تتجه الحكومة الأسترالية تدريجيا نحو الاستغناء عن لقاح أسترازينيكا والاعتماد أكثر على لقاح فايزر وموديرنا لتطعيم الأستراليين في الاشهر الأخيرة من عام 2021 بعد أن تعثرت خطة اللقاح الأولية.
النقاط الرئيسية
- سيتم الاستغناء عن لقاح أسترازينيكا في أستراليا تدريجياً
- هناك تراجع في أخذ اللقاح عند الأستراليين والتريث واضح عبر إلغاء المواعيد
- الشخص الملقّح قد يصاب بكورونا لكنه لن يعاني من عوارض خطيرة أو يواجه الموت
سيتم تخصيص 2.3 مليون جرعة فايز، منها 1.5 مليون للأطباء والباقي لمراكز التطعيم الحكومية أسبوعياً.
من جهة أخرى، تمر ولاية نيو ساوث ويلز بحالة من الترقب، بعد اتساع بؤرة بونداي، ومع تخوف السلطات الصحية من كون معظم الإصابات مرتبطة بسلالة الفيروس دلتا السريعة العدوى.
وصرحت رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز غلاديس بيرجيكليان أن الولاية تواجه أكثر أوقاتها "رعباً" من الوباء، في الوقت الذي يحاول مسؤولو الصحة الكشف عن أربع حالات غامضة في سيدني.
وقال الدكتور باسم الأنصاري، مستشار الصحة العامة العالمية، والباحث في كلية الطب في جامعة سيدني، إن متحور دلتا سريع الانتشار بدرجة عالية وفيروس كورونا هو بالأصل كذلك: "من الممكن ان يرتفع عدد الإصابات بكورونا بشكل مفاجىء، دلتا أسرع انتشاراً ولكن بغض النظر عن السلالة، أثبت فيروس كورونا خلال السنة الماضية أن الإصابات ممكن أن تتكاثر بسرعة، هناك نماذج مثل كوريا الشمالية وتايوان اللتان نجحتا في احتواء الأزمة في البداية ثم وقعتا بأزمة كبيرة بسبب انفلات بسيط في حالات معينة."
وهناك دول عديدة أفلتت من الموجة الأولى لفيروس كورونا ثم عادت لتعاني من تفشي الوباء في فترات لاحقة بسبب تسرب الفيروس من ثغرة ضيقة.
هذا وستتلقى أستراليا ما يصل إلى 2.3 مليون جرعة لقاح كوفيد-19 من شركة فايزر كل أسبوع مع بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر، حيث ستتوقف تدريجياً عن استخدام أسترازينيكا.
وعلى الرغم من الزيادة المخطط لها، قالت رئيسة الكلية الملكية الأسترالية للأطباء العامين كارين برايس إن المخصصات المتوقعة تعني أن الطلب على اللقاحات المطلوبة سيظل على الأرجح يفوق العرض حتى سبتمبر.
رافق هذا الإعلان تراجعاً في أخذ اللقاح عند الأستراليين، وكان التريث ملحوظاً من خلال إلغاء المواعيد بأعداد كبيرة.
وناشدت السلطات الطبية الأستراليين بعدم ألغاء مواعيد أخذ اللقاح، خاصة أولئك الذين أخذوا الجرعة الأولى، مذكرة بان اللقاح آمن وفعال: "خطر الوفاة ضئيل جداً لا يتخطى واحد من 2 مليون شخص، التخوف هو من الجرعة الأولى فإذا لم يحدث أي تجلط وهو احتمال نادر، أي حالة لكل مليوني شخص، فخطر التجلط من الجرعة الثانية هو أقل بكثير ولا يصل الى واحد من عشرة من مخاطر الجرعة الأولى التي هي بالأصل نادرة جداً."
"التلقيح أفضل من عدمه بالرغم من حالات التخثر التي أثارت قلق الناس، والنصائح الطبية مبنية على المعلومات والبيانات المتوفرة حالياً، وما تفيد به الجهات الصحية حتى الآن هو ان الأدلة تشير إلى ان اللقاح آمن."
وأضاف د. الأنصاري: "تتخذ القرارات على أساس التجارب والبيانات المتاحة، إلى الآن تدل التجارب السريرية ان لقاح فايزر منح مناعة جيدة ضد الفيروس وأن الملقحين لم يعانوا من أية عوارض خطيرة."
وبالنسبة لضرورة إيصال المعلومات بلغة سهلة مبسطة ومفهومة قال د. الأنصاري:" الحكومة تبادر بنشرالمعلومات بشفافية ودور الأعلام كبير في هذه المسألة ولكن اللغة التي استخدمت في المنشورات التوعوية الأولى "كانت جافة ورسمية، ولا بد من تبسيط العبارات لتكون مفهمومة وتصل المعلومات بوضوح، خاصة للجاليات الإثنية."
وأضاف: "يجب تعديل خطاب الجهات الصحية للتواصل بشكل أفضل مع الجهات المعنية، فهناك احتمال ان تصل المعلومة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنها مفهومة أو أن الشخص مقتنع بها أو أنها ستحدث تغييراً في السلوكيات."
"نحتاج إلى تغيير السلوكيات والابتعاد عن اللغة الرسمية والجافة لإحداث تأثير إيجابي."
وفي سياق متصل، رأى د. الأنصاري أن إغلاق الحدود حل مؤقت، لما له من تأثير على حياة الناس والاقتصاد والروابط العاطفية والعائلية وأن التأخير على المدى الطويل لن يجدي نفعاً: "إغلاق الحدود إجراء حكومي للحد من انتشار الفيروس ونحن بخير ما دمنا منغلقين على أنفسنا ولكن إلى متى؟ التأخير له عواقبه."
كما رأى د. الأنصاري أن التلكؤ أوالتريث ليس فقط بسبب النهج الحكومي ولكن له علاقة بإمدادات اللقاح وهي مشاكل خارجية وليس فقط عوامل داخلية: "يجب ان نأخذ محطات ومواعيد انهاء خطة التلقيح بتحفظ."
وتطرق د. الأنصاري إلى التساؤلات حول ارتداء الكمامة لمن تلقى اللقاح بالكامل:"أولاً من الممكن أن يصاب الإنسان الملقّح بكورونا ولكنه لن يعاني من عوارض خطيرة أو يواجه الموت، سيتمتع بالمناعة ضد الأعراض الخطيرة والشديدة، والشيء الثاني هو احتمال نقل العدوى من خلال الشخص الملقّح إلى غيره، فقد لا تظهر عليه الأعراض في الوقت الذي يكون قابلاً لنقل العدوى إلى الآخرين الذين لم يخضعوا للتطعيم."
وفي الختام أوضح د. باسم الأنصاري ان: "كل فيروس يتحور، فمن خصائص الفيروس قابليته للتحور وتكوين نسخ جديدة من نفسه، لقاح الإنفلونزا لقاح سنوي، نأخذ جرعة منه كل سنة خاصة في فصل الشتاء، وعلى الأرجح أن يكون كذلك لقاح كورونا."