أدانت محكمة أميركية اليوم الأربعاء الشرطي السابق ديريك شوفين بتهمة القتل العمد للمواطن الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد في قضية هزت الولايات المتحدة على مدار عام وأظهرت الانقسامات العرقية العميقة في المجتمع الاميركي.
وتوصلت هيئة المحلفين في مدينة مينيابوليس إلى قرار بالاجماع بأن الشرطي ديريك شوفين مذنب بالتهم الثلاث الموجهة اليه وهي جريمة القتل العمد أو القتل من الدرجة الثانية وجريمة قتل من الدرجة الثالثة والقتل غير العمد.
ومع الاعلان عن الحكم انطلقت هتافات المحتشدين أمام مقر المحكمة التي خضعت لحراسة مشددة في وسط مدينة مينيابوليس بعد محاكمة استمرت جلساتها مدة ثلاثة أسابيع. ويواجه ديريك شوفين، البالغ من العمر خمسةً وأربعين عاماً، حكما بالسجن لمدة 40 عاما كحد أقصى في التهمة الأكثر خطورة وهي القتل العمد أو القتل من الدرجة الثانية. وستعقد جلسة تحديد العقوبة في وقت لاحق.
قال رئيس تحرير صحيفة التلغراف الصادرة في سيدني الاستاذ انطوان القزي ان "قرار الادانة للشرطي السابق ديريك شوفين بتهمة القتل لجورج فلويد جاء طبيعيا ومتماشيا مع حادثة القتل. إن الحكم كان منتظرا لان هناك حالة شعبية وسخط وغضب وحشود في الشوارع الأميريكية بإنتظار الحكم."
وأضاف القزي، لبرنامج أستراليا اليوم، أن القرار يبعث برسالة متشددة بأن غدا ليس كالأمس. وسيكون هناك ركيزة لاصلاحات في أميركا.
وشوهد شوفين في تسجيل مصوّر في 25 ايار/مايو 2020 وهو ضاغط بركبته على رقبة فلويد لأكثر من تسع دقائق بينما استلقى جورج فلويد، البالغ 46 عاما على بطنه في الشارع وهو يقول "لا يمكنني التنفّس".
وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن لعائلة جورج فلويد في اتصال هاتفي عن "ارتياحه" للحكم، قائلا انه "في غاية الاهمية".، كما اتصلت نائبة الرئيس كامالا هاريس بعائلة فلوبد ايضا وقالت "هذا يوم للعدالة في اميركا".
وبعد إصدار الحكم، وصف بايدن في كلمة تلفزيونية له العنصرية بأنها "لطخة على روح الأمة"، داعيا الى "مواجهة العنصرية الممنهجة والتفاوتات العرقية الموجودة داخل الشرطة والنظام القضائي الجنائي". ومن جانبه، قال الرئيس الأميريكي الأسبق باراك أوباما إن "هيئة المحلفين قامت بما هو صحيح"، مضيفا ان "العدالة الحقيقية تتطلب ما هو أكثر من ذلك".
وأشاد محامي عائلة فلويد بن كرامب بالحكم باعتباره انتصارا تاريخيا للحقوق المدنية ويمكن ان يكون ركيزة لاصدار تشريعات تتضمن اصلاحات للشرطة خاصة في تعاملها مع الأقليات.
المزيد في التدوين الصوتي اعلاه مع رئيس تحرير صحيفة التلغراف الصادرة في سيدني الاستاذ انطوان القزي