صوت مجلس النواب الأمريكي، مساء الأربعاء، لصالح إقرار تشريع ينص على مساءلة رئيس الولايات المتحدة الحالي، دونالد ترامب، بتهمة التحريض على التمرد في أحداث الكونغرس. وأيد 232 مشرعا في مجلس النواب، بينهم 10 جمهوريين و222 ديمقراطيا، تشريع مساءلة ترامب، مقابل 197 نائبا أعلنوا رفضه.
وأصبح ترامب بالتالي أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يواجه المساءلة مرتين.
ويمهد هذا التصويت لطريق لمحاكمة ترامب في مجلس الشيوخ بهدف عزله ومنعه من تقلد الرئاسة مجددا إذا أدين بالتحريض على التمرد.
واعتبر معدو مشروع القرار أن ترامب حرض أنصاره على اقتحام الكونغرس وممارسة النهب والدمار والقتل فيه، مشددين على أنه أظهر بذلك أنه "سيواصل تمثيل تهديد للأمن القومي والديمقراطية والدستور حال السماح له بالبقاء في منصبه".
ودعت الوثيقة إلى "عزل ترامب ومحاكمته وإبعاده من مكتبه" مع منعه من تولي أي منصب في الولايات المتحدة.
وفي حديث مع SBS Arabic24 يقول الخبير في الشأن الأمريكي الدكتور ناصر فياض من واشنطن إن أهداف هذا التحرك متعددة
"الهدف الأول هو إرسال رسالة إلى أي مسؤول يتصرف كما تصرف الرئيس ويحاول أن يتمرد أو يساهم في تمرد مثل الذي حصل وهز المؤسسات الأمريكية ولم يسبق له مثيل في تاريخ الولايات المتحدة، والهدف الثاني هو كون الحزب الجمهوري قد غطس في هذا الموضوع وساند الرئيس ترامب حتى النهاية في كل مغامراته الغير المحسوبة، الآن يحاول الحزب الديمقراطي أن يثأر من الحزب الجمهوري وينتصر عليه بالنقاط واذا استطاع ان ينتصر عليه بالضربة القاضية".
وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن المجلس برهن بأن لا أحد فوق القانون، وأن ترامب يشكل خطرا واضحا على البلاد، وأن على الرئيس أن يحترم القسم الدستوري ويدافع عن دستور الولايات المتحدة.
وفي كلمة مصورة نشرت على حساب البيت الأبيض في موقع "تويتر" مساء الأربعاء ولم يتطرق فيها إلى قضية العزل أكد ترامب، أنه "أصيب بصدمة وحزن" من اقتحام الكونغرس متعهدا بأن تتم محاسبة كل المشاركين فيه، وقال إنه أمر باستخدام كل الموارد لفرض النظام أثناء نقل السلطة. وشدد على أن "الولايات المتحدة دولة قانون، وهؤلاء الذين تورطوا في هجمات الأسبوع الماضي سيتم جلبهم للعدالة".
غير أن الدكتور ناصر فياض يقول إن هذا الخطاب جاء متأخرا وبضغط من مساعديه "لقد حصل ضغط كبير على ترامب من مساعديه الذين طلبوا منه بإلحاح أن يغير لهجبة وأن يعتمد خطابا يدين فيه العنف لكن هذا الموضوع جاء متأخرا جدا ولن ينسى الناس بسهولة أن هو الذي كان المحرض على التمرد. وثانيا ما يقوله الرئيس في العلن غير الذي يقوله في الخفاء وتصدر من مساعدي الرئيس بعض التصريحات التي تلمح إلى عدم جدية ما قاله مؤخرا".
وتخوف فياض من المرحلة المقبلة "أعتقد أن الرئيس غير جدي في هذا الموضوع والأيام القليلة المتبقية هي خطيرة جدا، وأعتقد أن المساعدين الموجودين يساعدون بقدر الإمكان على تمرير هذه المرحلة دون ان يقوم بأي خطوات غير محسوبة".
من جهته أكد زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ بالكونغرس الأمريكي، ميتش ماكونيل أنه لا إمكانية لاكتمال محاكمة عادلة وجدية حول مساءلة ترامب قبل يوم 20 يناير.
واعتبر أنه من الأفضل أن يركز الكونغرس خلال الأيام الـ7 المقبلة على ضمان أمن مراسيم تنصيب الرئيس الجديد والنقل المنظم للسلطة إلى إدارته.
استمعوا إلى المقابلة مع الدكتور ناصر فياض في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.