لم يكن في ذهن ذلك الإرهابي الذي اقتحم مسجد النور في كرايستشيرش – نيوزيلندا، أن يكون هذا الاعتداء نقطة تحول في تاريخ نيوزيلندا لوضع نهاية لخطاب الكراهية والعنصرية، لاسيما ضد المسلمين .
الشيخ جمال فودة إمام مسجد النور كان في زيارة إلى أستراليا خلال هذا الأسبوع، وهو أحد الناجين من المجزرة التي خلفت 51 قتيلا من المصلين و51 مصاباً في آذار مارس من العام الماضي. وكان فودة من أوائل الشخصيات المسلمة التي ظهرت إعلاميا بعد وقوع الحادث، متحدثاً عن ضرورة التصدي لخطاب الكراهية ضد المسلمين.
الهجوم كان له وقع كبير في أستراليا، ليس فقط بسبب القرب الجغرافي من نيوزيلندا والتحالف الوثيق، بل لأن المهاجم كان أستراليا، وهو ما أثار مخاوف من صعود اليمين المتطرف في البلاد. بالنسبة للشيخ جمال فودة فإن الطريق نحو التعلم من أخطاء الماضي يبدأ بقانون لحماية الأديان: "الإسلاموفوبيا حقيقة ولابد أن يكون هناك قوانين لحماية الأديان، ليس الدين الإسلامي فقط، بل كل الأديان، المسيحية واليهودية والبوذية وغيرها من الأديان. يجب أن تكون هنالك حماية للأقليات والأديان من عبث العابثين."
الشيخ جمال فودة في ضيافة مجلس الأئمة الفيدرالي في أستراليا Source: Facebook @Australian National Imams Council
ورغم الفاجعة التي تعرضت لها الجالية المسلمة في نيوزيلندا إلا أن الهجوم فتح جسور التواصل بينهم وبين المجتمع النيوزليندي الأوسع، وأظهر أهمية أن يكون أبناء الجالية فاعلين في المجتمع من خلال الأدوار الاجتماعية المختلفة وحتى الأدوار السياسية وطريقة صنع القرار. كما أظهر الهجوم مشاعر المودة والحب العارمة التي يحملها الشعب النيوزليندي للمهاجرين والجالية المسلمة، وشعر الجميع أنه مرحب بهم.
وقال الشيخ فودة "لم ينجح الإرهابي في جر الجالية المسلمة إلى الطريق الذي أراده لتفريق المجتمع، بل بالعكس أصبح المجتمع لُحمة واحدة، يجمعهم الحب والتعاطف بين المسلم وغير المسلم. تعاطفوا جميعاً، وهذا درس جميل بأن عدم الانتقام يزيد الحب."
التعاون الذي أبدته الحكومة والشعب النيوزيلندي لاحدود له، وقال الشيخ فودة "إن تكاتف الحكومات مع الشعب والحب الصادق بين الشعب والسلطات يخلق مجتمعاً ايجابياً ويخلق السلام والأمان، وهذه رسالة وصلت لهؤلاء الارهابيين أنهم لن يستطيعوا أن يقسموا المجتمع نصفين يتحاربون ويتقاتلون. ما أظهرته خاصة رئيسة الوزراء كان درساً عملياً لكل من تسول له نفسه ان يحدث انقساماً في المجتمع ".
Gamal Fouda was inside the Al Noor mosque when a gunman opened fire. Source: SNPA
استمعوا إلى اللقاء كاملاً مع الشيخ جمال فودة في التدوين الصوتي المرفق بالصورة.
