كيف حول هذا الخياط ورشته إلى مصنع كمامات صغير؟

Tailor Mohammad Badr, who runs his shop in the Sydney suburb of Bankstown (left), and a woman wearing his mask creation.

Tailor Mohammad Badr, who runs his shop in the Sydney suburb of Bankstown (left), and a woman wearing his mask creation. Source: Supplied

اثنتان من كل خمس شركات استرالية تغير من طريقة تسليم سلعها أو الخدمات التي تقدمها في ظل أزمة وباء كورونا الاقتصادية.


تأثرت مصلحة السيد محمد بدر التجارية الصغيرة على غرار العديد من المصالح التجارية الصغيرة الأخرى بأزمة وباء كورونا الاقتصادية.

اذ يملك السيد بدر محلا للخياطة وتصليح الملابس والأقمشة في غرب مدينة سيدني. ويقول انه خسر 75% من دخله الأسبوعي. وعليه، يواجه الآن ضائقة مالية شديدة تؤثر على دفعات ايجار محله ومنزله والفواتير المرتبطة بهما.

اذ كانت هذه المصلحة مصدر رزقه الوحيد الذي يؤمن له ولعائلته الصغيرة تكاليف ونفقات المعيشة.

"أتشارك أنا وكل من يملك مصلحة تجارية صغيرة بالمعاناة المادية الآن. اذ يتوجب علي دفع ايجار المحل والمنزل، فواتير الكهرباء، الهواتف، دفعات لسيارتي وسيارة زوجتي...ودفعات بوليصيات التأمين وغيرها من مصاريف مخصصة لأساسيات وثوابت أخرى، جميعنا يعاني."

ويقول السيد بدر بأن قطاع الألبسة تأثر بشدة بسبب الأزمة. وبالنسبة له، يتوقف عمله على المناسبات الاجتماعية التي لم يعد لها مكان في الوضع الراهن.

"الناس تتهافت على المواد الغذائية والمواد الضرورية الأخرى مثل المعقمات والمنظفات. ولن يتهافتوا على الكماليات مثل الملابس، لذا تأثرت كغيري من العاملين في هذا القطاع."
Mohammad Badr
Tailor Mohammad Badr
وفي ظل إجراءات التباعد الاجتماعي والقيود المفروضة على التجول، يقول السيد بدر بأن نشاط العمل أصبح شبه معدوم وبأنه ولشهر كامل لم يستخدم الخيط والإبرة ليُحيك شيئا.

"أتفهم هذه الإجراءات التي فرضتها الدولة وأؤيدها لأنها تحافظ على سلامتنا."

وساهمت الضائقة المالية التي يواجها السيد بدر في خلق فكرة جديدة لضخ الحياة مجددا في مصلحته التجارية المتعثرة واعادة ماكينة خياطته الى العمل.

"طرح أصدقائي وزبائني عليّ فكرة صنع أقنعة للوجه بما انها تدرج تحت نطاق عملي كخياط، ولكن لم أعر هذه الفكرة أهمية في البداية."

"ولكنهم عادوا ليقولوا لي بأن هناك شح في عدد الأقنعة المتوافرة في السوق، لذلك أقنعوني بأني قد أستطيع تقديم خدمة لأبناء مجتمعي وأقوم بمحاولة لسد العجز المادي الذي أواجهه الآن."

وبالفعل قام السيد بدر بتصميم أقنعة للوجه يمكن استخدامها على المدى الطويل. أي يمكن غسلها وإعادة استخدامها مادامت بحالة جيدة و لم يحصل فيها ثقوب او تشققات.

"وخصصت السيدات المحجبات بتصميم قناع يسهل عليهن وضعه دون الحاجة الى تحريك حجابهن أو تثبيته على الأذنين. الشريط المطاطي الموصول بالقناع يمكن أن يثبت على الرأس والرقبة."
Mask creation
Mask creation Source: Supplied
وكان موقع  نشر إرشادات عن استخدام أغطية الوجه القماشية للمساعدة على إبطاء انتشار وباء كورونا.

ويوصي المركز بارتداء أغطية الوجه القماشية للحد من انتشار الوباء في الأماكن العامة حيث يصعب الحفاظ على تدابير المسافة الاجتماعية مثل محلات البقالة والصيدليات. وخاصة في الاماكن المصنفة من أكثر الأماكن التي تساهم في انتقال العدوى في المجتمع المحلي.

كما ينصح مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) باستخدام أغطية وجه بسيطة من القماش لإبطاء انتشار الفيروس ومساعدة الأشخاص الذين قد يكون لديهم الفيروس ولا يعرفون ذلك  بعدم نقله إلى الآخرين.

