المناولة باليد والسلام بالكلام وقوارير الماء المُصلى عليه، إجراءات احترازية مؤقتة للحد من انتشار عدوى كورونا. واعتبرت الكنيسة المارونية في أستراليا تلك التدابير بمثابة أعمال رحمة تجاه الآخرين خاصة الأطفال والمسنين.
ومع تزايد انتشار فيروس كورونا أصدر راعي الكنيسة المارونية في أستراليا ونيوزيلندا المطران أنطوان شربل طربيه بيانا خاصا بالتدابير الوقائية التي ستعتمدها الكنيسة لحماية مرتاديها والوقاية من الفيروس والحد من انتشاره.
ومن أبرز تلك التدابير الوقائية المؤقتة: المناولة باليد، وتوزيع الماء المُصلى عليه في قوارير مغلقة، والسلام بالكلام وليس بمصافحة الأيدي.

Christians mark Christ’s sacrifice of himself on the cross during the celebration of the Eucharist Source: AAP
وقال المطران طربيه إن تلك الإجراءات الاحترازية ضرورية لحرص الكنيسة وأبنائها على السلامة العامة مؤكدا أن تلك التدابير التي ستعتمدها الكنيسة المارونية مؤقتة للحد من انتشار الفيروس.
وفي حديث له مع أس بي أس عربي 24 أشار المطران طربيه أن قرار اتخاذ تدابير وقائية صدر عن لجنة الأساقفة الكاثوليك، وتبنت الكنيسة المارونية هذه التدابير لحماية أبنائها من العدوى، حيث تشجع الكنيسة في البيان الصادر عنها أن يتقدم المؤمنون للمناولة باليد أمام الكاهن.

Source: Reuters
وقال المطران، وهو أعلى مرجعية مارونية في أستراليا، إن المناولة باليد لا تتعارض مع الإيمان، وهي مقبولة كنسيا ولاهوتيا مثل المناولة بالفم، مشددا على أن أهم شئ هو "القلب النقي".
وقال المطران إن الإجراءات الجديدة لا تمس بقدسية وكرامة المقدسات، وإن القربان هو الدواء الشافي لجميع الأمراض وكل إثم إلا إن يد الكاهن لو لمست مؤمن مصاب فقد تنقل العدوى الى آخرين. وقال المطران: "الإشكالية ليست في القربان إنما في طريقة التوزيع" لذا تستحسن المناولة باليد خلال هذه الظروف المستجدة والاستثنائية.
وأضاف المطران طربيه إنه من واجب القادة الروحيين حماية المؤمنين والكنيسة، مناشدا الجميع بالاستجابة والتعاون وطاعة التعليمات الاحترازية لأنها تصب في مصلحتهم الروحية والزمنية: "أتمنى على المؤمنين إظهار التجاوب والطاعة لتعليم الكنيسة، كونوا رحماء تجاه الآخرين كي لا نعرضهم لخطر الإصابة."
أما بالنسبة لمعارضي هذه التدابير، أوضح المطران طربيه أن كل قرار وكل التدابير التي يتم اتخاذها تكون مدروسة من جميع النواحي لضمان سلامة المؤمنين على جميع الأصعدة : "عندما نعطي تدبير يكون مدروسا روحيا ولاهوتيا ورعويا، وله أبعاد إنسانية ورعوية، وندعو الجميع للتعاون وطاعة تعليم الكنيسة لأنه طريق الخلاص والقداسة."
أما بالنسبة للتجمعات خاصة في أيام العيد حيث تكتظ الكنائس، قال المطران طربيه: "بالنسبة للعيد سوف نضع خطة رعوية من أجل الأمور العملية مثل تقبيل الصليب يوم الجمعة العظيمة"، كما تنظر الكنيسة في زيادة عدد القداسات أيام العيد من أجل راحة المؤمنين وتخفيف الاكتظاظ والتجمعات الكبيرة.

Catholics receive the Eucharist during he Christmas Eve mass in the Xishiku Catholic Church in Beijing, China, 25 December 2018. Source: AAP
وأضاف طربيه أن القادة الروحيين يدروسون تفاصيل تلك التدابير وسوف يطلعون المؤمنين عليها في حينها إلا أنه تمنى زوال الوباء قبل وصول العيد وشفاء كل مصاب وتمتع الجميع بالصحة والسعادة: "نحاول أن نأخذ كل إجراء وقائي دون التأثير على البعد الروحي الخاص بهذه المناسبة خاصة الجمعة العظيمة وعيد القيامة"
وفي النهاية، أشار المطران طربيه إلى عقد ندوة طبية توعوية وتثقيفية حول سبل الوقاية من فيروس كورونا يوم الخميس في 12 من آذار/ مارس في قاعة سيدة لبنان في هاريس بارك.