تعهد أكثر من 100 من قادة العالم بوقف إزالة الغابات وتدهور الأراضي بحلول نهاية العقد بدعم من 25.33 مليار دولار من الأموال العامة والخاصة للاستثمار في حماية الغابات وإعادة تشجيرها.
وقد حظي البيان المشترك في محادثات المناخ COP26 في غلاسكو بدعم زعماء دول مثل البرازيل وإندونيسيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والتي تمثل مجتمعة 85 في المائة من غابات العالم.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ، "ستكون لدينا فرصة لإنهاء تاريخ البشرية الطويل كفاتح للطبيعة ، وأن نصبح بدلاً من ذلك الوصي عليها" ، واصفًا ذلك باتفاق غير مسبوق.
وكان من المقرر أن تحضر الملكة البالغة من العمر 95 عاما مؤتمر الأمم المتحدة في غلاسكو. لكنها سجلت خطابها مسبقا الأسبوع الماضي في قلعة وندسور، بعد تلقيها نصيحة بالراحة بعد فحوصات طبية. وعوضا عن ذلك ألقت الملكة اليزابيت كلمة مسجلة حثت فيها زعماء العالم على التحرك بسرعة وقبل فوات الأوان من أجل أجيال المستقبل.
وقالت "لا أحد منا يقلل من شأن التحديات المقبلة: لكن التاريخ أظهر أنه عندما تجتمع الأمم في قضية مشتركة، يكون هناك دائما مجال للأمل".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد دعا الاثنين في افتتاح مؤتمر المناخ كوب 26 إلى "إنقاذ البشرية"، في وقت يدق خبراء البيئة ناقوس الخطر. وأمام أكثر من 120 من قادة العالم المجتمعين الاثنين في غلاسكو للمشاركة في القمة التي تستمر أسبوعين قال غوتيريش "آن الأوان لقول كفى". "كفى لانتهاك التنوع البيولوجي. كفى لقتل أنفسنا بالكربون. كفى للتعامل مع الطبيعة كمكب قمامة. كفى للحرق والحفر والاستخراج من أعماق أكبر. إننا نحفر قبورَنا بأنفسنا".
من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "إنها الفرصة الأخيرة وعلينا التحرك حالا"، وتحدث عن تفجر غضب شعبي "لا يمكن احتواؤه" في حال فشلت القمة في تحقيق الهدف المنشود. وقال رئيس الوزراء إنه إذا فشل الزعماء في تحقيق الهدف، فإن الأجيال التي لم تولد بعد "لن تسامحنا".
وشكل كلام جونسون استعادة لما سبق أن قالته الناشطة البيئية البالغة من العمر 18 عاما، غريتا تونبرغ الموجودة في غلاسكو مع الآلاف من المحتجين الآخرين، وهو حث القمة على عدم الانغماس في "الثرثرة".
وتُعتبر قمة كوب 26 حيوية لاستمرارية اتفاق باريس الذي أُبرم العام 2015 ونصّ على الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى "أقل بكثير" من درجتين مئويتين، والعمل على حصرها بحدود 1,5 درجة.
ويقول الخبراء إنه ومع ارتفاع درجة الحرارة بما يزيد قليلا عن درجة مئوية واحدة منذ الثورة الصناعية، تتعرض الأرض لموجات حر أكثر شدة من أي وقت مضى، وفيضانات وعواصف استوائية تتسبب في ارتفاع منسوب مياه البحار.
ويرى مراقبون أن النقاشات في قمة غلاسكو المتواصلة حتى 12 تشرين الثاني/نوفمبر لن تكون سهلة. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن كارثة المناخ تمثل "نقطة انعطاف في تاريخ العالم".
وتراجعت التوقعات المتوخاة من القمة بسبب غياب عدد من الشخصيات البارزة منها الرئيس الصيني شي جينبينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب اردوغان.
الموقف الأسترالي
من جهته، استخدم رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون خطابه في قمة المناخ في غلاسكو لإعادة التأكيد على التزام الحكومة الفيدرالية بصافي انبعاثات صفرية (أو تحييد أثر الكربون) بحلول عام 2050 وللتأكيد مرة أخرى على أن التطورات التكنولوجية ستكون أساسية لتقليل التلوث. مشددا على أن التكنولوجيا سوف تكون الحل للتوصل إلى اقتصاد خالٍ من الكربون مع الوقت.
كما أعلن أن الحكومة ستعزز التزام أستراليا المالي لمساعدة دول المحيط الهادئ وجنوب شرق آسيا في مواجهة آثار تغير المناخ ، بمقدار 500 مليون دولار ليصل إلى ما مجموعه 2 مليار دولار.
وأعلن السيد موريسون في خطابه أن أستراليا ستعتمد تقنيات الطاقة الشمسية وغيرها من تقنيات الطاقة المتجددة. لكنه قال أيضًا إن ما يُمكن أن يحققه مؤتمر تغير المناخ في غلاسكو - الذي وُصف بأنه أحد أهم المؤتمرات في هذا الجيل – يبقى محدودا.
وفي الوقت الذي تعهدت فيه أستراليا بالتوصل إلى صفر صافي انبعاثات بحلول عام 2050، فإنها لم تزيد أهدافها القصيرة المدى لعام 2030، والتي كان قد حددها طوني أبوت عام 2015 وتعهد فيها بخفض الانبعاثات إلى ما بين 26 و28 بالمئة.
من جهتها اتهمت المعارضة الفدرالية السيد موريسون بإحراج أستراليا على المسرح العالمي. وقال وزير الطاقة في حكومة الظل كريس بوين "إن خطاب موريسون كان مجرد شعارات فارغة خالية من الجوهر. فالكلام عن التكنولوجيا ليس إطارا لتطوير واعتماد وتبني تلك التكنولوجيا"، على حد تعبيره.
ويقول الدكتور فؤاد عبو المختص بالبيئة والتغير المناخي في حديث مع SBS Arabic24: "من الصعب القول إن هذه هي الفرصة الأخيرة وإلا فسيندثر العالم، نعم إنها فرصة جوهرية أمام المسؤولين لاتخاذ قرارات مهمة وجادة لعكس التدهور المناخي، إنها من الفرص القليلة المتبقية للقيام بخطوات تقلل الانبعاثات الدفيئة".
وذكر الدكتور عبو أن هناك عدة طرق لموازنة غاز ثاني اوكسيد الكربون مع ما ينبعث من الطبيعة مثل زيادة المساحات المزروعة بالغابات والنباتات واستخدام طرق لامتصاص الغازات وتحليلها إلى مكوناتها الأساسية وذلك من خلال استخدام طرق تكنولوجية متقدمة.