وذكر المركز بأن استخدام أغطية الوجه المصنوعة في المنزل من القماش والمواد الشائعة بتكلفة منخفضة تعد إجراء إضافيا طوعيا في مجال الصحة العامة.

وينصح المركز بعدم وضع أغطية الوجه القماشية على الأطفال الصغار تحت سن الثانية، أو أي شخص يعاني من صعوبة في التنفس، أو فاقد الوعي أو العاجز أو غير القادر على إزالة القناع دون مساعدة.

وأضاف المركز أن أغطية الوجه القماشية الموصى بها هي ليست أقنعة جراحية أو الأقنعة التي تضمن أجهزة تنفس N-95. لأن هذان النوعان يعدان من الإمدادات الأساسية التي يجب أن تظل محفوظة للعاملين في مجال الرعاية الصحية و الفرق الطبية في الصفوف الأولى.

ويقول السيد بدر أنه بدأ العمل على الأقنعة منذ بضعة أيام وتمكن من بيع 35 قناعا.

"بعض من زبائني اختاروا جلب قطعة قماشهم المفضل لأحيكه لهم، وفعلت. وقابلت هذه الأقنعة استحسانا منهم."

"أتمنى أن تنجح هذه المهمة في تقديم مساهمة لتخفيض النقص و تلبية الطلب في السوق وأن تمكنني من متابعة عملي في هذه المرحلة الحرجة."

ولم يتقدم السيد بدر بطلب المعلومات حول إمكانية حصوله على بعض الدعم الحكومي الذي أعلنت عنه الحكومة للمصالح التجارية المتأثرة بانتظار انتهاء السنة المالية الحالية.

وقال: "أود أن أشكر الحكومة على مبادرتها الكريمة والالتفاتة السريعة لتنقذ بعض الأشخاص الذين تأثروا من هذا البلاء."
Masks
Masks Source: Supplied
وأصدر  تظهر تأثير وباء فيروس كورونا المستجد على الأعمال التجارية، بناءً على دراسة استقصائية أجريت على 3000 شركة في الأيام التي تلت الإعلان عن  للمسافة الاجتماعية في 29 مارس/آذار.

وأفاد ثلث الشركات في جميع القطاعات بأن ايراداتها تضررت بسبب انتشار وباء Covid-19.

وأفاد نفس العدد تقريبًا من الشركات أنها عانت من انخفاض بالطلب على خدماتها أو سلعها.

وقالت اثنتان من كل خمس شركات أنها غيرت طريقة تسليم السلع أو الخدمات التي تقدمها، وقالت شركات اخرى انها أعادت التفاوض بشأن عقود الإيجار. و قامت واحدة من كل أربع شركات  بأرجاء سداد قروضها المصرفية.

وللأسف قالت واحدة من كل 10 أنها أوقفت العمل تمامًا. وكان سبب اضطراب العمل لـ 70 ٪ من الحالات وباء كورونا اللعين.
Mohmmad Badr
Mohmmad Badr
هاجر السيد محمد بدر الى أستراليا عام 1986 وتحديدا الى مدينة سيدني. بعد أسبوعين من تاريخ وصوله، بدأ العمل في مصنع لسراويل الجينز لأربع سنوات. وخلال هذه السنوات قام بدراسة صناعة الأزياء في معهد TAFE بدوام جزئي. وبعد أن أنهى دراسته، قام بفتح مصنعه الخاص لصناعة ألبسة الجينز من المنزل بخمس آلات خياطة. وازدهر عمله آنذاك ومكنه من نقل مصنعه الى موقع تجاري وتوظيف 20 عاملا فيه.

"في عام 1994 بدأ سوق الملابس باستيراد البضائع من الخارج وكانت بأسعار زهيدة مما أثر علينا كصناعة محلية، فاضطررت الى اقفال المصنع والبحث عن مشروع جديد."

وتمكن السيد بدر من فتح مصلحته التجارية الصغيرة المتخصصة بإصلاح وترميم الملابس عام 1997.

"وجدت محلا تبلغ مساحته 9 أمتار وأعمل فيه وحدي الآن منذ 23 عاما."

"وكنت ومن يعملون في مهنتي نشعر بأزمة اقتصادية منذ أربعة أو خمسة أعوام، ولكن ومع انتشار فيروس كورونا وحلول هذه الأزمة الجديدة الآن، دُمر عملنا تماما الى أن تحل معجزة الهية تخلصنا منه أو يجد العلماء حلا لهذا الوباء."
Mohmmad Badr
Mohmmad Badr

شارك