يدور نقاش ساخن في الولايات المتحدة حول أفضل طريقة لتعليم أطفال المدارس عن العنصرية.
جوهر الخلاف نظرية العرق النقدية أو ما يعرف بـ Critical Race Theory، والتي يقول مؤيدوها إنها ضرورية لفهم العنصرية النظامية.
نشأت نظرية العرق النقدية في السبعينات بين علماء القانون، وهي أداة تحليلية تستخدم العِرق كعدسة يمكن من خلالها فحص هياكل السلطة.
وتتابع النظرية كيفية تأصل العنصرية في نسيج المجتمع ونظامه. وليس من الضروري وجود عنصرية فردية لكي يتم ملاحظة أن العنصرية المؤسسية منتشرة في الثقافة السائدة. وبحسب النظرية، فإن المؤسسات التي تستند إلى امتياز البيض وتفوقهم تعمل على تهميش الأشخاص الملونين.
وبحسب الباحث القانوني روي بروكس، فإن السؤال الذي يكمن دائمًا في خلفية هذه النظرية هو: ما الذي سيكون عليه المشهد القانوني اليوم إذا كان الأشخاص الملونون هم صناع القرار؟
ولكن نظرية العرق النقدية تعد الآن مصدر قلق لليمين السياسي.
المعارضون - وخاصة السياسيون اليمينيون في الولايات المتحدة. - يقولون أن النظرية مثيرة للانقسام وأن طلاب المدارس الأمريكية يتعلمون من خلالها كره بلادهم.
تحاول بعض الولايات في الولايات المتحدة - مثل أوهايو - حظر دراسة النظرية تمامًا.
كما أدان سياسيون مثل تيد كروز نظرية العرق النقدية كما فعل الآباء في جميع أنحاء البلاد مثل فرجينيا حيث يقولون إن المدارس العامة تحت توجيهها تعلم شكلاً من أشكال العنصرية العكسية ضد البيض.
في شهر حزيران/يونيو 2021 صوّت مجلس الشيوخ الأسترالي لصالح اقتراح يدعو الحكومة الفدرالية لرفض تدريس نظرية العرق النقدية ضمن المناهج الدراسية الوطنية.
تم تقديم الاقتراح من قبل السناتور بولين هانسون على خلفية مخاوف ذكرت في بعض وسائل الإعلام مثل The Australian من أن مشروع المنهج الوطني المقترح "مشغول بالقمع والتمييز والنضال من جانب السكان الأصليين الأستراليين".
وتم إصدار مسودة للمنهج الوطني المعدل المقترح في نهاية نيسان/أبريل تشمل تنقيحات جديدة تعكس بشكل أكثر دقة تاريخ السكان الأصليين مع الاستعمار الأوروبي.
وبعد إصدار مسودة المنهج ادعى مركز أبحاث محافظ أن هناك دلائل على أن نظرية العرق النقدية تتسلل إلى المدارس.
ويزعم معارضو النظرية أنه تحت عباءة الحساسية العرقية تقوم المدارس في الأساس بإحراج الطلاب البيض.
ويقول العديد من المدرسين إنه في الواقع لا يتم تدريس النظرية لأطفال المدارس لأنها معقدة للغاية.
ولا يمكن للأطفال منذ الصغر استيعاب المفاهيم العامة حول عدم المساواة العرقية ومناقشة الأشكال التاريخية والمعاصرة للعنصرية.
تزداد أهمية مناقشة مثل تلك المفاهيم مع زيادة نسبة الأطفال الأستراليين الذين لديهم خلفيات عرقية متنوعة ومن المرجح أن يكون لديهم بالفعل خبرة شخصية مع التمييز.
لذلك من المهم مناقشة هذه المواضيع في السياقات التعليمية بطرق مناسبة للعمر.