فلسطيني وإسرائيلي خسرا ابنتيهما يطرحان السؤال الصعب من أستراليا: هل حان وقت التخلي عن البندقية والحجر؟

Picture2.jpg

بسام عرامين ورامي إلهانان Credit: Supplied

بسام عرامين الفلسطيني ورامي إلهانان الإسرائيلي أبوان مفجوعان. الأول من أريحا خسر ابنته عبير برصاص جندي إسرائيلي. الثاني من القدس فقد ابنته سامادار في تفجير انتحاري. اختار عدوا الأمس مداواة جراحهما بمد جسور السلام والدعوة للحوار. فما الذي جاء بهما إلى أستراليا؟


النقاط الرئيسية
  • بسام عرامين الفلسطيني ورامي إلهانان الإسرائيلي خسرا ابنتيهما بفارق عشر سنوات
  • أصبح الأبوان المفجوعان سفيرين للسلام يدعوان لتجاوز مآسي الماضي بالحوار
  • زيارتهما إلى أستراليا ستكون مثار جدل بسبب طبيعتها وموعدها الذي يتزامن مع إحياء الفلسطينيين لذكرى النكبة في اليوم الذي تعتبره إسرائيل ذكرى تأسيسها
يتحدث بسام عرامين إلى سيلفا مزهر، مديرة البرامج في أس بي أس عربي24، عن تفاصيل اليوم الذي غيّر حياته للأبد. صباح الثلاثاء 16 كانون الثاني/يناير 2007، كانت عبير ابنة العشر سنوات خارجة من مدرستها عندما أردتها رصاصة جندي إسرائيلي. بعد يومين فارقت الحياة.

في القدس، على بُعد 40 كيلومتراً من أريحا، وبفارق عشر سنوات، كانت سامادار على موعد مع نفس المصير. إنه الخميس 4 أيلول/سبتمبر 1997. ابنة الـ 14 عاماً في طريقها لشراء كتب مدرسية استعداداً للعام الدراسي الجديد. يدوي انفجار تبيّن أن منفذيه ثلاثة فلسطينيين. قًتل خمسة إسرائيليين بينهم ابنة رامي إلهانان.
Picture5.jpg
الطفلتان عبير عرامين وسامادار إلهانان Credit: Supplied
الأبوان المفجوعان بأعز ما يملك الإنسان، تفصل بينهما عداوة آلاف السنين. لكنهما عبرا حدود الألم ليصبحا سفيرين للسلام.

رحلة بسام "المقاوم"

بسام عرامين ابن انتفاضة الحجارة. قاوم وسُجن سبع سنوات.
كان عمري حينها 17 عاماً. حوّلنا أنا ورفاقي تلك القبور إلى بيوت تضج بالحياة
تلك التجربة القاسية كانت محطة للتعرف على الجانب الإنساني لمن كان يراه عدواً. شاهد بسام فيلماً عن المحرقة اليهودية. بعدها بسنوات أكمل شهادة ماجستير عن المحرقة في محاولة للتعرف على "الآخر".

"نضالنا كشعب فلسطيني هو من أجل التحرر وليس من أجل القتل".
وصل بسام إلى قناعة بأن الحوار هو السبيل الوحيد للعيش معاً.

لكن ماذا عن رامي إلهانان، الجندي السابق في الجيش الإسرائيلي؟

من قلب الحرب بدأت الدعوة للسلام

"كان ذلك منذ زمن بعيد"، يقول رامي.

"قبل خمسين عاماً كنت جندياً وشاركت في حرب أكتوبر 73. مع نهاية المعارك كنت غاضباً وخائباً ويغلب عليّ شعور بالمرارة".

قرر رامي، وهو ابن أحد الناجين من المحرقة، ألا يكون طرفاً في الصراع. أكمل حياته كمصمّم جرافيكس وأب لأربعة أطفال.

إلى أن جاء يوم تعرّف فيه إلى إسرائيلي آخر يشاركه الشعور بالمرارة، شجّعه على الانضمام إلى جمعية أنشأها لمناهضة العنف والدعوة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
دعاني إلى اجتماع حضره فلسطينيون وإسرائيليون. وهذا الاجتماع غيّر حياتي
الرحلة التي بدأها رامي قادته إلى بسام الذي كان بدوره ناشطاً في الجمعيات التي تحاول مد الجسور بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

في عام 2005 التقيا تحت مظلة "مقاتلون من أجل السلام"، وهي منظمة أطلقها مقاتلون سابقون من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للدفع بالحلول من أجل السلام، وكان بسام ونجل رامي أحد مؤسسيها.

"تعرفت إلى بسام من خلال ابني وأصبحنا أصدقاء مقربين".
Picture3.jpg
الرحلة التي بدأها رامي قادته إلى بسام الذي كان بدوره ناشطاً في الجمعيات التي تحاول مد الجسور بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
عندما أصيبت الطفلة عبير بالرصاص عام 2007، كان رامي في المستشفى يواسي صديقه بسام.

قصتهما التي أصبحت موضوع رواية بعنوان "Apeirogon" تصدّرت قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعاً. وما زالت فصولها مستمرة.

بسام ورامي يزوران أستراليا في 17 أيار/مايو لإلقاء ندوات تحت عنوان "نحن بحاجة للتحاور" في سيدني وملبورن وكانبرا حيث يخططان للقاء أفراد من الجاليتين الفلسطينية واليهودية.

الزيارة ستكون مثار جدل. ليس بسبب طبيعتها فحسب، بل في موعدها الذي يتزامن مع إحياء الفلسطينيين لذكرى النكبة في اليوم الذي تعتبره إسرائيل ذكرى تأسيسها.

لكن بسام عرامين لا يخشى أن يُتهم بالتخلي عن القضية.
هذا جرح في القلب لا يمكن أن ننساه
بالنسبة إلى رامي الذي ينتمي إلى عرقية يقول إنها اعتادت على مدى آلاف السنين الخوف من الغرباء وتمرست في أداء دور الضحية، الحوار هو السبيل الوحيد.
بدل أن نتشارك الأرض التي أعطانا إياها الله، سنتشارك القبور التي تحتها
رامي إلهانان يعرّف عن نفسه بأنه يهودي وإسرائيلي، وقبل كل شيء إنسان. إنسان حوّل حزنه إلى جسر للمصالحة.

بسام عرامين، الفلسطيني الذي رفض حمل السلاح منذ إطلاق سراحه، يشاطر زميله الإسرائيلي الأمل في أن تكون المسامحة هي الطريق نحو الخلاص.

"أنا لا يمكن أن أنسى.. لكني قادر على الغفران".

استمعوا إلى اللقاء كاملاً مع بسام عرامين ورامي إلهانان في الرابط الصوتي أعلاه.

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على وو

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.



يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على  

شارك