لم يكن عدد أفراد عائلة عمر يتجاوز عدد الأربعة عندما وصلوا إلى أستراليا قادمين من العراق على تأشيرة لجوء إنسانية. منذ عام ونصف، ولد لهم طفل صغير اسمه آدم، حصل على الجنسية الأسترالية بشكل تلقائي بما أن أحد والديه (أو كلاهما) يحمل تأشيرة تسمح له بالإقامة الدائمة.
عائشة وهي الابنة الأكبر لعمر، طالبة تمريض في جامعة غرب سيدني، وبما أنها انخرطت في النظام التعليمي الأسترالي، فلغتها الانجليزية جيدة وتؤهلها لاجتياز اختبار الجنسية بسهولة، أما عمر (50 عاماً) وزوجته فلم يوفقا في متابعة دروس اللغة الانجليزية التي توفرها الحكومة بشكل مجاني لنحو 510 ساعات للقادمين الجدد.
"أشعر أنني غير قادرة على مساعدتهم" هكذا عبرت لنا عائشة عن شعورها بالعجز حيال والديها اللذين قدما اختبار الجنسية الشهر الماضي على الرغم من مستواهما الضعيف في اللغة الانجليزية، فباتا اليوم متخوفين للغاية من النتيجة السلبية وبالتالي الحرمان من الجنسية التي لطالما حلما بها.
ويعاني الأخ الأكبر لعائشة من مشاكل صحية تستوجب الكثير من المراجعات الطبية وبالتالي لم يتمكن الوالدان من تخصيص الوقت الكافي لدراسة اللغة. وأوضحت عائشة أن والديها لا يطمحان للحصول على الجنسية ليتمكنا من السفر بحرية وإنما الشعور بالأمان: "الجنسية بالنسبة لنا تعني الاستقرار التام باستراليا. يرغب والداي بالشعور بالراحة لأنهم ينويان البقاء هنا طوال حياتهما فأخوتي بالمدارس وأنا بالجامعة."

Australian Passport Source: Getty Images
تجدر الإشارة إلى أن أستراليا تعفي من فاقت أعمارهم 59 عاماً، وهذا ما دفع عائشة للتساؤل: "ما الفرق بين عمر 60 و55 و50." وتمنت طالبة التمريض المجتهدة على الحكومة إعادة النظر في المسألة ومنح استثناءات للحالات الخاصة كوالديها وأضاف: "الهدف من الجنسية تحقيق الشعور بالانتماء."
ورغم عدم اتقانهم للغة الانجليزية، تمكن والدا عائشة من اكتساب المهارات اللغوية الأساسية اللازمة لمرافقة ابنهما الأكبر إلى مواعيده مع الأطباء، وعن هذه النقطة قالت عائشة: "بحكوا شوي انجليزي ممكن بنسبة 25%. حتى عندما شرحت لهم أسئلة مقترحة من اختبار الجنسية باللغة العربية، اكتشفت أنهما يعرفان الأجوبة ولكن اللغة هي العائق الوحيد أمامهما."
جدير بالذكر أن الفروق الجوهرية بين الجنسية الاسترالية والإقامة الدائمة تتخلص في قدرة الحاصل على الجنسية الإدلاء بصوته في الانتخابات وبالتالي المشاركة بشكل فاعل أكثر في القرار السياسي. وإلى جانب ذلك تتطلب بعض الوظائف الحكومية في المناصب الحساسة أن يكون المتقدم بطلب التوظيف من حملة الجنسية الأسترالية.
استمعوا إلى المقابلة مع عائشة في الملف الصوتي أعلاه.