انقسامٌ في أستراليا حول حظر حساب ترامب على تويتر: هل هو انتهاك لحرية التعبير أم خطوة لحماية السلم الأهلي؟

Twitter suspends Trump account

Source: Sipa USA Filip Radwanski / SOPA Images/Si

أيد الكثيرون الحظر الذي فرضه موقع تويتر على حساب ترامب بعد تغريدات اعتبرت محرضة على العنف، معتبرين إن حرية التعبير يجب أن تهدف إلى حماية " السلم العام وقيم الديمقراطية " بينما رأى آخرون أن الموقع حرم الرئيس الأمريكي من "حرية التعبير".


قبل أيام من مغادرته البيت الأبيض وجد الرئيس الأمريكي نفسه محاصرا من قبل مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حظرت العديد من هذه المواقع حساباته الإلكترونية تباعا. وكان أبرزَها موقع تويتر، الذي كان الأقرب إلى قلبه.

وتباينت الآراء حول قرار موقع تويتر الذي جاء بعد تغريدات اعتبرها المسؤولون عن الشركة محرضة على العنف وتشكل خطرا على السلم والديمقراطية.   

وكانت العلاقة بين الرئيس المنتهية ولايته والموقع قد شهدت العديد من المناكفات والسجالات، قبل أن يصل الأمر بتوتير في وقت متأخر من مساء الجمعة، إلى منع ترامب من استخدام حسابه الخاص أو الحساب المخصص له كرئيس للولايات المتحدة.

وعزت إدارة تويتر قرراها إلى خشيتها من "تكرر نشر رسائل تحرض على العنف" عقب اقتحام أنصار ترمب مبنى الكونغرس يوم الأربعاء الماضي. وأشار تويتر إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يعلق فيها حساب رئيس دولة.

وأثارت هذه الخطوة ردود فعل متباينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولدى السياسيين.  فهناك من رأى في قرار تويتر "خطوة متأخرة" كان يجب اتخذها منذ سنوات للحد من انتشار ما وصفوها بـ "سياسات الرئيس المتهورة وخطاباته التحريضية"، بينما رأى آخرون في ما حدث "مؤشرا خطيرا وخطوة تقوض حرية التعبير عبر الشبكات الإلكترونية".

 من جهته اتهم ترامب  تويتر و"أتباع اليسار الراديكالي" (بحسب تعبيره)  بالتآمر لإسكاته" وأعلن احتمال إنشاء منصة خاصة به.

لكن الانتقادات الموجهة لتويتر وغيره من الشبكات لم تقتصر على أنصار ترامب بل شملت أصواتا من اليسار حذرت من احتمال "المساس بحرية التعبير ومن النفوذ المتزايد لتلك الشركات". فلقد عبرت جمعية الدفاع عن الحقوق المدنية، ورغم تفهمها لدواعي القرار كما قالت، عن قلقها بسبب "قدرة تلك الشركات على شطب أشخاص من منصاتها بعد أن باتت المنفذ الوحيد للملايين لكي يعبروا عن آرائهم".

 وكانت شركة فيسبوك قد أعلنت أن حسابات ترامب ستبقى قيد الحظر إلى أجل غير مسمى، في حين علقت شركتا آبل وأمازون منصة Parler   المفضلة لدى أنصار ترامب. 
澳洲署理總理麥考馬克
澳洲署理總理麥考馬克 Source: AAP
وفي أستراليا، خرجت ردود فعل عديدة على الخطوة التي اتخذها موقع تويتر.

القائم بأعمال رئيس الوزراء مايكل ماكورماك انتقد تويتر وقال إن الخطوة تظهر ازدواجية في المعايير، مشيرا إلى قرار تويتر الإبقاء على صورة مفبركة ترمز إلى انتهاكات الجنود الاستراليين في أفغانستان. لكنه قال إن حظر ترامب مسألة تعود لتويتر.

أما وزير الخزانة جوش فراينبرغ فقال إنه "لم يشعر بالارتياح التام" لحظر ترامب، لكنه أقر بأن هذه القرارات اتخذتها شركات خاصة.  مشددا على أن حرية التعبير أساسية في المجتمع. ومشيرا في الوقت نفسه إلى أن فضاء الانترنت هو فضاء يتغير سريعا وأن بعض المحتويات التي تتعلق بالإرهاب قد تم حظرها من خلال القوانين.

زعيم المعارضة العمالية أنطوني ألبانيزي اعتبر أن تلك الخطوة جاءت متأخرة وكان يجب القيام بها منذ زمن لوضع حد لتصريحات ترامب. أما النائب البارز في حزب العمال، كريس بوين، فأيد ما قام به تويتر معتبرا أن حماية المجتمع هي الأهم.
UNESCO
Professor Fethi Mansouri Source: F Mansouri
وفي حديث مع SBS Arabic24 قال عضو منظمة اليونسكو ورئيس مركز المواطنة والعولمة ومعهد ألفرد ديكن في جامعة ديكن الأسترالية البروفسور فتحي منصوري "لا يجب أن تصبح منصات التواصل الاجتماعي رخصة لبث الأكاذيب والتحريض على العنف، ولهذه المواقع قوانين تضبط نوعية السلوك أيا يكن مستخدم الموقع". 

وأضاف "حرية التعبير مهمة ومنشودة دائما، لكنها كانت دائما مقننة بما يكفل السلم والمصلحة العامة، وتترتب مسؤولية كبيرة على من هم في موقع المسؤولية لبث خطاب سلمي وجامع، والرقابة تكون مقبولة عندما تخدم المصلحة العامة وليس المصلحة الخاصة". 

وختم البروفسور منصوري حديثه بالقول "يجب أن نقول نعم، تويتر لديه صلاحية حظر حساب المستخدمين الذي يسيئون للمصلحة العامة، لكن يجب أن يطبق ذلك على الجميع دون تمييز أو تحيز". 

استمعوا إلى اللقاء كاملا في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة. 


شارك