جامعة الموصل (١٩٩٨) Credit: NAshaat Yaccob
استكمال الماجستير في الجامعة كان نقطة تحول في حياة نشأت، فبعد حصوله على الماجستير، فتح باب العمل مصراعيه له ليدخل المجال العملي المهني بكل أطيافه.
وهل كانت أستراليا قاسية على شاب مؤهل وهو يشق طريق هجرته من حيث إيجاد العمل والتأقلم؟
"الحياة هنا تتطلب من الإنسان أن يتعب في البداية حتى يصل لمرحلة الاستقرار، فكثير من المؤهلين اضطروا لإعادة الدراسة منذ البدايات، رغم أنهم وصلوا لدرجات عليا في مهنتهم في الخارج".
يحكي نشأت عن مدينة الموصل ذات التاريخ العريق التي يشقها نهر دجلة، فهي مسقط رأسه ويصفها بأنها المدينة المعروفة باسم "أم الربيعين" لأن فصل الخريف فيها يتحول إلى ربيع فتشهد الفصلين في السنة.
ويضيف: "مع عراقتها التاريخية، فهي أرض العلم وبها جامعة الموصل إحدى أعرق الجامعات في المنطقة".
غرق نشأت في علم الترجمة لأخمص قدميه. فهو بالإضافة لامتهانه الترجمة يعمل على تطوير هذا العلم والتعمق به، ولا ينكر صعوبة الترجمة الشفهية في الجالية العربية لكون العالم العربي متعدد اللهجات، ويحتاج المترجم لإدراك معظم الكلمات والاختلاط بالناس أكثر لاستيعاب تعابير مختلف الثقافات العربية، لكنه أوضح أن المترجمين أيضا يستخدمون ترجمة واضحة من العربية إلى الإنجليزية باستخدام لغة عربية سهلة يمكن استيعابها.

نشأت عند التخرج من كلية الآداب جامعة الموصل مع احد الزملاء. انا اقف على الجهة اليسار. (٢٠٠٤) Credit: NAshaat Yaccob
لعل أكثر ما يقلق نشأت على أبناء الجالية في المستقبل هو "أن تذوب اللغة العربية عند الأجيال المتعاقبة وبالتالي تتلاشى هويتنا كعرب".
وينصح نشأت المهاجر الجديد أن يحدد هدفه في هجرته وأن يعمل بجد لتحقيقه لأن "الفرص كثيرة في أستراليا".
للاستماع لقصة المهاجر العراقي الأسترالي نشأت يعقوب. يرجى الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.