"جوع ورعب وتهجير": شاهد على النكبة الفلسطينية يروي ما حلّ بعائلته في عام 1948

MIDEAST PHOTO SET NAKBA

Palestinians are marking the 75th anniversary of Nakba Day (Day of the Catastrophe), commemorated annually on 15 May to remember their displacement following the 1948 Israeli Declaration of Independence. Source: EPA / ALAA BADARNEH/EPA

يحيي الفلسطينيون اليوم الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة للتأكيد على حقهم في العودة إلى وطن ما زال حاضراً في أذهانهم ووجدان أبنائهم وأحفادهم في الشتات حيث يقطن ما يصل إلى 10 ملايين فلسطيني.


النكبة مصطلح سياسي يشير إلى التهجير الجماعي للشعب الفلسطيني خلال عام 1948، اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية وتم تهجير 800 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم فضلاً عن مئات القرى التي دُمرت ما مهد الطريق أمام تأسيس دولة إسرائيل في 14 أيار/مايو من ذلك العام. واعتاد الفلسطينيون إحياء ذكرى النكبة في اليوم الذي يليه.

"أنا أكتب بدمي بالأحمر القاني أكتب لفلسطين بحبر من نزف شرياني" بعض من كلمات الشاعر الفلسطيني الأسترالي فؤاد الشريدة الذي رغم مرور عقود على نزوحه من قريته في الجليل الأعلى في فلسطين باتجاه جنوب لبنان ومن هناك إلى أستراليا، ما زال متمسكاً بهويته الفلسطينية ويستذكر - وكأنه الأمس - ما ذاق من ويلات التهجير وعمره لا يتجاوز التسع سنوات.
ما زال فلسطينيو الشتات يتوارثون عقود ملكية البيوت التي هُجروا منها. يحملون مفاتيح ترمز إلى ألم الاقتلاع من الجذور وأمل العودة.
وعلى الجانب الآخر، تقول إسرائيل إن الفلسطينيين غادروا قراهم "طوعياً" خلال المعارك التي وقعت خلال الحروب العربية الإسرائيلية، وترفض اسرائيل كذلك الاتهامات حول قيامها بمجازر أو تطهير عرقي.
Fouad in Sydney during the 80's.
Fouad in Sydney during the 80's. Credit: Fouad Charida
عاد الشريدة بالذاكرة إلى اليوم الذي تم فيه اقتحام قرية الصفصاف: "ذكريات مؤلمة ما زلت أحملها منذ طفولتي. كانت قريتي آخر القرى التي سقطت. اعتمدوا أسلوب الترهيب، لكن قريتنا اختارت القتال حتى الرمق الأخير. جمعوا 40% من رجال القرية وأعدموهم أمام أمهاتهم. الدم وصوت صراخ الأمهات والأطفال يضج في ذاكرتي ولن أنساه أبداً".
هرب قسم كبير من سكان القرية باتجاه جنوب لبنان ولكن شاءت الأقدار أن يتفرق شمل العائلة: "كنت طفلاً صغيراً وبعد أن نجح أهلي في عبور أحد الجسور، سقطت قنبلة على الجسر على مقربة مني ولم أتمكن من اللحاق بهم. أنقذتني امرأة من تحت الركام وتابعنا المسير نحو لبنان. ظن والداي أنني في عداد الأموات".
قضيت أياماً في جنوب لبنان بمفردي دون طعام وشراب أبحث عن أهلي
"أيام قاسية جداً. اضطررت لمرافقة القطط والكلاب الضالة لأجد ما أسد به رمقي"، هذه الكلمات من فؤاد تختصر معاناته في تلك الفترة. معاناة طبعت ذاكرته وأبت أن تفارقه إلى الآن.
Fouad Charida's father in Palestine.
Fouad Charidi's father in Palestine. Credit: Fouad Charidi
زرت فلسطين مرة واحدة في عام 2014. كنت أقف على أرض سُرقت مني وفيها جذوري التاريخية
كانت صدفة عجيبة قادت كلب العائلة إلى فؤاد اذ كان على مقربة من أحد مكبات النفايات: "هرب هذا الكلب معنا من فلسطين. عثر عليّ ولحق به أهلي وعثروا بدورهم عليّ أخيراً. بكت أمي بعدما كانت تظن أنني ميت."

عائلة فؤاد اليوم تضم 17 حفيداً من 6 بنات وما زالت هذه المأساة "لا تشبه غيرها" بالنسبة له: "النكبة تركت بصماتها على شعري وحياتي. 75 سنة على النكبة. استولوا على الاراضي والاملاك دون وجه حق. لم يكن تعداد اليهود سوى 10% من سكان فلسطين في عام 1948، كيف تنكروا للحقوق الإنسانية لـ90% من الفلسطينيين؟ نحن لسنا عنصريين ولم نقاتلهم إلا دفاعاً عن النفس".

استمعوا إلى المقابلة مع الشاهد على نكبة عام 1948 الشاعر فؤاد الشريدة في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
أكملوا الحوار عبر حساباتنا على وو

شارك