خطت أستراليا واليابان خطوة كبيرة نحو توقيع اتفاقية دفاعية طال انتظارها ستمكن البلدين من تكثيف التعاون العسكري في مواجهة التوترات المتزايدة مع الصين. ولم يتأخر الرد الصيني فأوردت صحيفة صينية تهديدات بالرد وقالت "إن أستراليا واليابان أدوات تستخدمها الولايات المتحدة، وأن الخطر الاستراتيجي من تعرض الأدوات للأذى أكبر بكثير من الخطر على المستخدِم".
النقاط الرئيسية
- أستراليا واليابان توقعان اتفاقية مبدأ للتعاون العسكري المشترك
- البلدان يقولان إن الاتفاقية لا تستهدف الصين بل هي اتفاقية بين دولتين صديقتين
- صحيفة صينية تتهم البلدين بإظهارها كخطر أمني وتهدد بإجراءات صينية مضادة
وقع رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أمس ورئيس الوزراء الياباني يوشيدي سوغا على اتفاقية مبدأ تسمح لقوات أي من البلدين باستخدام القواعد العسكرية في البلد الآخر، بعد ست سنوات من المفاوضات الشائكة.
وتعتبر هذه الاتفاقية مهمة جدا لليابان التي لم توقع على اتفاقية تسمح بتواجد قوات عسكرية اجنبية على أراضيها منذ ستين عاما حينما وقعت اتفاقية مشابهة مع الولايات المتحدة
ولم ترد الحكومة الصينية بشكل رسمي على الاتفاق لكن صحيفة صينية مقربة من النظام قالت إن أستراليا واليابان "تضربان مثالا سيئا باعتبار أكبر شريك تجاري لهما، وهو الصين، تهديدا أمنيا،ويتصرفان بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية".
وأضافت صحيفة الصينية بأن الصين "لن تكون غير آبهة بخطوات الولايات المتحدة الهادفة إلى تحريض دول للتكتل ضد الصين على المدى البعيد".
وأضافت " لا مفر من أن تتخذ الصين نوعا من الإجراءات المضادة".
وأن "بلدانا كاليابان وأستراليا استخدمت كأدوات من قبل الولايات المتحدة، وأن الخطر الاستراتيجي من تعرض الأدوات للأذى أكبر بكثير من الخطر على المستخدِم".
وفي حديث مع SBS Arabic24 قال رئيس تحرير جريدة التلغراف الصادرة في أستراليا أنطوان القزي "إن توقيع أستراليا واليابان على هذه الاتفاقية هي لحظة ذكية ومؤاتية لأن البلدين يعيشان هاجس تعاظم القوة الصينية وأنهما بذلك تشكلان طوقا في محاصرة الصين".
وأضاف "ليس أستراليا فقط من تحتاج لليابان بل اليابان أيضا بحاجة لأستراليا" لافتا إلى التضييق الصيني على اليابان في قضية جزر سينكاكو.
وكانت وثيقة استراتيجية الدفاع اليابانية لعام 2020 احتوت على انتقادات للصين أكثر من أي وقت مضى، حيث أشارت إلى "محاولات بكين الأحادية المستمرة لتغيير الوضع الراهن في المنطقة عن طريق الإكراه حول جزر سينكاكو".
وتسيطر اليابان على الجزر ، لكن الصين تطالب بها ، والتي كانت ترسل سفن خفر السواحل إلى المياه الإقليمية لليابان.
رئيس الوزراء سكوت موريسون وصف الاتفاقية بأنه "لحظة محورية في تاريخ العلاقات بين استراليا واليابان"، ولا يمكن التقليل من شأنها.
وأضاف "ستشكل أرضية ثابتة في كيفية استجابة أستراليا واليابان لبيئة أمنية تزداد فيها التحديات في منطقتنا وسط ظروف استراتيجية غير مؤكدة ".
ويعتقد مسؤولو الدفاع أن الاتفاقية سوف تسهل التعاون بين البلدين بما في ذلك في مسألة المياه المتنازع عليها في بحري الصين الجنوبي والشمالي.
وفي بيان مشترك صدر في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، أعرب الزعيمان عن "مخاوف جدية" بشأن الوضع في كلا البحريين و"أكدا من جديد معارضتهما الشديدة لأي محاولات قسرية أو أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن وبالتالي زيادة التوترات في المنطقة".
جدير بالذكر أن لدى الصين مطالبات إقليمية واسعة في كلا البحرين، تعارضها اليابان والعديد من دول جنوب شرق آسيا.
وفي إيماءة أخرى لبكين "شدد البيان على أهمية دعم العمليات والمؤسسات الديمقراطية في هونج كونج" ، والتي تشمل "الدرجة العالية من الحكم الذاتي المنصوص عليها في القانون الأساسي والإعلان الصيني البريطاني المشترك".
وقد رفعت اليابان وأستراليا بالفعل وتيرة التعاون الدفاعي في السنوات الأخيرة.
استمعوا إلى التسجيل الصوتي في أعلى الصفحة.